اقتصاد

الليرة السورية تنزف وغياب الحلول لردم الفجوة بين سعر المركزي والسوق السوداء


المكتب اﻹعلامي بالداخل/
عاد ملف “انهيار الليرة السورية” إلى واجهة الصحف الرسمية وتصدرت عناوينهم، التي ساقت آراء المحللين في توصيف أسباب التدهور، والتي بدورها تكشف مدى عجز الفريق اﻻقتصادي التابع للنظام، عن إدارة هذا الملف.
وبالمجمل؛ ﻻ يخرج الحديث عن سياق تبرير التدني، واﻻتهامات التي تطلق بكل اﻻتجاهات، فهي تارةً “الحرب الكونية” وأخرى مضاربات التجار”.
بدوره، اقترح رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية، عابد فضلية، أن يتم إيجاد سعر توازني لردم الفجوة بين المركزي والسوق الموازية (السوداء)، واعتبر أن الوقت غير مناسب لتحرير سعر الصرف؛ فهو يحتاج عوامل قوة نقدية واقتصادية واستثمارية وسياحية كثيرة.
وقال فضلية؛ “إن تحرير السعر له عواقب قد تكون وخيمة”، في تصريح لصحيفة “البعث” الرسمية.
وعلّق موقع “الليرة اليوم”، على كلام فضلية، بأنه يأتي وسط دعوات لتحرير سعر الصرف والتخلي عن سياسة “خنق الليرة والأسواق” التي يبدو أنها لم تؤت ثمارها بل أتت بمضاعفات عكسية كما أكد البعض.
وأضاف فضلية، أن المستثمرين الذين كانوا ينتظرون معالم النهوض الاقتصادي للبدء بمشاريعهم اتجهوا لتهريب أموالهم أو الاستثمار في مكان آخر، لأن الزمن المطلوب لتلك العملية طال أكثر مما كان متوقعاً.
وكما أسلفنا ساق فضلية أسباب وتأخير عملية النهوض الاقتصادي، وانهيار الليرة السورية، والتي لم تخرج عن المبررات المعتادة، وهي؛ “الحصار والعقوبات”، ولكنه أضاف عاملًا آخر، يتمثل بتراجع السياحة نتيجة ارتفاع الأسعار العالمي الذي أثر بدوره على الحوالات الخارجية، فقد تكون تراجعت اليوم مقارنة بالفترة الماضية، حسب رأيه.
وفي السياق؛ زعم فضلية أن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مؤخراً في السوق الموازية، يعود لأسباب موضوعية، في مقدمتها حركة التجارة الخارجية، وميزان القطع الأجنبي بين ما يصل سورية من قطع وما يخرج منها، وحتى ما يشترى من السوق السوداء.
ويشار إلى أن سعر صرف الدولار في السوق الموازية/السوداء شهد ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة، ووصل سعر الدوﻻر اﻷمريكي الواحد في افتتاح تعاملات اليوم الخميس 4820 ليرة، وهو أدنى مستوى سجله.
وأضاف فضلية بأن هناك ظروف إقليمية ودولية كذلك، فالوضع الإقليمي حالياً أسوأ من قبل لاسيما في لبنان، الذي سرعان ما نتأثر بالوضع الاقتصادي فيه، خاصة بالقطاع المالي، نظراً لحركة الأموال الكبيرة بين لبنان وسورية، شرعيةً كانت أم غير شرعية، إضافة إلى حركة تسديد الحوالات للخارج.
ويذكر أن وزارة المالية اللبنانية أعلنت في نهاية أيلول /سبتمبر الماضي، نيتها رفع سعر الصرف الرسمي للدولار من 1,507.5 ليرات إلى 15,000 ليرة، وذلك ضمن عدة خطوات لتعويم سعر الصرف من أجل توحيد أسعار الصرف المتعددة، في إطار الإجراءات المطلوبة للحصول على دعم من “صندوق النقد الدولي”.
كما وصف فضلية الوضع العالمي بأنه يواجه جمود وكساد اقتصادي وارتفاع في الأسعار، ونتيجةً لذلك تتوقف الكثير من الفعاليات عن العمل دولياً وإقليمياً وحتى محلياً، ومن المعروف أن الشركات المتوقفة غالباً ما تحول أموالها للقطع الأجنبي وتهربه.
يذكر أن “مصرف سورية المركزي” رفع في 19 أيلول/سبتمبر الماضي سعر الصرف الرسمي للدولار إلى 3015 ليرة لكل دولار واحد، بعد أن كان محدداً بـ 2814 ليرة سابقا، بتراجع 7 بالمئة من قيمتها.
وﻻقى القرار وما يزال جدﻻً واسعاً في أوساط اﻻقتصاديين، وحتى عوام الناس، الذين تأثروا سلبًا بهذا اﻹجراء.
وأخيرًا؛ وأمام ماسبق، تبقى الليرة السورية تنزف، كما أن غياب الحلول لردم الفجوة بين سعر المركزي والسوق السوداء معدومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى