حوار صحفي

حوار مع الشاعر العربي الكبير د. ياسر طويش حول “المشروع الثقافي العربي الكبير”

باسل المحمد

مدير الأخبار – رسالة بوست
عرض مقالات الكاتب


لأنه يؤمن أن الثقافة العربية بما تحويه من أدب وشعر وفن، هي العامل الأقوى على توحيد الأمة العربية، على الرغم من كل الصعوبات والمآسي التي تمر بها هذه الأمة، إضافة إلى دور هذه الثقافة في إبراز حضارة العرب السامية بين الأمم، إيماناً منه بكل ذلك أطلق الشاعر العربي الكبير د. ياسر طويش الأمين العام للجمعية الدولية الحرة للمترجمين واللغويين العرب، المشروع الثقافي العربي الكبير، الذي سيرى النور مع بداية العام 2023.
في هذا اللقاء الخاص مع د. ياسر نتعرف أكثر عن هذا المشروع، ونسلط الضوء عليه من حيث الأهداف والآليات، إضافة إلى العديد من الجوانب الأخرى المتعلقة بهذا العمل الطموح.
متى بدأت فكرة المشروع؟
بدأت فكرة هذا المشروع منذ 5 سنوات تقريباً، إذ كثرت في الآونة الأخيرة الفعاليات والمهرجانات الثقافية في البلاد العربية، لكن أغلبها كان ذو طابع قطري فقط، يهتم بثقافة الدولة الداعمة له، هنا شعرت بضرورة وجود مشروع جامع لكل هذه الثقافات، وأطلقت عليه اسم “المشروع الثقافي العربي الكبير”، الذي أؤكد أن وزارات الثقافة والسياحة في 22 دولة عربية ستكون ممثلة رسمياً فيه.

الشاعر العربي الكبير د. ياسر طويش


ما أهداف هذا المشروع؟
باختصار هذا المشروع له هدف واحد وواضح وهو توحيد أدباء ومفكري الأمة العربية ثقافياً وحضارياً على الأقل، وذلك بعد أن عجزت الأنظمة العربية على مدار العقود الماضية في توحيد هذه الأمة سياسياً واقتصادياً وجغرافياً، ويضاف إلى هذا الهدف العمل على إبراز الصورة الحضارية الراقية للأمة العربية أمام الشعوب الأخرى، وخاصة في الآونة الأخيرة، التي أصبحت صورة الموت والدمار والقتل هي الأكثر رواجاً، عن العرب أمام غيرهم من الأمم الأخرى، وهي الصورة التي يسعى الغرب إلى إبقائها مرتبطة بأمتنا العربية.
ما آلية عمل المشروع الثقافي العربي الكبير؟
سيحل أعضاء هذا المشروع كل عام في دولة عربية محددة، وسيقومون بفعاليات متعددة، وأنشطة مختلفة، إذ لن تقتصر هذه الفعاليات على الشعر والرواية والقصة، وإنما ستشمل معارض فنية (رسم، نحت….)، إضافة إلى المعارض الفلكورية والتراثية التي ستمثل تاريخ الأمة العربية من حيث اللباس والطعام والبناء إلى غير ذلك من نواحي الحياة، إضافة إلى التعرف على الآثار العربية في كل دولة يقام بها هذا المشروع. كما ستتضمن فعاليات موسيقية ومسرحية، وبعد الانتهاء من هذه الفعاليات التي ستتكرر كل سنة في دولة عربية، سيتم بعد ذلك أرشفتها، وتجميعها في كتاب، وسنعمل على ترجمته إلى ثلاث لغات هي الإنكليزية، والفرنسية، والإسبانية، حتى نطلع الغرب -كما أسلفنا- على حضارتنا وأخلاقنا التي أكد الإسلام أنه “جاء ليكمل مكارم الأخلاق العربية”.
من أين سيبدأ المشروع، وهل سيقام في الدول التي تشهد حروباً ونزاعات عسكرية؟
أول دولة ستحتض هذا المشروع الكبير هي المملكة العربية السعودية، وأؤكد أن هناك جهة محددة سترعى هذه الفعالية، وسأعلن عنها في حينها، أما بالنسبة للدول التي تشهد حروباً ونزاعات، مثل سوريا وليبيا واليمن، فنحن نتمنى أن تكون هذه الشعوب قد حققت ما تريد وما تطمح له في السنوات القادمة، وبناء على ذلك سنبدأ فغاليات هذا المشروع الكبير في الدول المستقرة مثل السعودية الكويت الأردن الإمارات، وبالمناسبة هنا أعود وأؤكد على أن هذا المشروع لن يقام في سوريا في عهد نظام الأسد، لأن هذا النظام مرتمي كلياً في الحضن الإيراني، وينفذ خطط وأجندة إيران في المنطقة، فكيف يمكن له أن يستضيف متل هكذا فعالية عربية بهذا الحجم.
هل هناك منظمات أو جهات داعمة لكم في هذا العمل؟
نحن نسعى بشكل عام إلى أن تكون وزارات الثقافة العربية في الـ22 دولة هي الراعية للجمعية الدولية للمترجمين والأدباء العرب بشكل عام، وأن تساهم في دعم المشروع الثقافي العربي بشكل خاص، لأنني شاهدت العديد من المهرجانات والمعارض الثقافية العربية بوضع مادي صعب جداً، لدرجة أن المنظمين لمثل هكذا فعاليات لا يستطيعون دفع آجار الفنادق وتذاكر السفر، وهذا عائد إلى تقصير وزارات الثقافة في الدول العربية بدعم هذه الفعاليات، وأنا أؤكد أنه حالياً لايوجد داعم للمشروع الثقافي العربي، لذلك أقولها بصراحة في حال عدم وجود داعم فإن “أسرة ياسر طويش” ستتكفل بكل مايلزم لإنجاح هذه الفعاليات، حتى يأتي الأديب أو المفكر العربي ويشارك في هذه الفعاليات معززاً مكرماً.

في منزل الشاعر د. ياسر طويش

في أي دولة ستكون إدارة هذا المشروع؟
ستكون هناك إدارة جماعية لهذا المشروع تضم 22 أديباً ومفكراً يمثلون كل الدول العربية، وهذا العضو سيكون ممثلاً عن الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب بشكل عام في الدولة التي يعيش فيها مثل مصر أو لبنان أو العراق، وهذا الشخص سيكون على تواصل دائم مع وزارة الثقافة أو السياحة في تلك الدولة.
وهذه الإدراة الجماعية ستلتقي كل سنة في الدولة التي ستقام فيها فعاليات هذا المشروع الطموح. ونأمل من وزارات الثقافة في هذه البلدان افتتاح مكاتب خاص لهذه “الجمعية بشكل عام، وأعود وأكرر بحال رفضت هذه الوزرات الفكرة فسأقوم بافتتاح مكاتب للجمعية على نفقتي الخاصة في كل عاصمة عربية.
في نهاية اللقاء نشكر د. ياسر طويش على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وهو الإنسان العربي الأصيل، الذي يحرص على التخلق بالقيم العربية الأصيلة بكل مجالات حياته، وكان مسك الختام بيتين من شعره الراقي قال فيهما:
من ذا الذي قال إن الشعر غايتنا يا سيدي وطريق الضاد نهج نبي
رسالة الضاد عنوان لأمتنا فيه الخلود فبشرى أمة العربِ

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. إذا كانت النفوس كبارا…تعبت في مرادها الأجسام .
    و يبقى السؤال هل يمكن أن تتحقق أمثال هذه المشاريع و في حال تحققت لمن ستتبع سياسيا أم ستكون مستقلة و هل يمكن تحقيق هذا الحلم بعيدا عن تدخلات حكومات ٢٣ دولة ؟؟؟!!!.

  2. كلام بمنتهى القوة والروعة من الدكتور ياسر. أتمنى له ولمشروعه النجاح والتفوق كعهدنا به

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى