مختارات

رسالة إلى الدكتور “عبد الله المشوخي”.. رداً على رسالته

حسام نجار

كاتب صحفي ومحلل سياسي
عرض مقالات الكاتب

ربما لن تقرأ رسالتي وربما كذلك لن تصلك من أحد وربما لن تسمع بها بالمطلق.
سيدي الكريم..

يبدو أنك تحلّل أكل الميتة على حساب الأكل الحلال، كما أنك توجد الأسباب العديدة لحماس بالتلاقي والتطبيع مع الفرس والنظام ونسيت أن كل تلك الأسباب ليس للشعب السوري علاقة بها، بل الشعب السوري أحد المتضررين، كما أنك يا سيدي نسيت دماء العراقيين واليمنيين وضربت بها عرض الحائط بحجة أن حماس مضطرة لقبول مساعدات ودعم إيران، وتذكرنا بما فعل الرسول مع كفار الطائف.
الشعب السوري لم يطلب من حماس مقاطعة كل العالم و لم يطلب منها اتخاذ موقف المزهرية، بل أن ترى ما فعله هذا النظام المجرم بقادة وعناصر حماس أنفسهم وبالفلسطينيين عموماً.
يا سيدي الكريم.. تبريرك لحماس كمن يبرر زواج المتعة بحجة عدم القدرة المالية وبحجة عدم الوقوع في المعصية.
لست مع الألفاظ البذيئة والنابية لكنني مع صفات تصف الموقف بعناية ودقة دون مواربة و دون الاختباء خلف الإصبع.
تعلم يا سيدي الكريم، أن قضية الأقصى في وجدان كل سوري و تعلم كذلك أن الشعب السوري لم ولن يتخلى عن قضية المسلمين الأولى فلا مزاودة هنا.
و تورد لنا مثالاً أخر عن جماعة الإخوان المسلمين بعد مجزرة حماة بأنهم وسّطوا وسطاء للتصالح مع النظام فأقول لك وهل الإخوان هم كل سورية وهل الشعب السوري راضٍ عن الإخوان، إنك تورد أمثلة ليست في محلها مطلقاً و لا تعبر عن الحالة الحمساوية.
صراع حماس ظاهر للعيان مع عدو واضح المعالم، مختلف عقدياً، محتل للأرض ،بينما صراع الشعب السوري كان خفياً، ثم ظهر جلياً ،قام به جيش من المفترض أن يحميه، و ليس أن يقتله.
ثم تتساءل يا سيدي: وهل بناء علاقة مع الآخر يعني الخضوع والارتماء في أحضانه؟.
أجيبك من رسالتك نفسها (اضطرت الحركة لمد يدها لمن يساندها ويساعدها بالمال والسلاح (إيران) ولكن دون قيد أو شرط).

هل تعتقد يا سيدي وأنت القارئ والعارف بحقيقة الأمور أن إيران والصهاينة على خلاف بينهما أو في حالة صراع، فإن كنت تعتقد بهذا فلعمري هي الطامة الكبرى، وهي ما دعاك للتبرير وخلق هذا التباين في التوضيح والاستعارات.

أما يا سيدي عندما تقول من دون قيد أو شرط فهذا حديث المبتدئين، فهل يفترض أن تقول إيران لحماس شروطها أم تعمل على تنفيذها بشكل غير مباشر، ويقول المثل العامي (أطعم الفم تستحي العين).
يا سيدي الكريم بدل أن توجه النقد للشعب المعتر والمنهك بالصواريخ والبراميل وجه نصحك لحماس ذاتها، وقل لها أن الشعب السوري لن ينسَ، وإن تناسى في لحظة ما، لكن يبقى الألم يعتصر في النفوس، وستكون له مواقف لاحقة آمل أن تبررها له.

حقيقة لا أعرف رأي الشارع الغزيّ بموقف حماس ورغبتها، لكن من خلال ما يصلنا جميعاً نشاهد أن رجال الدين والمشايخ رافضون لهذا التطبيع وللعلاقة مع إيران.

آمل أنا والكثيرون من الشعب العربي أن نقف مع الحق مهما كانت النتائج وألا نرتمي في أحضان الأعداء بحجج واهية.

وفق الله الجميع لما فيه خيري الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى