مسجد عمر بن الخطاب في مدينة مايكاو بجمهورية كولومبيا
يتشرف المسجد بحمل اسم الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب، ويبدو أن اختيار هذا الاسم بالذات لا يخلو من رد فعل سني على الشيعة الذين يسبّون عمر، وهم موجودون بكثرة في هذه المنطقة من كولومبيا، وينحدر أغلبهم من لبنان، وقد اتهمتهم الحكومة الكولومبية مرارا بالقيام بغسيل أموال ومعاقرة تجارة المخدرات وبدعم حزب الله. ويطلق المسلمون على هذا المسجد في بعض الأحيان مصطلح المسجد من دون اسم، نظرا لأنه الوحيد في هذه المدينة!يعد مسجد عمر بن الخطاب ثالث أكبر مسجد في قارة أمريكا اللاتينية، وهو موجود في قلب مدينة مايكاو في جمهورية كولومبيا ذات الأغلبية الكاثوليكية (٩٠%). تم افتتاح المسجد سنة ١٩٩٧م بعد سنوات من الجهود الدائبة لجمع الأموال وأعمال التشييد، وهو مبنى جميل ويبلغ ارتفاعه عن سطح الأرض بمقدار ٣١م. يتميز المسجد بتصميم متفرد تم الجمع فيه بين أصالة الفن الإسلامي وتطور التقانة المعاصرة، ويتضح ذلك للناظر من غير عناء، ابتداء من المئذنة الوحيدة بجمالها المختلف والتي يبلغ ارتفاعها ٣٧م، ومرورا بالقبة الكبيرة التي تشكل سقفا لقاعة الصلاة، والنوافذ المدورة التي تعلوها أقواس من الحجر الأبيض، وصولا إلى النقوش والزخارف الداخلية. تم تشييد المسجد بجهود ذاتية من قبل الجالية المسلمة ولا سيما المهاجرين اللبنانيين، حيث يوجد لهم حضور كبير في كولومبيا عموما وفي هذه المنطقة خصوصا.يتبع المسجد مركز إسلامي، ويمثل محور ارتكاز للمسلمين في هذه المدينة ونقطة التقاء، وكما يقيمون في قلبه شعائرهم التعبدية فإنهم يمارسون في أكنافه العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تسهم في رفع منسوب الوعي وتزيد من تضامنهم وتكافلهم.مما تنبغي معرفته أن المسلمين أقلية صغيرة في كولومبيا ولا تزيد عن مائة ألف مسلم أكثرهم من السنة، وقد تأسس أول مركز إسلامي في هذا البلد عام ١٩٩٣م، على يد الدكتور خوليان أبرتوروزا أباتا الذي اعتنق الإسلام قبل تأسيس المركز بثلاث سنوات. وهناك مجموعة من المؤسسات الخيرية والمنظمات الدعوية وعدد من المساجد، مثل: مسجد بلال، ومسجد الجمعية الخيرية الإسلامية في برانكيا، ومسجد ذي النورين عثمان بن عفان، والجمعية الخيرية في بيدوبار، ومسجد مياكو، بجانب عدد من المدارس الإسلامية مثل مدرسة دار الأرقم والمدرسة العربية الكولومبية، ومدرسة مياكو.
