مختارات

القيم المسيّحيّة.. حقيقة أم امتزاج بالفكر الليبرالي؟

الدكتور حسين علي غالب – بريطانيا|

عندما انتهيت من حصولي على شهادة الدكتوراه في “اللاهوت” ، كنت أتناقش كثيرًا مع أساتذتي الذين كانوا منفتحين لي ويزودوني بالكتب والمصادر والدراسات ومعها بالطبع رسائل الماجستير والدكتوراة لمن هم ليسوا ب”مسيحيين”.

عند اقتراب موعد مناقشتي الأخيرة، سألت أساتذتي جملة كنت أسمعها من كبار المثقفين والكتاب والأكاديميين في مجتمعنا وهي عن ” القيم المسيحية” التي تدعي دول كثيرة في الماضي الدفاع عنها وتحاول نشرها وحدثت لأجلها حروب طاحنة لسنوات طويلة..؟؟

كانت الإجابات التي حصلت عليها صدقًا مفزعة:

أول جواب هو أن القيم المسيحية قد امتزجت بالفكر الليبرالي والعلمانية والتحرر، وبات كل شيء مباحًا رغم رفض الكتاب المقدس الصريح والعلني لها ، وبالتحديد الربا والشذوذ الجنسي.

الإجابة الثانية أن الديانة المسيحية مهددة بما يطلق عليهم “اللا دينيون”، أي أنهم لا يؤمنون بأي دين ولا يعترفون بالخالق عز وجل، وهؤلاء في ازدياد وباتوا قوة ضاربة لا يستهان بها.

الإجابة الثالثة أن هناك “طوائف” تنسب نفسها للمسيحية وهي لا تمت للمسيحية بأي صلة بل ويطلق عليهم تسمية “هرطقة” ، كأتباع “شهود يهوه” الذين نقضوا كل شيء في المسيحية، وهناك مسيحيون يذكرون علانية أن أتباع “شهود يهوه” ليسوا إلا خليطًا من المسيحية واليهودية، وكل شيء يتعلق بهم محاط بالسرية، ويذكرون أن نهاية العالم سوف تكون مرعبة ولن ينجو إلا أتباعهم وأن هناك “برج مراقبة” سوف يتابعون منه ما يحدث ويحوي فقط “العباد الصالحين”.

أما الطائفة الأخرى وهم “المورمون”، أو يطلق عليهم تسمية “كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة” الذي أسسها شخص أدعى النبوة وهو ” جوزيف سميث”، قد استجاب العديد من المسيحيين لدعوة جوزيف وبدأ يرسي نظامًا خاصًا بكنيسته، وأشهر مخالفته سماحه بتعدد الزوجات، واستمر في نشاطه في المناطق المحيطة به، وقد اعتبره الكثيرون “مجنون” و “مرتد”، وقد نشب بسببه عدد من الاضطرابات بين أتباعه وباقي المذاهب المسيحية، وقد كان أشدها في عام 1844م والتي هاجم فيها الأهالي جوزيف فسجنوه وشقيقه ثم قتلوهما دون محاكمة، وقد تابعوا أعمال الشغب بعد ذلك فأحرقوا كنائس المورمون، وقتلوا العديد من أتباعه وأحرقوا منازلهم ومتعلَّقاتهم وأعمالهم، وأدى هذا إلى هجرة قسم كبير منهم إلى الغرب الأمريكي.

الطائفة الثالثة وهي “الأدفنتست أو السبتيون” ، وهم شبيهون بـ “المورمون” ولهم نبيهم وبعدها جاءتهم امرأة ادعت النبوة وهي “إيلين وايت” ،ادعت وايت أنها تلقت أكثر من ألفي رؤيا وحلم من الإله في اجتماعات عامة خلال حياتها شهدها الجمهور العام، وصفت شفويًا محتوى تلك الرؤيا المزعومة واعتبرها أتباعها أنها هدية النبوة التوراتية..!!

الخلاصة: أن الديانة المسيحية تتعرض لضربات عنيفة فكيف بالقيم التي تدعو لها، والمصيبة الكبرى أن الفاتيكان التي هي المنارة لكل مسيحي في العالم يقدم فيها البابا التنازلات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى