تقارير

أستراليا تتجهز لاستعادة رعاياها المحتجزين شمال شرق سوريا

تستعد الحكومة الأسترالية لإطلاق مهمة لإنقاذ عشرات الأستراليين من النساء والأطفال المحتجزين في مخيمات خاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، شمال شرقي سوريا.
وبحسب مانشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، اليوم الأحد 2 من تشرين الأول، ستعيد أستراليا أكثر من 20 شخصًا من مواطنيها، معظمهم من الأطفال، لكنها لن تخرج جميع الأستراليين من المعسكرات فورًا.
وتوقعت الصحيفة إجراء عمليات أخرى في الأشهر المقبلة.
وما زال يوجد أكثر من 20 امرأة أسترالية وأكثر من 40 طفلًا، من أرامل وأطفال مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” القتلى أو المسجونين، داخل معسكرات الاحتجاز في مخيمي “الهول” و”الروج” في شمال شرقي سوريا، وفق الصحيفة.
وقالت العديد من النساء المحتجزات في المخيمات، إنهن قد أكرهن أو خدعن للسفر إلى سوريا، من قبل أزواجهن الذين قد قتلوا سابقًا، وأنهن مستعدات للخضوع لأوامر الرقابة الحكومية إذا جرى إعادتهن.
ومعظم الأطفال الأستراليين المحتجزين حاليًا، هم دون عمر السادسة، حيث ولد العديد منهم داخل المخيمات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية الأسترالية، كلير أونيل، لصحيفة “الجارديان”، “الأولوية القصوى للحكومة الأسترالية هي حماية الأستراليين والمصالح الوطنية الأسترالية، بناءً على نصائح الأمن القومي، وبالنظر إلى الطبيعة الحساسة للمسائل المعنية، فلن يكون من المناسب تقديم المزيد من التعليقات”، لكن الصحيفة أكدت من مصادر متعددة أن مهمة الإنقاذ وشيكة.
ويحتجز معظم الأستراليين، بينهم 44 طفلًا، في مخيم “روج” القريب من الحدود العراقية، والذي يعتبر أكثر أمانًا من “الهول” وفق إحصائيات عدد الضحايا في كلا المخيمين، لكن سوء التغذية، وانتشار الأمراض، والعنف من الأمور الشائعة في “الروج”.
ويوجد في “الهول” مجموعة عائلية أسترالية وعدة أطفال لديهم الحق في الجنسية الأسترالية، حيث توجد اتهامات بنشاط للتنظيم داخل المخيم، بعد الإبلاغ عن أكثر من 100 حالة قتل، خلال 18 شهرًا حتى منتصف هذا العام.
واعتقلت “قسد”، الشهر الماضي أكثر من 300 شخص، متهمين بانتمائهم “للتنظيم” داخل “الهول”، وصادرت أسلحة، وحررت ست نساء وجدوا محتجزات داخل المخيم، على يد العناصر المتهمين، بحسب بيان القيادة المركزية الأمريكية، في 18 من أيلول الماضي.
ضحايا سابقون
تأتي الأنباء عن عملية أستراليا لإعادة رعاياها، بعد عدة حوادث وقع فيها أشخاص أستراليون ضحايا داخل المخيمين، ففي تموز الماضي، أبلغت أسرة الشاب المولود في سيدني، يوسف زهاب، أنه توفي لأسباب غير مؤكدة، حيث سبق أن أصيب بالسل، وأرسل نداءات للمساعدة أثناء حصار تنظيم “الدولة” لسجن “الصناعة” في الحسكة، في بداية العام الحالي.
وفي عام 2021، انهارت فتاة أسترالية تبلغ من العمر 11 عامًا بسبب سوء التغذية في مخيم “الروج”، وفي عام 2020، عانت فتاة أسترالية تبلغ من العمر ثلاث سنوات من إصابة صقيع شديدة في أصابعها خلال الشتاء.
وفي تموز الماضي، أخبرت المقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان أثناء مكافحة الإرهاب، فيونوالا ني أولين، أستراليا إن إعادة النساء والأطفال من سوريا “أمر ممكن تمامًا”.
وأوضحت أن العديد من الحكومات الأخرى تستعيد رعاياها حاليًا، حيث تتمتع أستراليا بنظام متقدم لرعاية الأطفال، والتعليم، والعدالة الجنائية، والصحة، القادرة على تلبية احتياجات هؤلاء الأطفال وأمهاتهم، قائلة، “الفشل في الإعادة إلى الوطن هو تنازل عن التزامات أستراليا التعاهدية والأخلاقية لحماية الأطفال الأكثر ضعفًا في أستراليا”.
وأعادت ألمانيا 91 شخصًا من مواطنيها في سوريا، وأعادت فرنسا 86 شخصًا، والولايات المتحدة 26 شخصًا، كما أعادت كازاخستان أكثر من 700 شخص من مواطنيها، وأعادت روسيا وكوسوفو أكثر من 200 شخص لكل منهما، وتدير فرنسا حاليًا عملية لإعادة مواطنيها، بمن فيهم الأيتام.
وفي عام 2019، أطلقت أستراليا مهمة إنقاذ سرية من المخيمات، لإعادة ثمانية أيتام أستراليين، من بينهم مراهقة حامل، لكن منذ ذلك الوقت، رفضت الحكومة إعادة أي شخص آخر إلى الوطن متذرعة بمخاوف أمنية.

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى