مختارات

عندما يصبح الحثالات حكامًا!

أ.د فؤاد البنا

أكاديمي ورئيس منتدى الفكر الإسلامي
عرض مقالات الكاتب


ورد في الحديث الشريف أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قد حذّر أمته من اختلال موازين التقييم للناس الذي يؤدي إلى انقلاب الهرم الاجتماعي رأسا على عقب، فقال بصيغة الإخبار: “سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ. قِيلَ: وما الرُّويْبِضةُ؟ قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ”.
وهنا يتبادر سؤال كبير يقول: هل هناك سنوات خدّاعات أشد مما نعيشه في واقعنا المعاصر ولا سيما في السنوات الأخيرة؟!
إنني حينما أتأمل هذا الحديث مع معرفتي بما يعتمل في واقعنا من عجائب وغرائب؛ يزداد يقيني بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم الذي شخّص واقعنا وكأنه يراه رأي العين من وراء حجب الغيب!
وفي المقابل تزداد ثقتي بنفس القدر بأن أغلب من يحكمون بلادنا بالذات إنما هم من الخونة الكذابين أو من الرويبضات الذين تجعلهم المصالح الذاتية كأنهم لا يفقهون حديثا ولا يهتدون سبيلا، ويأتي في مقدمة الجميع الحوثيون، فقد جمعوا تلك الأوصاف كلها بجدارة منقطعة النظير، فهم الأكثر كذبا وتزويرا والأشد جرأة وجرما في السطو على حقوق الناس وحرياتهم، ثم إنهم بعد ذلك يقارفون جرما أكبر حينما يُلبسون أكاذيبهم وخرافاتهم وجرائمهم بلبوس الدين ويزعمون أن الله منحهم المشروعية لأن يفعلوا كل ما فعلوا، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورّث أمته لغلمانهم يفعلون بها ما يشاؤون؛ فإنهم بهذا الصنيع القبيح يُبشّعون صورة الإسلام في أعين الناس ويُكرهون به الضحايا الذين لا يملك أغلبهم نصيبا من العلم، يُمكّنهم من التفريق الحاسم بين الإسلام وبين ممارسات المتأسلمين!
    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى