رياضة

بعد تدشين استاد لوسيل وبداية المفاجئات.. أين وصلنا!؟

فالح بن حسين الهاجري

باحث وكاتب قطري متخصص في الشؤون الخليجية
عرض مقالات الكاتب

افتتحت قطر رسمياً استاد لوسيل، كأكبر الملاعب الثمانية لمونديال 2022، هو ملعب الافتتاح ونهائي كأس العالم 2022. فالافتتاح كان بحضور عشرات آلاف المشجعين في مباراة كأس سوبر لوسيل بين الزمالك بطل مصر والهلال بطل السعودية.

وكان الاستاد قد احتضن مباراة تجريبية بين العربي والريان في 11 آب الماضي، في الجولة الثانية من الدوري القطري.

فالبطولة العالمية التي ستستضيفها دولة قطر في استاد لوسيل بعد أقل من 70 يوماً، لن تكون مجرد بطولة رياضية يحضرها مشجعون وضيوف من خارج قطر وإنما هي مارثون رياضي مفعم بأجواء حماسية وتجارب نادرة، ووجهات ترفيهية وسياحية وفعاليات ثقافية متنوعة. 

مباراة الزمالك والهلال بروفة حقيقية لاستضافة المونديال، هذا بالنظر إلى القاعدة الجماهيرية الكبرى التي حضرت في السوبر، وتفاعل جمهور الفعالية مع إطلاق النسخة العربية من الأغنية الرسمية لمونديال قطر 2022 “ارحبو”. وحظيت أجواء المباراة إشادة كبيرة على نطاق واسع بين عناصر وجماهير الفريقين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. 

فالخيار قد وقع على بطلي مصر والسعودية لافتتاح استاد لوسيل رسمياً، وذلك لاختبار جاهزيته والارتقاء بعملياته التشغيلية تحت الضغط بسعة كاملة، للتعرّف على النواقص ونقاط الضعف من أجل تلافيها مستقبلاً. وفيه توج الهلال بالكأس بعد فوزه على الزمالك بطل مصر بنتيجة 4-1 بركلات الترجيح. 

بعيداً عن مظاهر الترفيه، ستكون جماهير المونديال على موعد مع مناطق استكشافات ثقافية ومعالم تاريخية تقف شاهدة على أحداث انطبعت تفاصيلها في تاريخ المنطقة، وساهمت في صناعة الحاضر كما نراه، ومشاهد طبيعية تتميز بجمال أخّاذ يجمع بين الكثبان الرملية الذهبية والبحار والجبال والأودية. 

الجماهير السعودية أول من سيدشن الملعب خلال المونديال، عندما يتواجه منتخب الصقور الخضر مع أرجنتين ليونيل ميسي في 22 نوفمبر. كما يحتضن الملعب الضخم في المدينة الحديثة مباريات البرازيل-صربيا، الأرجنتين-المكسيك، البرتغال-الأوروغواي، السعودية-المكسيك والكاميرون-البرازيل في دور المجموعات، بالإضافة إلى مباراة في كل من دور الـ 16، ربع النهائي، نصف النهائي والنهائي، ليكون الأكثر استضافة مع عشر مباريات.

يبعد ملعب لوسيل 16 كم شمال العاصمة الدوحة، واستوحى تصميمه من تداخل الضوء والظلّ الذي يميز الفنار العربي التقليدي (الفانوس)، ويعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني وغيرها من القطع الفنية التي وُجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي، وروعي في تصميمه مجموعة من ممارسات الاستدامة بما فيها السقف المصنوع من مادة متطورة تساعد في توفير الحماية من الرياح الساخنة والأتربة، والسماح بنفاذ قدرٍ كافٍ من ضوء الشمس اللازم لنمو العشب في أرضية الملعب، مع توفير الظل بما يسهم في تقليل الاعتماد على تقنية تبريد الهواء في الإستاد.

تتزين الدوحة لمارثون عالمي كبير يستضيف أبرز نجوم العالم الذين سيشاركون في الحدث، ومئات الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال والسياسيين والمشاهير ليكونوا شهوداً على فعالية استثنائية سيتحدث عنها كل محبي الرياضة والترفيه والمتعة الثقافية والروحية على مرّ الأزمان. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى