نداء الثأر
ياديرُ صبراً على البلوى فداكِ دَمِي
صبراً على الجَورِ والأرزاءِ والألمِ
ماأنتِ إلا رفيفُ القلبِ في جسدي
فكيفَ تغفلُ عيني أو يزلُّ فمي
ريمٌ على القاعِ بينَ النهرِ والعَلَمِ
سَبَتْ فؤادي وغَلّتْ بالهوى قَدَمي
وطوّقتْ في سَناها والوفاعُنُقي
وكبّلتْ مِعصَمي واستأثرتْ بدمي
ريمٌ تجلتْ فباتَ الحسنُ يغبِطُها
وهامَ في حبِّها مَنْ كانَ ذا حُلُمِ
ياظبيةَ العُرْبِ ياخيرَ الملاحِ ويا
كالظلِّ في الحرِّ أو كالبدرِ في الظُلَمِ
وفي بساتينِكِ الخضراءِ مرتعُنا
وفي مراعيكِ نلقى أطيبَ النَّعَم
الأرضُ تفرحُ إنْ بلَّ الثرى مطرٌ
وعندَ لقياكِ تعلو فرحةُ الدِّيَمِ
يانهرُ أرضعتنا جوداً ومكرمةً
فصارَ أهلكَ اهلَ الجودِ والكرمِ
يابلسمَ الجرحِ يانبضَ الفؤادِ ويا
مهدَ الحنانِ ويا ريحانةَ النّسَمِ
هواؤك الرطبُ ماأندى نسائمهُ
فوقَ المُعلّقِ يجلي فوعةَ السَقَمِ
يامنهلَ الحبِّ يانبعَ العطاءِ ويا
مستودعَ الطيبِ في جدبٍ وفي نِعَمِ
يادوحةَ الأدبِ الصافي وروعتَهُ
ياملهمَ الشعرِ والإبداعِ و الكلمِ
فكم تألّقَ رسامٌ بريشتهِ
ومِنْ مدادِك خُطّتْ أبلغُ الحِكَمِ
لغَرْفة ٌمِنْ فراتِ الخيرِ ترويني
ومُذْ هجرتُكَ قلبي يافراتُ ظَمِي