مقالات

قادة حماس منافقون أم مرتزقة؟

د. أسامة الملوحي

سياسي سوري
عرض مقالات الكاتب

في مواقف قادة حماس محطات واسعة للسائلين.علم كثيرون أنني في نهاية صيف 2012 قد زرت حماس في موطنها في غزة أنا وأحد الكرام عبر نفق بوعجلة.وقد كتبت مقالات كثيرة عن قادة حماس ومواقفهم من بشار وإيران….لذلك اجتمع علي سائلون كثر في ندوة عبر النت بعد قرار قادة حماس الأخير بالتطبيع مع بشار الأسد.ما الذي يدفع قيادة حماس للارتماء مجددا في مخدع بشار الأسد ولفظ المخدع كان مقصودا للدلالة على الارتماء في الأحضان وللإشارة الى الخداع الذي نجح بضغط وإملاء من إيران؟.هل الساحة السورية تحت وصاية بشار ساحة آمنة لحماس فلا يطالها قصف اسرائيل واستهدافها في هذه الآونة بالذات التي تسرح وتمرح فيها اسرائيل في سورية أم إنها الإرادة الإيرانية التي تفرض من غير مساحة للتأجيل والتسويف؟.لماذا يصر قادة حماس على تضييع أي استقلالية لقرارهم وتثبيت التبعية المذلة لإيران؟.لماذا يخرج قادة حماس الحركة من جسدها الذي تنتمي اليه في محيطها الاقليمي الشامي والاسلامي الأوسع ويقفون مع طاغية الشام الذي دمر كل شيء في سورية بدعم من إيران؟.لماذا عمد قادة حماس إلى اللف والدوران أمام التساؤلات من كل الأطراف الاسلامية المعنية شعبية وغير شعبية وعندما كانوا يضطرون للإجابة بعد تطنيش طويل يخرج السنوار أو الزهار أو هنية أو مشعل أو ابو مرزوق بتصريحات ملؤها العنجهية والكبر والاستخفاف مع ابتسامة صفراء لئيمة ويكررون ما فحواه (حماس منسجمة مع مبادئها ومواقفها مجيدة عظيمة تنبع من مبادئ الأمة)؟……كما قال لي زياد ظاظا نائب رئيس حكومة حماس عام 2012.وانا اقول له بشار يقتل آلافا وآلافا من أطفالنا..قال:(انتم لا تدركون ..نحن ندرك أن الشعب السوري كله مع مواقفنا)….وقلت لوزراء حماس من حوله احذروا هذا الرجل وأمثاله فسيؤدي بكم الى الهلاك الدعوي والاعتباري. لماذا تكون مواقف قادة حماس مع إيران عموما وخصوصا وتركز على أكابر المجرمين الإيرانيين فتخصص لهم الثناء وتكيل لهم المديح وتمنحهم أوسمة المقاومة والممانعة وتجعلهم أمل القدس والأقصى …والأقصى عند الصفويين في أقدم رواياتهم هو في السماء وليس في فلسطين. واستطرد السائلون…هل يعقل أن قادة حماس لايعلمون عن التفاهمات الاسرائيلية الايرانية والبشارية من تحت اسفل الطاولة وهل يظنون أن الناس جهلاء لم يقرؤوا او يطلعوا على مذكرات وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو عندما كتب وقال (اسرائيل كانت المورد الغربي الوحيد والموثوق لأسلحة إيران طيلة الحرب العراقية الإيرانية)…ووثق كل الأدلة على هذه المعلومة والطرفان لم ينفيا…وخبراء وباحثون في الولايات المتحدة تأكدوا بأنفسهم منها ولم تكن فضيحة ايران غيت تكشف عن صفقة منفردة…لقد تعدى الدعم حده و وصل الى التعاون العسكري والاستخباري لتدمير العراق كما يؤكد سترو.؟.لماذا يخلط قادة حماس الأوراق عندما يخاطبهم المشايخ مستفسرين فيخرج ابو حمدان في لقاء معي على الهواء مرة وقد كان في وسط الضاحية الجنوبية لبيروت ودون ان يسأله أحد..(يا أخي كثير من العلماء لم يكفر الشيعة) فقلت له مندهشا ومن قال لك اننا نقاتلهم لانهم كفار …هذا شأن آخر…نحن ندافع عن أطفالنا ونسائنا …لقد استباحوا كل شيء فينا .ماهذا الفقر الخطير في الفقه والتدبر؟.لماذا خصص قادة حماس للمجرم قاسم سليماني مساحات واسعة في الرثاء والمديح والنداء والدعاء وهو المجرم الأكبر في سورية والعراق…وسليماني هو الذي أقنع خامنئي أن يمول تدخل الروس ضد السوريين وهو الذي ذهب بعدها الى موسكو ليقنع بوتن بذلك…وقاد سليماني كل عمليات الإبادة والإجرام والهدم وبحضور ميداني مباشر ؟.وتساءل أحدهم…هل كوادر حماس ومؤيدوها داخل فلسطين مع مواقف قادة حماس تجاه بشار وإيران؟.وأنا أجيب جازما أن كل كوادر حماس ومؤيديها وبنسبة تجاوز التسعين بالمئة هم ضد بشار وإيران واسرائيل ويضجون من قادتهم في هذا وإننا لننتظر منهم مظاهرات واحتجاجات ليبرؤوا أمام الله من النفاق والارتزاق.مازال قادة حماس يلبسون ملابس الدين والمشيخة والدعاء…كيف لا وهم يدعون قيادة أهل الرباط ولكن هل بقي أي قيمة لدعائهم و هم يضعون في مقدمة الدعاء الترحم والتقديس للمجرمين الحاقدين ….ما ظنكم بالله العظيم؟.وضج كل السائلين وهتفوا لنكن صريحين أوفياء لشهدائنا في سورية…ما الدافع الرئيس الذي يدفع قادة حماس لفعل ما يفعلون؟.هل هو المال أم هو المال أم هو المال الإيراني المسكوب…..نعم لقد قالها لي أحد كبار القادة في غزة لولا المال الإيراني لما وجدت ثمن البنزين لسيارتي.إنه المال الذي يدخل غزة والمال الذي يعتاش عليه كثيرون خارج غزة وخارج فلسطين فيعيشون ويسافرون ويتطببون في كل أصقاع الأرض….المال وهل تظنون غيره….هل يعتقد أحد أن غير المال يدفع هؤلاء فيسكتون بذريعته الجميع.وسؤال ذو صلة ..هل من المعقول أن يظن قادة حماس أن إيران الصفوية تنفق وتسكب الأموال من غير مصلحة استراتيجية توسعية تخصها؟.ووصل السائلون الى تساؤل كبير وخطير..طالما أن تفاهمات اسرائيل مع الأسد وإيران أضحت أمرا بدهيا واسرائيل كانت داعمة لايران عندما كانت إيران في حرب زوال…والمال هو مربط الفرس وحيث يسكب المال تسكب العبرات… فلم لا يتجه قادة حماس الى اسرائيل نفسها فيوافقوا على التطبيع معها مقابل أموال طائلة وعلاقات دولية خارقة ومطار وميناء و و… هل تظنون أن اسرائيل لن ترحب وأن محمود عباس سيمانع ؟.ويبقى سؤال هام..هل هؤلاء السائلون عن قادة حماس معادون صهيونيون مطبعون مفرطون في قضايا أمتهم.لو كانوا كذلك لما دفعوا ما يقارب الثلاثة ملايين ضحية نصفهم من الأطفال والنساء..ولما هجروا وتشردوا… وللضحايا كرامة وحرمة فعسى أن تنال حرمتهم من الذين وقفوا مع قاتليهم ولقطرة دم واحدة منهم عند الله خير من أي بنيان.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى