مقالات

في ذكرى مجازر الكيماوي الأسود المخصي والبيت الأبيض!

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

رحم الله المتنبي حين خاطب ، كافور الأخشيدي:
من علّم الأسود المخصي مكرمة أقومه البيض أم آباؤه الصيد؟
ولقد أرجعني هذا البيت إلى ذكرى أليمة في نفسي ، وكانت المرة الأولى التي يتحدى فيها مجرم العصر المنحل دينيًا وأخلاقيًا وقانونيًا ، والفاقد لشرعية وجوده ، كإنسان ضمن مجموع البشر ، الذي يطلق عليه زورًا ( المجتمع الدولي) .
أقول : أرجعني هذا البيت إلى يوم من أيام الثورة السورية المباركة ، في بدايتها ، حين وقف الأسود المخصي ، ساكن البيت الأبيض الأمريكي ( باراك أوباما ) ليطلق تصريحه المشهور: لا تسمح الولايات المتحدة الأمريكية. لمجرم العصر- المكلف بتدمير سورية الحضارة التاريخ والإنسانية- باستعمال السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري ، الذي يعتبر ( خطًا أحمر ) بنظر الإدارة الأمريكية العتيدة !؟
في ذلك الوقت استغربت كما غيري من إخوتي في الثورة السورية العظيمة ، هذا التصريح الذي اعتبر في ذلك الوقت رخصة واضحة لقتل السوريين وتدمير بلد الحضارة والانسانية والعلم ، بكافة إنواع الأسلحة ، إلا ( الكيماوي) ، ويمكن مقارنة ذلك التصريح ، بتصريح
الرئيس الحالي بايدن الذي قال قبل الغزو الروسي لأوكرانيا : لن تحارب الولايات المتحدة الأمريكية ، روسيا إذا تدخلت عسكريًا في أوكرانيا ، ما شكّل رخصة للروس في التدخل العسكري هناك .
هكذا هي ( العاهرة أمريكا ) تريد إفناء العالم لتقعد هي على تلة خرابه ، وأعود لكلام أوباما بحديثه عن الخط الأحمر في استخدام السلاح الكيماوي في سورية، فماذا كان رد فعل بشار الكيماوي الجزار ؟
لقد أقدم في مثل هذا اليوم على الهجوم بالأسلحة الكيماوية على المواطنين السوريين في غوطتي دمشق الشام مما أسفر عن استشهاد ١١١٩ مدنيًا بينهم ٩٩ طفلا و١٩٤ إمرأة كما أصيب ٥٩٣٥ شخصًا بأعراض تنفسية،وحالات اختناق ، وهذه الحصيله تشكل ٧٦٪؜
من إجمالي ضحايا استعمال السلاح الكيميائي ضد الشعب السوري بدءًا من كانون أول ٢٠١٢ حتى أيار ٢٠١٩ ، وقد تجاوزت مرات استعمال السلاح الكيماوي من عصابة الإجرام في دمشق ضد الشعب السوري أكثر من ٢١٧ مرة ! وهكذا ( سلح ) بشار الاسد وخنازيره على باراك أوباما رئيس أعظم دولة في العالم ، بينما كان وزير خارجيته كيري ينسق مع موسكو لاستمرار تدخلها عسكريًا في سورية ودعم المجرم الخائن بشار الأسد ومساعدة ملالي ماخور قم وطهران ، في تدمير المجتمع السوري المسلم السني ونشر المخدرات والدعارة ، والخرافات ، والتحريض على القتل والإجرام .
في المقابل، انتهزت بعض الدول من التي تحمل ( الهوية العربية ) ظاهرًا ، لكي تقوم بدور ( القوادة ) من أجل تلميع صورة المجرمين القتلة المارقين ، وأعدتهم للجلوس في مقعد سورية في جامعة الدول العربية، وهرول العديد من فاقدي الكرامة والإنسانية إلى دمشق الشام لكي يصافحوا المجرم على ما عمله بالمسلمين السنة في سورية ضمن المخطط العالمي في تدمير الإسلام السني وتسليم المنطقة العربية ، لإدارة الفاشية الدينية ، دولة الملالي في ماخور ( قم) وطهران ، بدلًا عن الجيوش التي اعتمد عليها في السابق لقمع شعوبنا وإدراجها ضمن ( طروش الغنم ) حت لا تنهض وتعيد عزتها التي فقدتها بفعل الحروب الصليبية التي يعرفها الجميع ، وليست تصريحات ، جورج بوش ولد أبيه بعد غزوهم للعراق وتدميره ، والبطرك الروسي ، مع غزو المجرم بوتين لسورية ، لتدمير المسلمين السنة فيها .
نستذكر مجزة الكيماوي الأولى في الغوطتين بكثير من الحزن على شهدائها ، وكذلك شهداء باقي مجازر الكيماوي وغيرها ، وتنكب ما يسمى العالم ( المتحضر) للثورة السورية وكذلك لا ننسى تخاذل أمتنا من المحيط إلى الخليج ، وهرولة من يهرول لتلميع الصورة المظلمة لوجه إبليس متلبسًا المجرم بشار وحاشيته ومساعديه .
وما الله بغافل عما تعملون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس ” قبل تسع سنوات، في وقت مبكر من صباح يوم 21 آب/ أغسطس 2013، أطلق نظام الأسد غاز الأعصاب السارين على المدنيين السوريين في منطقة الغوطة بدمشق “… وأضاف: “اليوم نتذكر مع استمرار الرعب هذا الحادث المأساوي ونجدد التزامنا بمحاسبة مرتكبيه” . وأشار إلى أن ” الولايات المتحدة (( تتذكر وتكرم الضحايا والناجين ؟!)) من هجوم الغوطة والعديد من الهجمات الكيماوية الأخرى التي ((تقدَر ؟!)) أن نظام الأسد شنها” .
    للردَ على هذا المتحدث أو الموظف ، كتبت هذا التعليق المؤدب (الأدب فيه أنني لم أقل أن بشار هو حذاء لأمريكا و أنها هي من أمرت إيران بإدخال مليشياتها إلى سوريا و أنها هي من أوكلت للروس المرتزقة مهمة مساعدة عصابة بشار بأجرة يدفعها سفهاء الأعراب عام 2015 ، و أن بشار لم يفعل ما فعله من جرائم إلا بأمر من أمريكا ، و أن المصارع دونالد ترامب ردَ على مجزرة خان شيخون الكيميائية بضرب مادة الإسفلت “الزفت” في مطار الشعيرات /حمص و عاد المطار للعمل بسرعة بعد ضربة القبضاي ! ، و لم أتطرق للحديث عن مجزرتي الرقة و الباغوز/ سوريا التي ارتكبتها دولة الدجل التي تزعم محاربة الإرهاب ” الذي صنعته هي “) :
    حين كانت ترتكب جريمة في سوريا بحق المدنيين خلال الإحدى عشرة سنة الماضية ، كانت منظمة “أو أكثر ” تفيد بأن هنالك ” أدلة على ارتكاب جريمة حرب ” و تستنكر و تدين و تشجب. الذي كان يعجبني باستمرار ردَ فعل المواطن العادي البسيط الذكي ابن سوريا ( إيه ، و بعدين ؟) . حدثت مئات الآلاف من الجرائم على أيدي ” جيشي الروس و الأمريكان و مليشيات الفرس و عصابة بشار و التنظيمات المتطرفة المصنوعة من السابق ذكرهم ” ثم لم تحصل أية إجابة على سؤال ( إيه ، و بعدين ؟) و حصلت جرائم في سوريا قبل 2011 و حصلت جرائم في عموم منطقتنا قبل و بعد 2011 فما كانت هنالك محاسبة لأحد حيث توجد سياسة من الدول الفاعلة مقصودة و سارية اسمها “الإفلات من العقاب” . بل إن الاستعمار الحالي الخبيث يسعى لمكافأة بشار بإعادة تدويره ” هذه مستعارة من علم البيئة كما تدوير النفايات” أي أن يستمر في القصر من دون محاسبة و على الشعب أن يقبل بهذا القهر الاستعماري اللئيم .
    أرجو الله العزيز الجبار المنتقم أن ينتقم من الظلمة المجرمين و من يحرَكهم و من يدعمهم و من يحميهم و من يكذب في سبيل ذلك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى