سياسة

رهان المعارضات السورية على الإقليمي والدولي.. رهان خاسر ومخرجاتهما تفضح ذلك

مرهف الزعبي

ناشط سوري
عرض مقالات الكاتب

رهان المعارضات السورية على الإقليمي والدولي.. رهان خاسر ومخرجاتهما تفضح ذلك

قال الله سبحانه وتعالى: “فعسى ربي أن يؤتينِ خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً” سورة الكهف (40)

المؤمنون، والأحرار، وأصحاب العزيمة القوية، والإيمان الراسخ بالنصر يستمدون العون، والأمل من الله سبحانه وتعالى، ولا يعتمدون على أحدٍ إلاه، ومن ثم الاعتماد على النفس، والذات بعيدين عن التجاذبات الإقليمية، والدولية، أو الرمي بأحضان دولٍ، وأجهزة مخابرات تدير مصالحها عبر أدواتٍ تشغيلية، فيتقاسمون ثروات البلاد وينهبون خيراتها، ويسعون لزيادة نفوذهم، وتحقيق المزيد من الأطماع، وفرض سياسة الهيمنة، والإملاءات، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول والتي أصبحت سمة من سمات الألفية الثالثة التي تديرها المافيات العالمية من تجار السلاح، والدماء في العالم لإعادة السيطرة على النظم التي تشهد ثورات، وحركات تحرر في المنطقة العربية، والعالم.

فمن مراجعة بسيطة لعقدٍ من عمر الثورة يتضح جلياً، وللجميع حجم التآمر الإقليمي، والدولي الذي تعرض له الشعب السوري الثائر، والذي حاربه، وضيَّق عليه كل من أمسك، ولعب بملف الثورة السورية دون أن يقيموا للشعب السوري وتضحياته أي وزن.
مضللين هذا الأخير بالوقوف إلى جانبه تارةً، أو بدعم ثواره بسلاح نوعي، أو بالانتقال السياسي تاراتٍ أُخرى، وكانت نتيجة وثوق أغلب المعارضين سياسيين، وعسكريين بجهات خارجية هي مخرجات سلبية، وكوارث جمة، وتغليب مصالح الدول، وأطماعها على دماء السوريين، وعذاباتهم.

وإنَّ أغلب هؤلاء التشغيليين لم يكونوا ثائرين، أو شاركوا بمظاهرة ضد حكم أسد حتى وإن كان بعضهم داخل سورية. فحققوا لأعداء الثورة ما لم تستطع دول عظمى في الساحة السورية تحقيقه على الأرض بجميع أسلحتهم التقليدية، وأسلحة الدمار الشامل التي استخدموها ضد المدنيين السوريين الذين لم يحملوا السلاح. مستهدفينهم في مشافيهم، ومدارسهم، وأسواقهم، وتجمعاتهم السكنية.

ولولا اتفاقيات الذلِّ، والعار سوتشي، وأستانا، ومناطق خفض التصعيد، وسحب سلاح الثوار لما استطاعوا أن يحققوا مآربهم بقوتهم العسكرية، وجبروتهم الإجرامي.

فبعد الخيانات التي ظهرت من ممثلي، وقادة الثورة السورية، وارتباطاتهم بجهات معادية لهذه الأخيرة، واعتراف بعضهم بشرعية حكم الأسد إن شكلاً، أو مضموناً رغم كل ما اقترف من جرائم، ودمار بحق السوريين؛ وجدنا أنفسنا كثوار وحيدين في صراع عالمي يقوده تجار السلاح والدماء في العالم، يساعدهم في عزلنا أدوات تشغيلية تسعى لمزيد من التضييق على الثوار الأحرار، وملاحقتهم في جميع الجغرافية السورية حتى أصبح السوريون يهابون الرجوع إليها أينما كانوا. وكأن سورية بمقاطعاتها الأربعة سيطرة الأسد، وقسد، والقاعدة الإرهابيين، بالإضافة لمنطقة سيطرة المعارضات السورية أشبه بغوانتنامو.

ناهيك عن أننا أصبحنا كثوار على هامش العلاقات الدولية، ولم نستطع أن نحقق أبسط الأهداف الإنسانية لأهلنا، ومعتقلينا إن كان في فك الحصار عن المدن، والأرياف الثائرة، أو إطلاق صراح معتقلين، أو إجبار وفود من منظمات حقوق الإنسان لزيارة المعتقلات التي أنشأها الأسد لقمع الشعب السوري، وزجه بها.

وذلك بسبب اغتصاب قرار.وقيادة الثورة لأشخاص تربطهم علاقات جيدة مع دول، وأجهزة مخابرات لا يعترفون إلا بمن نصَّبوهم قادة، وممثلين على الثورة لحرفها عن مسارها، والتنازل عن مكتسباتها، وصولاً لإفشالها، والقضاء عليها.

إنما يُترجم على أرض الواقع، وما يعيشه أهلنا في الشمال، بالإضافة إلى عزوف المعارضة المسلحة عن أي تحرك عسكري يعيد النازحين، والمهجرين إلى ديارهم، وأرزاقهم كافٍ لإدانتهم، وتصنيفهم في بوتقة خصوم الثورة، وأعدائها.

وهذا ما أفرزته علاقات المعارضات السورية بمختلف مناهلها بجهات إقليمية، ودولية سعت لتهجير السوريين من مناطقهم، والتغيير الديمغرافي الذي فُرض على السوريين وفقاً لاتفاقية سوتشي فكانت النتائج صادمة لكل السوريين، ومخرجات الارتباط بجهات خارجية هو الغرق في مستنقع التهجير، والفقر، والقهر، والجهل، والإذلال، وصولاً للتقسيم الحاصل لسورية بعد أن استقرَّت الأوضاع، ووقفت المعارك، وشهدت المنطقة حالتي هدوء، واستقرار وكأن شيئاً لم يحدث. ولا يزال الكثير يراهن على المجتمع الدولي ويعتبرونه “كاريتاس”، ظناً منهم أنه سيعيد للشعب السوري حريته، ويسترد له كرامته، ويضع جلاديه، ومجرميه في أقفاص العدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى