فنجان سياسي

مؤشرات تفكك “هيئة تحرير الشام” أم مجرد فبركة إعلامية؟


فراس العبيد/
تزداد وتيرة الضغط إعلاميًا ميدانيًا، على ما يسمى “هيئة تحرير الشام”، والراجح أنها تخوض آخر مراحل التبدﻻت الفكرية، التي مرّت من عباءة “تنظيم الدولة” لتنتهي غالبًا ف أحضان “نظام اﻷسد” تحت مسميات المصالحة أو ما يمكن اختياره لاحقًا لحفظ ماء الوجه إن وجد.
وبعيدًا عما حدث يوم أمس الأربعاء 21 أيلول / سبتمبر الجاري، من استنفار أمني، شهدته عدة مناطق في محافظة إدلب، فالمؤشرات واﻻستقاﻻت من طرف الشرعيين التي حدثت مؤخرا تدلل أنها “الهيئة” انقلبت على نفسها وباعت مبادئها في سوق النخاسة، فما كان باﻷمس حرامًا تحول إلى حلال في ظل تناقضٍ واضح.
بدايةً بدأت الهيئة بالتقرب من “الدروز” وهو ما كانت تعتبره خطًا أحمرًا، لتنهي الجولة، بافتتاح إحدى الكنائس التي سبق أن أغلقتها في ريف جسر الشغور.
اﻻنقلاب الذي بدأه متزعم “تحرير الشام” المدعو “أبو محمد الجوﻻني”، حقيقة بدأ منذ ما يعرف بنكث بيعة البغدادي مرورا بما يسمى بـ”فك اﻻرتباط” عن تنظيم القاعدة، والانتقال إلى تصفية معظم مناوئي مشروعه، سواء بالسجن أو اﻻعتقال والملاحقة.
ومن الناحية العملية، يتفرد اليوم الجوﻻني، وأبو ماريا القحطاني “الهراري” عراقي الجنسية ومتهم بالتخابر مع التحالف الدولي، بالزاعمة في المحرر، ويحاولون التمدد إلى مناطق “درع الفرات”، ويرى معارضو هذا المشروع، أن هذه خطوة للتسليم التدريجي اللاحق للنظام.
شخصيًا؛ أرى أن المرحلة القادمة ستكون محملة بالمفاجآت، لكن المشكلة كانت أمس في فبركة خبر انقلاب “القحطاني” وأجده صبيانية إعلامية، إذ إن اﻷخير معلوم عنه أنه رجل “المهمات القذرة” في الهيئة، واﻷمني العام، وهذا اﻻرتباط والمعادلة، يستحيل تفكك رموزها دون ضوء أخضر خارجي، وهو ما لم يحدث وفق ما يؤكده شهود ثقات داخل الهيئة.
وحقيقة ما جرى أمس، أن إعلاميون معارضون للهيئة حاولوا اﻻستفادة من المشهد واﻻستنفار اﻷمني، لطرح مثل هذه الدعاية، التي ﻻ مبرر لها، ومحاربة تنظيم بهذا البطش والظلم ﻻ تتم عبر “دعابات صبيانية ومراهقات”.
ما جرى أمس هو التالي؛ استنفار عناصر أمنية تتبع لتحرير الشام في مدينة إدلب وبلدتي أطمة ودير حسان، على خلفية اعتقال قاضٍ من “حماة” في محكمة أطمة على خلفية موضوع اختلاس أموال وقضايا فساد عامة.
أدى اﻷمر السابق إلى رفع أصوات أبناء المحافظة”حماة” ضد هذه الحملة، التي وصفها محمد الصادق مسؤول العلاقات الإعلامية في تحرير الشام، وغيره من مسؤولي الهيئة بأنها “عصبية جاهلية”.
وقال الصادق في منشورات عبر معرفات الهيئة الخاصة التابعة ﻹعلامها الرديف؛ “إن التعاطي الأمني كان بزخم وحزم لإظهار جدية الأمر، حيث كان هناك بعض الدعوات المشبوهة ذات طابع مناطقي لمهاحمة بعض المؤسسات وتخريبها، حيث استغلوا توقيف رجل من حماة على خلفية أمر قضائي”.
وبدروه “عرّاب هتش” الدكتور أحمد موفق زيدان كتب منشورًا حول اﻷمر اكتفي بنشر صورته.


الخلاصة اﻷخيرة؛ هيئة تحرير الشام، تشهد تحوﻻت داخلية، وهي قريبة للغاية، ستظهر تباعًا، لكن ليس سببها ما حدث باﻷمس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى