مقالات

انقلاب البعث كان المقدمة لاحتلال سورية!

م. هشام نجار

المنسق العام للهيئة السورية للإعمار
عرض مقالات الكاتب


بمجرد أنّ تسلم حزب البعث زمام الحكم في البلاد، بدأت الخلافات بين أعضاء القيادة القوميّة المدنيين للحزب أمثال ميشيل عفلق ومنيف الرزاز وصلاح البيطار ومعهم أمين الحافظ وبين اللجنة العسكرية للحزب بقيادة ضباط مثل حافظ أسد وصلاح جديد ومصطفى طلاس.
وأدت هذه الخلافات إلى حدوث انقسام في الحزب، تسبب بانقلاب عام 1966 الذي انقلب فيه صلاح جديد وصديقه يوم ذاك حافظ الأسد على المؤسسين الأساسيين للحزب الذين فرّ معظهم باتجاه العراق فيما تم اعتقال آخرين مثل أمين الحافظ الذي بقي مسجوناً إلى ما بعد حرب 1967 عندما نُفي إلى لبنان، وصلاح البيطار الذي اغتاله المجرم حافظ أسد في باريس.
وفي 30 تشرين الأول/ اكتوبر 1970، عقد حزب البعث مؤتمره الوطني الاستثنائي العاشر في العاصمة دمشق.ووفقاً لما ذكره موقع TRT World فإن الاجتماع تمّ خلف أبواب موصدة بتوجيهات من اللواء صلاح جديد، وكان بند الاجتماع الأول هو إقالة وزير الدفاع آنذاك حافظ أسد ورئيس أركانه اللواء مصطفى طلاس من منصبيهما.
تم ابلاغ حافظ اسد بالأمر فقام في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 1970 بمساعدة كل من شقيقه رفعت أسد ومصطفى طلاس باعتقال كل الأعضاء الذين كانوا ينتقدونه في الحزب من بينهم صلاح جديد الذي اعتقل في سجن المزّة العسكري بالعاصمة دمشق مدة 23 عاماً إلى حين وفاته في 1993، ونور الدين الأتاسي الذي قضى في ذات السجن 22 عاماً إلى حين إطلاق سراحه قبيل وفاته بأسابيع في 1992 بعد إصابته بمرض السرطان.
و بذلك بدأت حقبة سيطرة عائلة اسد على البلاد بتوجيهات عليا من المخابرات البريطانية مكافأة له على تنفيذ التزامه بتسليم مرتفعات الجولان لاسرائيل.
تعتبر سوريا محتلة رسميا من عائلة واحدة تنتمي لاقلية منذ عام 1967 وحتى اليوم اي 55 عاماً
و إذا رجعنا بتاريخ سوريا قبل عام 1967 ول55 عاماً اي لنفس فترة حكم عائلة اسد لوصلنا لعام 1912 واحصينا التحولات خلال تلك الفترة لوجدنا:
1912-1919سوريا في العهد العثماني
1920-1946 حكم الاستعمار الفرنسي
1946-1967 انقلاب حسني الزعيم – حكم ديموقراطي – انقلاب اديب الشيشكلي- حكم ديموقراطي برئاسة شكري القوتلي – الوحدة مع مصر – الانفصال ورئاسة ناظم القدسي وحكم ديموقراطي – انقلاب البعث والخلافات المستحكمة بين تيار الضباط العلويين والقيادة القومية وظهور حافظ اسد بعد بيعه الجولان وتسلطه وعائلته على حكم سوريا حتى الان .
أعزائي القراء..
التغيرات التي حصلت قبل مجيء اسد وتسلطه على حكم سوريا هو امر طبيعي وخاصة اذا كانت التغيرات ديموقراطية وهذا يحصل في كل دول العالم . اما ثبات الحكم ل55 عاماً ولعائلة واحدة ومن اقلية واحدة فهي لاتمثل حالة استقرار كما يظن البعض ، بل هي حالة ديكتاتورية رهيبة مدتها 55 عاماً اوصلت سوريا الى الهاوية يتحكم فيها عصابات وقطاع طرق ومجرمون ولصوص .
ولا حل لسوريا مزدهرة الا بحكم ديموقراطي وصندوق انتخابي نظيف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى