سياسة

“جيروزاليم بوست”: لهذه الأسباب تزداد وتيرة الغارات الإسرائيلية في سوريا

وكالات|

كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” اﻹسرائيلية عوامل وأسباب تكثيف الضربات والجوية على مواقع النظام والميليشيات اﻹيرانية في سوريا، خلال الفترة اﻷخيرة، مؤكدةً أنه يرتبط بزيادة النشاط اﻹيراني وتراجع الدور الروسي وتصاعد التوتّر في المنطقة والحديث عن اتفاق نووي جديد.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الجمعة، قبل قصف مطار دمشق اﻷخير، إنه حدث بالفعل ارتفاع ملحوظ في العمليات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف مرتبطة بإيران على الأراضي السورية خلال الشهر الماضي، حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية مطار حلب شمال سوريا في 6 سبتمبر / أيلول، وجاءت هذه العملية في أعقاب غارة سابقة على نفس الهدف ، في 31 أغسطس / آب.
ونقلت عن وكالة “نورث برس” المرتبطة بـ”قسد” في شمال شرق سوريا، أن غارة 6 سبتمبر / أيلول استهدفت طائرة متجهة إلى “النجف” في جنوب العراق كان على متنها عضوان من “حزب الله” اللبناني، نقلاً عن “مصدر في مطار حلب”. من جانبها قالت “رويترز” عن “قائد في تحالف إقليمي تدعمه إيران” إن الغارة حدثت قبل وصول طائرة إيرانية، و”يبدو أن هذه الرواية الأخيرة تتوافق مع تصريح صادر عن رام بن باراك، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست وضابط مخابرات كبير سابق، جاء فيه: “يعني الهجوم أن طائرات معينة لن تتمكن من الهبوط، وأنه تم نقل رسالة إلى الأسد: إذا كانت الطائرات التي تهدف إلى تشجيع الإرهاب على الأرض، فسوف تتضرر قدرة النقل في سوريا”.
وأوضحت “جيروزاليم بوست” أن الضربات جاءت في أعقاب “سلسلة من الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل”، حيث تشير تقديرات إلى وقوع 24 عملية جوية إسرائيلية في سوريا منذ بداية العام؛ الغالبية العظمى منها كانت ضدّ أهداف إيرانية.
وربطت الصحيفة بين الاستهداف المحدد لمطار حلب وكون إيران “تعتمد بشكل متزايد على جسرها الجوي إلى سوريا ولبنان، بسبب استهداف إسرائيل الناجح والمنهجي لجهود نقل الأسلحة والمعدات براً”. لكن الوتيرة المتزايدة للنشاط “لا تتعلق فقط بالمسألة المحددة المتمثلة في زيادة استخدام النقل الجوي من قبل طهران، بل هي جزء من صورة أوسع للتوتر الإقليمي المتزايد؛ فهناك عدد من العوامل المساهمة في هذه الصورة الناشئة، وأبرزها انسحاب روسيا من سوريا”. انحسار روسي في سوريا أكدت الصحيفة أن “تراجع روسيا في سوريا يتطلب تحذيرًا فوريًا” ﻹيران، حيث أن الروس “مشغولون الآن بحملة عسكرية متعثرة في أوكرانيا، وتفتقر موسكو إلى القدرة على مشاركتين استراتيجيتين وثيقتين في وقت واحد”. وأوضحت الصحيفة أن “الغياب الروسي يعني أهمية أكبر وحرية أكبر للدور الإيراني في سوريا، حيث سعى البلدان إلى تنفيذ مشاريع منفصلة بشكل ملحوظ وفي بعض الأحيان متعارضة في سوريا في السنوات الأخيرة، لكن قد تزيد إيران من أنشطتها مع انسحاب الروس”.
ولفت تقرير “جيروزاليم” إلى أن “التصعيد في النشاط الإسرائيلي لا يتعلق بسوريا وحدها، بل هو جزء من توسيع وتعميق أكثر عمومية من جانب إسرائيل في الأشهر الأخيرة لموقفها الحازم فيما يتعلق بالسلسلة الكاملة للنشاط الإيراني في المنطقة”، وهو مرتبط بوصول الدبلوماسية النووية إلى جولتها النهائية، حيث “يبدو أن المزاج السائد في المعسكرين المتنافسين في الشرق الأوسط يتجه نحو استعداد أكبر للمواجهة”، و”يعكس النطاق المتزايد والجرأة للنشاط الجوي الإسرائيلي في سوريا هذا الموسم المتغير”. وكان مطار دمشق الدولي قد تعرّض لضربة إسرائيلية جديدة، بعد منتصف ليلة الجمعة – السبت الماضية، مما أدى لسقوط خمسة قتلى في صفوف قوات النظام، وفقاً لوكالة “سانا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى