سياسة

شقلبات “مقتدى الصدر”

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

استمعت لأحد السياسيين العراقيين، وهو يتحدث من منفاه عن “مقتدى الصدر” واصفاً إياه ب”الخِبِل” أي: بالأحمق الأخرق، وبأن هذا الوصف سمعه من أحد أعمام “مقتدى” في مأتم وفاة والد مقتدى “محمد صادق الصدر” الذي اغتالته عصابات إيران في بغداد على إثر موقف له من مرجعية الولي الفقيه، وأن للشيعة العراقيين مرجعية دينية عربية يمثلها أئمة “آل الصدر” رافضاً وصاية ولاية “قم” على شيعة العراق.

وصفُ مقتدى ب”الخبل” فقط لا يوفيه قدره، ومن الإنصاف أن نقول عنه، بأنه: الخبل الذي استفاد ملالي طهران من حماقاته وشقلباته السياسية، و”حرده المتكرر” في امتصاص نقمة شيعة العراق على الزمرة الحاكمة التي ارتهنت لإرادة الولي الفقيه وحرسه الثوري وميليشياته الطائفية.

سيبقى العراق في أتون هذا الصراع طالما بقيت مرجعياته الدينية مرتهنة وتابعة لنظام ملالي طهران.

وعلى الشعب العراقي أن يعمل على إسقاط مرجعياته الدينية على اختلاف مسمياتها المذهبية قبل أن يعمل على إسقاط الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة التي هي في الأصل تحتمي بمظلة المرجعيات الدينية.

لقد استطاع “مقتدى الصدر” أن يستغل مشاعر البسطاء والغلابة متخذاً من حالة فقرهم وعوزهم وتخلفهم سبباً لتهييجهم واللعب على مشاعرهم العربية متلطياً بإرثه المذهبي ليجعل من نفسه مخلصاً وزعيماً وطنياً بلبوس ديني.

ما نشهده اليوم في الساحة العراقية هو حالة تبعثر مجتمعي ابتدأت بين احتراب داخلي بين السنة والشيعة والآن بين الشيعة أنفسهم كل ذلك بتخطيط إيراني وبرضى الأمريكي المتخادم مع الإيراني.

وربما من حسنات هذا الصراع أن “الحشد الشعبي الشيعي” الذي يتبع “للحرس الثوري الإيراني” أصبح اليوم طرفاً في الصراع وسيكون لهذا الأمر نتائج ستعمل على تقويضه من الداخل بحكم هذه الاصطفافات من جانب، ولكون المجتمع العراقي مجتمع عشائري بامتياز من جانب آخر.

وربما ساهمت عشائرية المجتمع في جذب ابنائها بعيداً عن الدائرة المذهبية وعن حوزات الملالي التي اصبحت مقرات للحرس الثوري الإيراني فيها ومنها تطل الفتن الطائفية مهددة المجتمع العراقي برمته، بسنته وشيعته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى