سياسة

“حفل توقيع استثنائي”!

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

اليوم 30 من أيلول سيكون يوم استثنائي ومفصلي في حرب روسيا على أوكرانيا، ففيه سيتم التوقيع على ضم المقاطعات الأربع التي اقتطعها “بوتين” من الأراضي الأوكرانية بقوة السلاح، بذريعة رغبة سكان هذه المناطق بالانضمام إلى روسيا، سيّما أن غالبيتهم من أصول روسية، ويتكلمون اللغة الروسية التي هي لغتهم الأم، والتي حرمهم الرئيس الأوكراني “زيلينسكي” من التحدث بها -كما زعم “لافروف” وزير خارجية روسيا- وأن هذا الحرمان كان سبباً في التدخل الروسي لهذه المناطق لتحرير المواطنين الروس من الاضطهاد الأوكراني، الذي منعهم من حقوق المواطنة والعيش الكريم!!
هذه الترّهات والحجج الواهية التي يتلطّى بها “بوتين” ووزير خارجيته”لافروف” لا تنطلي على أحد، ولكنها مسوّغات وضعها هؤلاء المجرمون القتلة لكي يحتلوا أراضي أوكرانية وإلحاقها بالدولة الروسية ،بعد إجراء عملية استفتاء صورية أجروها في المناطق التي احتلوها -ذكرتنا باستفتاءات النظام المجرم في سوريا في عهد المقبور”حافظ” وبنسب ال99% – .
اليوم سيتم التوقيع على قرارات الضم في الكرملين بحضور المجرم “بوتين” وأربعة من “بيادقه” الذين صنعهم بيده وسمّاهم رؤساء أقاليم -أو ما شابهها من تسميات خلعها عليهم وهم ليسوا سوى عملاء صغار باعوا شرفهم، وخانوا وطنهم ليكونوا أجراء لروسيا ونظامها الديكتاتوري.
نقول هو يوم استثنائي بالنظر لما سيترتب على عملية “الضم” هذه من إجراءات سيقوم بها نظام “بوتين” بعد أن تصبح الحرب في أوكرانيا حرباً بين الدولة الروسية والأوكرانية، بعد أن كانت تدخلاً روسياً في أوكرانيا نصرة لمواطنين روس داخلها، وبالتالي ستدّعي موسكو أن أي اعتداء على هذه الأقاليم أو المقاطعات هو اعتداء على دولة روسيا، وبالتالي فإن من حق الجيش الروسي -وحسب عقيدته القتالية – أن يدافع عن أرض روسيا بكل الوسائل، ومنها استخدام السلاح النووي!
هنا سيكون الغرب وأمريكا أمام مواجهة مع الروس بشكل مختلف عما سبق من مجريات هذه الحرب، فالتصعيد قادم، والتهديد والوعيد أصبح على المحك، فهل سيحتدم الصراع ويصبح أكثر ضراوة؟، أم سيتم التوصل إلى تسوية مع المجرم “بوتين” وذلك من خلال إرضائه بشئ ما من اوكرانيا؟
هذا ما ستأتي به الأيام القادمة.
نحن شعب سوريا ننتظر- ولا نملك سوى الانتظار- وجُلّ ما نخشاه أن تكون سوريا جزء من صفقة إرضاء بوتين.
هذا احتمال ولكنه ضعيف، فالمسألة أعقد من ذلك بكثير وعليها يتوقف مصير ومستقبل قارة أوروبا برمتها.
في بداية حرب روسيا على اوكرانيا قلنا أن المجرم “بوتين” قد تورط فيها وباتت هزيمته وشيكة، وبالتالي سيكون لهزيمته في أوكرانيا منعكساتها على الساحة السورية التي يحتلها الروس إلى جانب ميليشيات ملالي طهران، وحينها سنفرح نحن السوريين بهزيمة روسيا في أوكرانيا وخروجها من سوريا كما خرجت مهزومة من أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، وكانت هزيمتها حينذاك سبباً في تفكك الاتحاد السوفييتي.
المجرم”بوتين” بسلاحه وقوته العسكرية الغاشمة، دمّر المدن السورية، وقتل شعبها، نصرة لتابعه وذنبه المجرم “بشار”، فقد كان حليفاً مخلصاً في تحالفه الإجرامي حتى أنه تفاخر بجرائمه المرتكبة في سوريا وبأنه جرّب فيها أكثر من 200 نوع من الأسلحة التدميرية!
ويبقى الدور الأساس في كل هذه المعمعة للأمريكي ولموقف إدارة”بايدن” منها، هل سيستمر الدعم الأمريكي للأوكرانيين؟ أم سيخذلهم الأمريكان ومن ورائهم الغرب ويتركونهم فريسة للدب الروسي؟
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
ويأتيك بالأخبار من لم تزود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى