سياسة

بايدن يصل إسرائيل في أول جولة له بالشرق الأوسط كرئيس لأمريكا.. ماهي القضايا التي سيناقشها في المنطقة؟

وكالات|

وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل، الأربعاء 13 يوليو/تموز 2022، في مستهل جولة بالشرق الأوسط، تنطوي على رهانات كبيرة، وتهيمن عليها جهود من واشنطن لإقناع الحلفاء الخليجيين بزيادة إنتاج النفط، والتقريب بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

من المقرر أن يقضي بايدن يومين في القدس، لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، قبل أن يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الجمعة 15 يوليو/تموز 2022 في الضفة الغربية المحتلة.

بعد ذلك، سينتقل بايدن في رحلة مباشرة من إسرائيل إلى جدة بالسعودية- وهي أول مرة لرئيس أمريكي- يوم الجمعة المقبل، لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين، وحضور قمة للحلفاء الخليجيين.

كانت قد هبطت الطائرة الرئاسية الأمريكية في مطار “بن غوريون” الدولي، قرب تل أبيب، وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء يائير لابيد، ورئيس الوزراء البديل نفتالي بينيت في استقبال بايدن.

يرافق بايدن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ومسؤولون آخرون، وامتنع بايدن عن مصافحة المسؤولين الإسرائيليين، كإجراء وقائي لتفادي الإصابة بفيروس كورونا.

جدد بايدن، في كلمة ألقاها في حفل استقباله في المطار، دعمه لإسرائيل، حيث قال: “لست بحاجة لأن تكون يهودياً، حتى تكون صهيونياً”، وأضاف: “جيل بعد جيل نمت هذه الصلة، وقد استثمرنا في بعضنا البعض، وحلمنا معاً”، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.

كذلك أشار بايدن إلى شعوره بـ”الفخر”، نظراً لأن علاقات بلاده مع إسرائيل “أعمق وأقوى من أي وقت مضى”، بحسب قوله. وتابع: “هذه زيارتي العاشرة لإسرائيل، وكل فرصة للعودة إلى هذا البلد العظيم هو نعمة، لأن الصلة بين الشعبين الإسرائيلي والأمريكي قوية وعميقة”.

في سياق متصل، أكد بايدن أن بلاده ستواصل “دعم اندماج إسرائيل في المنطقة وتوسيع المبادرات من أجل سلام أكبر واستقرار أكبر وصلات أكبر، وهذا أمر مهم لكل شعوب المنطقة”.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، إن زيارة بايدن لإسرائيل “تاريخية”، وأضاف موجهاً كلامه لبايدن: “خلال زيارتك سنجري محادثات حول قضايا الأمن القومي، وبناء الهيكلية الأمنية والاقتصادية الجديدة مع شعوب الشرق الأوسط (…) وسنبحث ضرورة إعادة تشكيل حلف عالمي قوي كفيل بوقف البرنامج النووي الإيراني”.
يقول مسؤولون أمريكيون إن الزيارة، وهي الأولي التي يقوم بها بايدن إلى الشرق الأوسط كرئيس، يمكن أن تسفر عن مزيد من الخطوات نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهما من أقوى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة المضطربة، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.

لم يصدر أي تعليق من السعودية حول ما قاله المسؤولون الأمريكيون، أو ما ذكرته تقارير صحفية قبل زيارة بايدن عن موضوع التقارب بين الرياض وتل أبيب.

في السياق ذاته، قال مسؤول إسرائيلي: “نتخذ خطوات تدريجية نحو هذه الغاية”، وأضاف في تصريح لـ”رويترز”، أن حقيقة أن الرئيس بايدن سيسافر مباشرة من إسرائيل إلى السعودية “تلخص الكثير من العوامل التي تطورت خلال الأشهر الماضية”.

كذلك تهدف رحلة بايدن إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتعميق اندماج إسرائيل في المنطقة، ومواجهة النفوذ الإيراني وعدوان روسيا والصين.

من المستبعد أن يكون هناك أي محاولة محاولة لاستئناف عملية السلام المتوقفة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قال إن بايدن سيعيد تأكيد التزامه بما يطلَق عليه حل الدولتين، بتأسيس دولة فلسطينية في المستقبل إلى جانب إسرائيل.

أضاف سوليفان أن واشنطن تريد فتح قنصلية من أجل الفلسطينيين في القدس، في إشارة إلى بعثة أغلقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

كذلك أشار سوليفان للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: “بالطبع يتطلب ذلك التعامل مع الحكومة الإسرائيلية. ويتطلب التعامل مع القيادة الفلسطينية كذلك. وسنستمر في القيام بذلك خلال الرحلة”.

لكن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، قال في وقت لاحق إن سوليفان أخطأ حين قال للصحفيين إن الولايات المتحدة تريد إقامة قنصلية للفلسطينيين بالقدس الشرقية، وأوضح كيربي أنه لا تغيير في السياسة الأمريكية بشأن القنصلية.

تريد الولايات المتحدة إعادة فتح قنصليتها للفلسطينيين في القدس، بغرب المدينة، وليس في القدس الشرقية، وهي قنصلية أغلقها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عام 2019، وقال واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رداً على ذلك إن هناك ضجة كبيرة حول لا شيء.

من المقرر أن يجري بايدن محادثات مع عباس، وسيكون ذلك أعلى مستوى من الاتصال المباشر بين الولايات المتحدة والفلسطينيين منذ أن اتخذ الرئيس السابق دونالد ترامب نهجاً متشدداً تجاه الفلسطينيين عند توليه منصبه عام 2017.

بينما يقدر الفلسطينيون أهمية استئناف العلاقات في عهد بايدن، فهم يريدون منه الوفاء بتعهداته بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس.

كما يريدون من الولايات المتحدة رفع منظمة التحرير الفلسطينية من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في القدس، وكبح التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية.
من المتوقع أيضاً أن يطالب بايدن خلال زيارته للشرق الأوسط، الحلفاء الخليجيين بزيادة إنتاج النفط للمساعدة في خفض أسعار البنزين.

سيلتقي بايدن عدداً من القادة السعوديين، من بينهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي تسبب اتهام الاستخبارات الأمريكية بوجود دور له في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بتوتر العلاقات بين الرياض وواشنطن.

يمثل هذا الاجتماع تغيراً في موقف بايدن السابق بجعل السعودية “منبوذة” بسبب مقتل خاشقجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى