بحوث ودراسات

الصارم البتار في الردّ على أوهام “رياض درار” (3)

د. حسين محمد الكعود

دكتوراه في العقيدة الإسلامية
عرض مقالات الكاتب

ثم يتابع الكاتب قوله:
(وفي القرن الأوَّل الهجري، ذبح أحد الأئمة الحاكمين المفكِّر الكبير “الجعد بن درهم” بسكِّين في المسجد، تحت المنبر، عقب الانتهاء من خطبة العيد.
وفي فجر الإسلام ذبح الخوارج الصحابة، وذبح الأمويُّون آل بيت النُّبوَّة المطالبين بالحكم السياسيِّ، وفي العصر الحديث ذبح الوهَّابيونَ المسلمين الذاهبين لأداء فريضة الحجِّ).
نعم لقد ذكر الإمام الذهبي في سير اعلام النبلاء ج6ص101قوله: الجعْدُ بنُ دِرْهَمٍ: مُؤَدِّبُ مَرْوَانَ الحِمَارِ هُوَ أَوَّلُ مَنِ ابْتَدَعَ بِأَنَّ اللهَ مَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً، وَلاَ كَلَّمَ مُوْسَى، وَأَنَّ ذَلِكَ لاَ يَجُوْزُ عَلَى اللهِ.
قَالَ المَدَائِنِيُّ: كَانَ زِندِيقاً وَقَدْ قَالَ لَهُ وَهْبٌ: إِنِّي لأَظُنُّكَ مِنَ الهَالِكِيْنَ، لَوْ لَمْ يُخْبِرْنَا اللهُ أَنَّ لَهُ يَداً، وَأَنَّ لَهُ عَيْناً مَا قُلْنَا ذَلِكَ ثُمَّ لَمْ يَلْبَثِ الجَعْدُ أَنْ صُلِبَ.
وقد كان صلبه في مصلى العيد أي الصحراء وليس المسجد عند المنبر كما ذكر الكاتب! فقد أورد ابن كثير في البداية والنهاية ج9، ص350 قوله:
قال ابن عساكر هُوَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، وَهُوَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِ مَرْوَانُ الْجَعْدِيُّ، وَهُوَ مَرْوَانُ الْحِمَارُ، آخِرُ خُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ. كَانَ شَيْخُهُ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ، أَصْلُهُ من خراسان، وَيُقَالُ إِنَّهُ مِنْ مَوَالِي بَنِي مَرْوَانَ، سَكَنَ الْجَعْدُ دِمَشْقَ، وَكَانَتْ لَهُ بِهَا دَارٌ بِالْقُرْبِ من القلاسيين إِلَى جَانِبِ الْكَنِيسَةِ، ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ. قُلْتُ: وهي محلة مِنَ الْخَوَّاصِينَ الْيَوْمَ غَرْبِيَّهَا عِنْدَ حَمَّامِ الْقَطَّانِينَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ حَمَّامُ قُلَيْنِسَ.
قَالَ ابْنُ عساكر وغيره: وقد أخذ الجعد بِدْعَتَهُ عَنْ بَيَانِ بْنِ سَمْعَانَ، وَأَخَذَهَا بَيَانٌ عن طالوت ابن أخت لبيد بن أعصم، زوج ابنته، وأخذها لبيد بن أعصم الساحر الَّذِي سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ يهودي باليمن، وَأَخَذَ عَنِ الْجَعْدِ الْجَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ الْخَزَرِيُّ، وَقِيلَ التِّرْمِذِيُّ، وَقَدْ أَقَامَ بِبَلْخَ، وَكَانَ يُصَلِّي مَعَ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ فِي مَسْجِدِهِ وَيَتَنَاظَرَانِ، حَتَّى نُفِيَ إِلَى تِرْمِذَ، ثُمَّ قُتِلَ الْجَهْمُ بِأَصْبَهَانَ، وَقِيلَ بِمَرْوَ، قَتَلَهُ نَائِبُهَا سَلْمُ بْنُ أَحْوَزَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَجَزَاهُ عَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، وَأَخَذَ بِشْرُ الْمَرِيسِيُّ عَنِ الْجَهْمِ، وَأَخَذَ أَحْمَدُ بن أبى داود عن بشر، وأما الجعد فَإِنَّهُ أَقَامَ بِدِمَشْقَ حَتَّى أَظْهَرَ الْقَوْلَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، فَتَطَلَّبَهُ بَنُو أُمَيَّةَ فَهَرَبَ مِنْهُمْ فَسَكَنَ الكوفة، فلقيه فيها الجهم بن صفوان فتقلد هذا القول عنه، ثم إن خالد بن عبد الله القسري قتل الجعد يَوْمَ عِيدِ الْأَضْحَى بِالْكُوفَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ خَالِدًا خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ تِلْكَ: أَيُّهَا الناس ضحوا يقبل اللَّهُ ضَحَايَاكُمْ، فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَتَّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا. وَلَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمًا، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الْجَعْدُ عُلُوًّا كَبِيرًا. ثُمَّ نَزَلَ فذبحه في أصل المنبر.
وهنا نجد أن الجعد بن درهم قد نال جزاءه حداً، وهو تشريع لم تخرج عنه الأمة فيما رأته مصلحتها الغالبة.
ولا أحسبك بذكر الجعد بن درهم هنا إلا تدلل على مظلومية تدعيها له إلا لأنه أخذ عن يهود هرطقاتهم وفسادهم وانحرافهم، وهذا ديدن من درج من أمثالك خاضعين في أعتاب الذلة عند شر خلق الله على الاطلاق.
واتهام الأمويين بذبح آل البيت مغالطة تاريخية تدخل السياسة في دهاليزها الضيقة لتصور المشهد أنه ديدن الخلافة والخلفاء قتل المخالف. وقصة استشهاد الإمام الشهيد معلومة لكل ذي بيان وعلم.
لقد كان الإمام الحسين أولى من غيره بخلافة الأمة في زمانه، لكن ما حدث من خيانة عهود من وثق بهم كان سبباً كبيراً فيمن تسلط عليه وتسبب باستشهاده رضي الله عنه.
وغير ذلك كثير فيه من المتشابهات على مر الزمان.
ثم يتابع كاتب المقالة وسوسته قائلاً:
(3- الدعشنة وأخواتها: لم تأت من كوكب آخر وليست غريبة عنَّا، بل هي امتداد لنا لأنَّها تعلَّمت في مدارسنا، وصلَّت في مساجدنا، واستمعت في إعلامنا، وتسمَّرت أمام فضائيَّاتنا، وأنصتت لمنابرنا، ونهلت من كتبنا وتراثنا الدينيِّ، وأصغت لمراجعنا، واتَّبعت فتاوى من موروثنا الفقهيِّ من ابن حنبل وابن تيميَّة والمودودي إلى قطب والبنَّا والقرضاوي والعرعور والعريفي والحويني).
في هذه الحيثية اتهام كبير للأمة على امتدادها الزماني والمكاني ليطال الجميع ممن كتب وعلم ودرس أوامر الشريعة ونواهيها، أخلاقها الحميدة التي امتدت فروعها تظل العالم.
لعلك تتهم الأمة إن جاهدت عدوها، ودافعت عن مقدساتها، وحامت عن عرضها، بأنه دعشنة!
لعمري إنه شطط لحد السفاهة بمقدار يثير القرف إلى حد الاشمئزاز من قلم مدنس وفم ملوث يلوك كلام الظالمين ليجتره ظلماً وعدوانا على أمة الإسلام.
لقد تعلمت الأمة أن تكون هابيل المظلوم في المرحلة المكية، لكنها بنفس الوقت خضعت لأوامر ربها الذي يقول: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ﴾.
لقد تعلمنا في مدارسنا الحقوق، وشنفت منابرنا أسماع القلوب، لتتربع الأمة على منبر الخيرية الفاضلة التي قال عنها ربها: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ {آل عمران:110}.
لقد انتشر نور النبوة فياضاً على قلوب ورثة الأنبياء، فكانوا منارات الهدى، فاتسعت أفهامهم وتوسعت مداركهم فكانت مصدر تنوع ورحمة وسعة ورفع حرج عن الأمة، وما ذكرتهم في معرض المثال من الأئمة فلا نشك أنهم سادة أعلام يؤخذ منهم ويرد عليهم، ولا تجتمع الأمة على خطأ، فأمة الإسلام على صعيد الجماعة معصومة من الزلل، محفوظة من الخلل، ثابتة القدم سامقة نحو سناء السماء.
فإن كان أعداء الإسلام سوق لفكر يريده واصطنعه بمكره، ليعد جيلاً منفصماً عن دينه فهذا واقع مشاهد نراه كل يوم على القنوات والفضائيات الأجنبية والعربية العبرية.
فلئن خرجت فضائية معينة ببرنامج أثار حفيظتك، فهذه الساعة لا تساوي الساعات الطوال من القنوات الغزيرة المسلطة علينا تبث سمومها من العري والفساد والزيغ والضلال.
أما مراجع الإسلام فهي معين الرحمة الدفاق، وشجرة السلام الوارفة، وثمار التقوى اليانعة، ولا تتهم مراجعنا نقلاً وعقلاً وفهماً بما يخالف حكمة التشريع ومقصد التنزيل، ومن وجد غير ذلك فليتهم فهمه السقيم وفكره العقيم وزاويته الضيقة المنغلقة.
ثم يتابع الكاتب فذلكته:
(4- الدعشنة هي تردُّدنا أمام استحقاقات الحداثة، مرورا بصمتنا وخوفنا وفسادنا وأنانيَّتنا، مرورا بولائنا وبرائنا ونفاقنا الدينيِّ، مرورا بالمزايدة بالدين وباسم الدين على طريقة “الإسلام هو الحل” و “الشعب يريد تطبيق شرع اللهً).
أي دعشنة تريدها هنا بمعنى التحجر بالفكر والتصلب بالرأي الذي تريد أن تتهم أمتنا الإسلامية بها، وتتجنى على شريعة الله الواضحة كما قال عنها سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: [تركتُكم على المحجَّة البيضاء ليلها كنهارها، لا يَزيغ عنها إلا هالك] أخرجه ابن ماجه.
هذه الأمة التي جعل الله اليسر ورفع الحرج في شريعتها، والتي أبعد ما تكون في كل أحوالها عن اتحجر والتصلب الذي اتهم به الكاتب ديننا.
يقول الله تعالى: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ {الحج:78}.
وقد أورد الإمام النسائي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ إنَّ هذا الدينَ يسرٌ، ولن يشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبهُ، فسدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا ويسِّروا واستعينُوا بالغَدوةِ والروحةِ وشيءٍ من الدُّلجةِ].
والقول الفصل الذي جاء به القرآن يصور الواقع الذي كانت به الأمم السابقة فجاء الإسلام يرفع عنهم الحرج وييسر عليهم. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ* وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ {الأعراف: 157-159}.
فإن كان الثبات على الحق والتجذر بالمبادئ تحجراً وتصلباً فنعم ذلك الذي اتهمت، حيث أبعدنا الله عزوجل عن حداثتك التي تدعو إليها والتي أورثت المجمعات الغربية تفكك الأسر والزنا والخنا والربا وأولاد الزنا والمثلية اللوطية التي تنذر بعذاب قريب والعياذ بالله وحده.
لم يصمت الإسلام عن قول الحق، ولم يتقاعس أحد من الأمة كل باختصاصه أن يوصل الحقيقة والمعرفة لطالبيها، بل لقد بذلت في كل اقطارها حسبة لله، ولأئن صمتت الأمة برهة من الزمن على جور حكامها فهاهو الربيع العربي يحارب من كل اصقاعها ومللها ونحلها، برها وفاجرها، عربيها وأعجمها، فهل الصمت عن مذابحنا يقاس بصمتنا على جهل مخالفينا.
أما الولاء والبراء فهذه عقيدة تعلمناها من أركان ديننا لا نحيد عنها لو انقطع من أبهرنا، فنح أمة الإسلام نحب المؤمنين، ونتبرأ من كفر الكافرين، نشهد لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة، نؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين وبكل الكتب السماوية، وشعارنا قول الل عزوجل: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾{ البقرة:285}.
أما مقولة الإسلام هو الحل: فنعم وبلى وأجل، يقيناً تاماً صادقاً، مصدقة بالتوراة والانجيل والقرآن، وما دخل العالم في نفق ظلمته وتيه حيرته إلا بعد أن ترك الإسلام دفة قيادة العالم للإنسانية جمعاء.
فقد جاء عن عياض بن حمار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[ ألا إنَّ رَبِّي أمرني أنْ أُعَلِّمَكُمْ ما جَهِلْتُمْ، ممَّا علَّمَني يوْمِي هذا، كُلُّ مالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حلالٌ، وإنِّي خَلَقْتُ عبادي حُنَفاءَ كُلَّهم، وإنَّهُم أتتْهُمُ الشياطينُ فاجْتَالَتْهُمْ عن دينِهِمْ، وحَرَّمَتْ عليهم ما أحْلَلْتُ لهمْ، وأمرتهُمْ أنْ يُشْركُوا بِي ما لَمْ أُنزِلْ بهِ سُلْطَانًا، وإِنَّ اللهَ نظر إلى أهْلِ الْأَرْضِ، فمقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وعَجَمَهُمْ، إِلَّا بقَايَا من أهْلِ الْكِتَابِ، وقال: إِنَّما بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وأَبْتَلِيَ بكَ، وأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لا يَغْسِلُهُ المَاءُ، تَقْرَؤُهُ نائِمًا ويَقْظَانَ، وإِنَّ اللهَ أمرنِي أنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ: ربِّ إِذًا يَثْلَغُوا رأسِي فيدَعُوهُ خُبْزَةً، قال: اسْتَخْرِجْهُمْ كما اسْتَخْرَجُوكَ، واغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ، وابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وقَاتِلْ بِمَنْ أطاعكَ مَنْ عصَاكَ، قال : وأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، ورَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى ومُسْلِمٍ، وعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، قال : وأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الذي لا زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْتَغُونَ أهْلًا ولَا مَالًا، والخائِنُ الذي لا يَخْفَى له طَمَعٌ، وإِنْ دَقَّ إلَّا خَانَهُ، ورجُلٌ لا يُصبحُ ولا يُمْسِي إِلَّا وهو يُخَادِعُكَ عن أهْلِكَ ومالِكَ وذَكَر الْبُخْلَ أو الكَذِبَ والشِّنْظِيرُ الفَحَّاشُ].
فأمة الإسلام لا تداهن لقوي، ولا تنافق لذي سلطان، فإن فعلها بعض الأفراد فتفقد نفسك هل أنت ممن داهن ونافق ونافح وكافح لأجل الباطل أم لا؟
نعم الشعوب كلها تريد تطبيق شرع الله، فهل غاظك تطبيق شرع الله دون تطبيق شرع لينين وستالين، أم قساوسة الضلال!
نعم الشعب يريد تحكيم شرع الله الذي ابان الحقوق ورسم الحدود وحفظ الأموال وصان الأعراض وحمى الدماء.
نعم الشعب يريد تحكيم شرع الله الذي علم الإنسان معنى الحرية الحقيقية، أم هي حرية الأبوجية وأوجلان وهرطقات الماركسية الساقطة.
نعم الشعب يريد تحكيم شرع الله عزوجلَّ ليخرج الناس مما هم فيه من ظلم وعسف مقت وجوع وحرمان واضطهاد واستبداد وهضم لأبسط مقومات الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى