تقارير

سوريا: المشهد ما بعد رفع سعر البنزين المدعوم


المكتب اﻹعلامي في الداخل/
انتقد الشارع السوري، قرار حكومة النظام، القاضي برفع سعر البنزين المدعوم، مشيرين إلى أنه “ودون شك” سيلهب الأسعار في السوق التي يصفونها بـ”العشوائية”.
أول الرقص:
وسارع سائقو سيارات الأجرة إلى زيادة التعرفة، على خلفية رفع سعر البنزين المدعوم إلى 2500 ليرة والأوكتان إلى 4500 ليرة، بحسب مراسلتنا في العاصمة دمشق.
في حين لم تحدد بعد “حكومة اﻷسد” موقفها وأسعارها الرسمية، وتركت السوق خاضع “للفوضى”.
ويبرر أصحاب سيارات اﻷجرة أن البنزين يتم شراؤه من السوق السوداء بأسعار مرتفعة ما بين 7 إلى 8 آلاف ليرة لليتر الواحد.
وبحسب أحد السائقين؛ “فإنه إضافة لندرة المحروقات يواجهنا عدم ورود رسائل شركة تكامل الخاصة بالبنزين المخصص عبر البطاقة الذكية بمواعيدها المحددة، ما يدفعنا للسوق السوداء”.
وتضاعفت أجرة التكسي بمعدل الضعف، وحسب الوجهة وخط السير، وتعادل مصاريف النقل وفق بعض الصحف 6 % من الدخل الشهري كل يوم!
فروقات فاضحة:
يذكر أن مبيع سعر البنزين بـ 2500 ليرة يعني زيادة بمعدل 100 ضعف عن سعر الليتر قبل الحراك الثوري ضد اﻷسد، حيث لم يكن يتجاوز 25 ليرة، حينها، مع العلم أن متوسط أجر الموظف كان أيضاً بنحو 12 ألف ليرة.
ويصل أجر الموظف الحكومي اليوم، إلى 120 ألف ل.س فقط، أي بزيادة 10 بالمئة!
تأثيرات على سوق الخضار والفاكهة:
وتشير مراسلتنا إلى أن “سوق الهال” دخل على الفور في ساحة الجدل، بعد رفع “تكاليف النقل عشوائيًا”، على خلفية رفع سعر “البنزين”، وكالعادة نقلت تبريرات أصحاب المحال؛ بأن السيارات التي تنقل الخضر من سوق الهال تعمل على البنزين، ما يضطرهم لرفع سعر الخضار والفاكهة”.
وتؤكد مراسلتنا بحسب ما نقلت عن مواطنين، أن اﻷسعار عشوائية، والفروقات بين الباعة تصل في كل مادة ما بين 500 – 1000 ل.س.
وعود رسمية:
هذه ليست المرة اﻷولى التي ترفع فيها حكومة اﻷسد أسعار المحروقات، ولكنها كالعادة “ﻻ يصاحبها” قرارات موازية تضبط الأسعار في السوق!
وتكتفي على لسان مسؤوليها بالتبرير والتهديد بالمخالفات والعقوبات، وعلى سبيل المثال، قال عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع المحروقات والتجارة الداخلية وحماية المستهلك بمحافظة اللاذقية علي يوسف أكد لـ«صحيفة الوطن»، بأن ضبط الأسعار وأجور النقل يتم وفق القانون، إذ تم تنظيم أكثر من 6 آلاف ضبط لمخالفات متعددة خلال الفترة الماضية.
وزعم يوسف أن تعديل عدادات سيارات الأجرة سيتم خلال الفترة القريبة بانتظار التعليمات الوزارية عقب قرار رفع البنزين، مبيناً أن اللجان المختصة ستعقد اجتماعات بهذا الخصوص للعمل على تحديد الأسعار بأقرب وقت. (أي أنها لم تجتمع حتى تاريخ اليوم)!
وأقر يوسف بانعكاس رفع البنزين على السوق من ناحية زيادة أجور انقل خاصة لسيارات السوزوكي العاملة على البنزين التي تنقل الخضر وغيرها.
الخلاصة:
بالمجمل؛ غياب التنسيق والفوضى واتخاذ قرارات اقتصادية آنية، تعيد تذكير السوريين بـ”دولة الفساد التي يديرها نظام اﻷسد”، والبعض لا يرى إمكانية تجدد اﻻحتجاجات، فيما يعتقد قلة أنها ممكنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى