تقارير

تحت شعار “رؤية وطنية واقعية للحل المنشود وإنقاذ العراق”.. الميثاق الوطني العراقي يعقد مؤتمره الثالث في إستانبول

باسل المحمد

مدير الأخبار – رسالة بوست
عرض مقالات الكاتب

تحت شعار “رؤية وطنية واقعية للحل المنشود وإنقاذ العراق” عقد الميثاق الوطني العراقي مؤتمره الثالث في مدينة إستانبول، بحضور عدداً من الشخصيات والنخب العراقية، إضافة إلى أكاديمين وحقوقيين وإعلاميين من سوريا ومصر وتونس.
ناقش المؤتمر عدداً من القضايا التي تتعلق بحاضر ومستقبل العراق، وما عاناه هذا البلد العظيم منذ الغزو الأمريكي عام 2003 وما جره على العراق من ويلات دمرت حاضره وتاريخه العريق، وما تبعه من تسليم هذا البلد لإيران وميليشياتها الطائفية، التي عاثت فساداً وقتلاً ونهباً فيه، إذ عملت إيران على إيصال نخب سياسية تابعة لها، تعمل تحت إمرة ووصاية ملالي قم وطهران.


من أبرز المحاور التي ناقشها المؤتمر: 1- إشكالية الدستور، الذي كتب بأياد وأقلام إيرانية، إذ أكد المؤتمر أن هذا الدستور أسس للطائفية والمحاصصة في العراق، ولم يعمل أبداً على ترسيخ الروح الوطنية أو إبراز الهوية العربية الأصيلة لهذا البلد.
2- قضية انتهاك حقوق الإنسان في العراق، منذ الغزو الأمريكي، وما تبعه من ممارسات الميلشيات التابعة لإيران، إذ عملت هذه الميلشيات على قتل كل الأصوات الوطنية المعارضة لها، وتهجير العرب السنة من مناطقهم، واعتقال الآلاف من أبناء العراق وتغييبهم في السجون والمعتقلات.
3- النظام السياسي الحالي في العراق، إذ ناقش المؤتمرون فساد الطبقة السياسية الحاكمة، وتنفيذها لأجندات إيران الطائفية، وبُعد هذه الطبقة عن العمل لمصلحة العراق وشعبهم، إذ يحرص هؤلاء السياسيون على استغلال مناصبهم لتنفيذ مصالحهم الشخصية الضيقة، أو مصلحة الميلشيات التي تحميهم وتؤمن بقاءهم في السلطة.
4- الحراك الشعبي لأبناء العراق منذ بداية الغزو الأمريكي، وما رافقه من مقاومة عسكرية، أذلت الأمريكان في مدن الفلوجة والرمادي، وبعد ذلك سلَّط المؤتمر الضوء على التحرك الشعبي للعراقيين عام 2011، إذ شهدت ما يقارب من 50 مدينة عراقية تظاهرات تطالب بإسقاط هذه الطبقة السياسية الحاكمة، وما تلاها من تحركات شعبية عام 2013، لتأتي بعد ذلك “ثورة تشرين” عام 2019، وما شهدته من توحد للعراقيين بكل أطيافهم وطوائفهم وانتماءاتهم السياسية، إذ طالب أبناء العراق في هذه الثورة بالتخلص من القيد الإيراني، وكتابة دستور عراقي وطني، كما طالبوا بالتخلص من الطائفية وما انتجته من قيادات فاسدة.
وفي هذا السياق أكد ” الميثاق الوطني العراقي” أن مؤتمره هذا يعقد في الأول من تشرين تزامناً مع نزول أبناء العراق إلى الشوارع، مؤكدين استمرارهم بنهج “ثورة تشرين”، ومتحدين آلة القمع الطائفية.
5- قضية الاقتصاد العراقي، إذ أوضح المؤتمرون أن أبناء العراق يعانون منذ بداية الغزو الأمريكي- الإيراني وحتى هذا الوقت من الفقر والجوع والبطالة، على الرغم من خيرات العراق النفطية والزراعية والصناعية الهائلة، إذ كشف أحد المشاركين وبالأرقام عن حجم النفط العراقي الذي ينهب ويسرق وتذهب أمواله لإيران وأتباعها من السياسيين وقادة الميلشيات، وكشف أيضاً عن عدد المعامل والمنشآت العراقية التي دمرت، وكيف عمل الاحتلال الأمريكي والإيراني على إفقار العراق وتدميره اقتصادياً.

أبرز المتحدثين في المؤتمر:
تخلل المؤتمر كلمات لأبرز قيادات الميثاق الوطني أبرزهم الدكتور “مثنى حارث الضاري” مسؤول القسم السياسي في “هيئة علماء المسلمين في العراق”، إذ أكد “الضاري” أنه رغم كل ما يجري في العراق والبلاد العربية هناك أمل، ولولا هذا الأمل لما اجتمعنا هنا الآن؛ ولولا الأمل لم يتشكل الميثاق الوطني العراقي، وأضاف: النظام السياسي يعمل على تفتيت اللحمة الوطنية، والقوى المناهضة للاحتلال والعملية السياسية تعمل بثقة وعلم وتخطيط وبأمل من أجل المحافظة على هذه اللحمة الوطنية.

الدكتور: مثنى حارث الضاري


ومن المشاركين أيضاً الأستاذ وليد الزبيدي ممثلاً عن المستقلين في “الميثاق الوطني العراقي”، إذ أوضح “الزبيدي” في كلمته أن أموال العراق التي اقتربت من الألفي مليار منذ العام 2003 تبخرت ونهبت تحت إشراف الاحتلالين الأمريكي والإيراني والطبقة السياسية التابعة لهما.
ومن الشخصيات الممثلة عن العشائر العراقية في المؤتمر كان الشيخ “أحمد الغانم” الأمين العام لمجلس عشائر حنوب العراق، إذ أكد الشيخ “الغانم” أن العراق وسوريا ولبنان واليمن يتعرضون لأبشع استيطان إرهابي تنفذه إيران وميليشياتها.
ومن الشخصيات الحقوقية المشاركة أيضاً الدكتور “صباح الناصري” أستاذ العلوم السياسية في جامعة ( York ) والذي بين أن دستور 2005 الذي تم إقراره في ذلك الوقت، هو ليس دستوراً بالمعنى الحقوقي والأكاديمي، إذ أسس للطائفية والمحاصصة السياسية على أساس طائفي، وهو بعيد كل البعد عن متطلبات العراقيين.
وكان للناشطين في مجال حقوق الإنسان كلمة في هذا المؤتمر إذ كشفت الأستاذة “ثائرة أكرم” وهي باحثة في الشأن العراقي أن الإرادة السياسية تمنع مليون ونص نازح من العودة إلى مناطقهم، وأن هناك سجن يسمى “سجن تلكيف” يضم إلى الآن آلاف النساء مع أطفالهم.

هدف المؤتمر:
وفي تصريح خاص لموقع “رسالة بوست” أكد الأستاذ عبدالقادر النايل أن “الميثاق الوطني العراقي” يسعى إلى وضع استراتيجية حقيقية للتنسيق الفعلي والبدء بالعمل بين القوى الحية العراقية والسورية واللبنانية واليمنية المتضررة من الإرهاب الإيراني وميلشياته، وأضاف “النايل” أن الميثاق يسعى لبلورة موقف التصدي لكل هذه الأعمال الخبيثة التي استهدف هذه الشعوب المنكوبة، وما عانته من قتل وتهجير وتدمير للمدن من إيران وأذنابها.
وشدد “النايل” على ضرورة التكامل بين هذه الشعوب للوصول إلى مرحلة التصدي الفعلي بكل الوسائل المتاحة العسكرية والسياسية والثقافية من أجل الوصول إلى دحر النفوذ الإيراني.

أبرز ما جاء في البيان الختامي:
1- إن العملية السياسية في العراق وصلت إلى طريق مسدود وفشل ذريع، وتسببت باستمرار معاناة الشعب العراقي، وسلب سيادة العراق واستقلاله.
2- إن الحل في العراق يكمن في بناء نظام سياسي حقيقي يعتمد على أسس قويمة، بعيدة عن الطائفية، مع التأكيد على التعايش السلمي لكافة أبناء العراق.
3- دعوة العراقيين إلى توحيد صفوفهم، وتقديم مصلحة العراق وشعبه استعداداً للمرحلة القادمة للمساهمة الفعالة في التغيير.
4- بات ضرورياً حسم عدد من القضايا الخطيرة في العراق ومن أهمها:
أ‌- عدم استخدام الأراضي العراقية لإرسال الميلشيات والأسلحة لقتل الشعب السوري.
ب‌- إرجاع النازحين إلى مناطقهم وإخراج الميلشيات منها.
ت‌- إطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات ومعالجة المصابين من ضحايا الحروب والمظاهرات.
ث‌- منح الأوراق الثبوتية للعراقيين جميعاً، ورفع الملاحقات السياسية المغلفة بإجراءات قضائية مسيسة تمهيداً لعودة الكفاءات والعوائل العراقية.
وختم “الميثاق الوطني العراقي” أعماله بمعاهدة الله والعراقيين على البقاء ثابتين على موقفهم الوطني المناهض للظلم والفساد طال الزمن أم قصر، وأن يبذلوا ما بوسعهم لإحداث تغيير حقيقي في العراق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى