غير مصنفمنوعات

“الدين المعاملة”.. فلنبدأ من هذه المقولة!

أسعد المبارك_ كاتب عراقي|

إن الإحسان إلى الناس من خلال أن تتمثل أنت أولاً بمكارم الأخلاق وتتحلى بجميل الخصال، لأن مجرد إسلامك ودخولك في هذا الدين فأنت سفير له، وسفير للنبي عليه الصلاة والسلام في أخلاقه وحُسن معشره، فاحصل على هذه الأخلاق وعندها لن تكون لك وحدك بل هي لمن حولك، فكم من أُناس سعدوا بصاحب الخُلق الرفيع واستمتعوا بالتعامل معه؛ لأن ما عندك من خير يُسر به الناس.
وحين تحسن في معاملاتك مع المخلوقات من بشر وحجر فأنت تتم بناء دينك في أحسن تقويم.

ولا يخفى على أحد احتفاء الدين بالعلاقات الراقية بين البشر والمعاملات الحسنة بينهم..بدءا بالوالدين مرورا بالعائلة والجيران ثم عامة الناس حتى الخدم والعمال نهاية بالحيوان والطير والحشرات والشجر والبيئة والحجر.. وذلك لأنه الدين القيّم الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصاها.
بل إن الدين قدّم حقوق العباد ومظالمهم وأكدّ على أهميتها ووجوب حمايتها قبل الوصول إلى القنطرة حيث المخالصة الأخيرة التي ستحدد مصير الإنسان إلى الجنة أو النار بإذن الله.
الدين دين الجماعة خطط لكل ما يجعلها على قلب واحد باتحاد افرادها وحسن تعاملهم مع بعضهم البعض والتعايش بينهم..
فمن حسن دينه حسن تعايشه مع الآخرين.

قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
وفي ذلك وضع الله سبحانه وتعالى قوانين أزلية يحتكم اليها، الرسول صل الله عليه وسلم ومن تبع سنته بإحسان إلى يوم الدين في كيفية التعامل بين البشر.. والتعايش معهم، ويكفينا في هذا المجال
أثر النبي الخاتم صل الله عليه وسلم حيث يقول: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )، رواه البخاري ومسلم.
لذا فالتدين أصل والتعايش مع الآخرين فرع عريض ممتد..
حيث إن الأخلاق إنما تظهر عند ممارسة التعامل مع الناس، أما العبادات فإن لم يظهر أثرها على المعاملات فلا فائدة منها، يقول النبي صلوات الله وسلامه عليه: “من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلا بعداً” . . كذلك نرى العقيدة الصحيحة تنعكس على المعاملات بين الناس، حيث يقول عليه الصلاة والسلام: “ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم”، أي أن المعاملات تمثل خلاصة الإسلام حيث جاء الإسلام لإصلاح الدنيا وسياستها في كل جنباتها، ولذلك كان من المنطقي أن يحصر النبي صلوات الله وسلامه عليه الدين كله في الأخلاق /المعاملات.

فمن حسن تدينه حسنت معايشته مع الناس وبات أمنا مطمئنا في مجتمع يعمّه السلام.
ختامًا:
الإسلام نعمة عظيمة أنعمّ الله بها علينا رحمة منه ولابد من شكرها حتى لا تزول بالفتن والمحن.. اللهم ثبتنا واكفنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى