أخبار عاجلة

إدلب: عيد اﻷضحى يقسم المجتمع إلى طبقات!


علياء اﻷمل |
لم تكن تحضيرات العيد التي سبقته بأيامٍ خجولة في الشمال السوري، بقدر ما أبرزت عمق اﻻنقسام الطبقي، في مجتمعٍ يصوّر إعلاميًا أنه يعيش على خط الفقر، وإنما برزت في الواجهة ظاهرة “الفئات الغنية والفقيرة”، وتجلى هذا المشهد في السوق بوضوح.
وتؤكد مراسلتنا، أن المجتمع شمال سوريا، يعيش الظاهرة السابقة، إﻻ أنها برزت بوضوح في العشر من ذي الحجة، وتنقل عن نشطاء ومن استطلعت رأيهم، أنّ الركود في السوق اختلف من مكانٍ إلى آخر.
وأضافت؛ “على سبيل المثال، المشهد في سوق الدانا، على الحدود التركية، بنفي مقولة “الفقر”، بل يؤكد أن حركة البيع والشراء جيدة، مقارنة بالسنوات الماضية”.
وتقول أم هاشم لمراسلتنا؛ “اشترينا ما يلزم قبل أيامٍ من العيد، اﻷسعار مقبولة، مقارنة بحال زوجي الذي يعمل في إحدى المنظمات اﻹغاثية”.
أمّا مايا، التي تعمل ممرضة في إحدى المشافي، فتؤكد أن الوضع مقبول، هذا العام، والسوق نشط بشكلٍ ممتاز.
سوق الدانا كان مكتظًا، والحركة تبدأ مع الصباح الباكر، لتنتهي، عند صلاة الفجر تمامًا، دون توقف، والبضائع منتشرة على البسطات، والتنافس بين الباعة على العروض، واﻷسعار، واضح.
وبلغ سعر اﻷحذية ما بين 60 إلى 75 ليرة تركي، والبنطال مع القميص، ما بين 150 إلى 175 ليرة تركية، وﻻ يختلف اﻷمر كثيرا بالنسبة ﻷسعار ملابس اﻷطفال والنساء، وهي متقاربة.
وتقول مراسلتنا؛ بالمقابل؛ المشهد السابق لم يكن ملموسًا في بعض المناطق، بل إنّ عائلاتٍ كثيرة استدانت لشراء قميص وبنطال لطفلٍ واحد، وامتنعت عن صناعة حلويات العيد، كما في كل عام.
وأضافت؛ “زرنا بعض اﻷسر، التي بالكاد تعيش يومها، دون معيلٍ، إﻻ ما يأتيها من أقاربها في المهجر، بالكاد يسد الرمق، وهذه العائلات اكتفت باﻻجتماع صبيحة عيد اﻷضحى على مائدة الفطور المتواضعة”.
عوائل رضخت لعوامل الفقر والنزوح، وأخرى أثريت بفعل مكانتها ودورها في “الحرب” التي رفعت من شأنها؛ تلك عبارةٌ باتت القاسم المشترك الذي يرويه الناس في أحاديثهم.
خزانٌ بشري ضخم في اﻷسواق، وآخر خلف الجدران الصامتة، ذاك يؤكد ويشير إلى دﻻﻻتٍ بعينها، وفرزٍ للمجتمع، واﻵخر، يوحي بالمأساة التي يعيشها السوريون، في منطقةٍ تلوح فيها علامة الغموض، والحرب التي لم تضع بعد أوزارها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

حي الورود بريف دمشق غارق بمياه الصرف الصحي منذ شهر

المكتب اﻹعلامي بالداخل/شهد حي الورود التابع لريف دمشق الغربي، تردٍ في وضع الصرف الصحي، منذ …