سياسة

بدعم عربي ومباركة أمريكية-إسرائيلية.. منطقة آمنة في الجنوب السوري

باسل المحمد-مدير الأخبار

يبدو أن منع انتشار الميلشيات الإيرانية وتمددها في الجنوب السوري بات هدفاً مشتركاً لكل من إسرائيل من جهة والأردن وبعض الدول العربية من جهة أخرى، إذ تخشى “إسرائيل ” من جانبها أن تشكل هذه الميلشيات كياناً شبيهاً بـ (حزب الله) اللبناني، يستخدمه إيران لتهديد أمن إسرئيل من الجهة الشمالية، وهذا ما تجلى في فترة سابقة بإطلاق بعض الصواريخ باتجاه منطقة الجولان المحتل، أما الهدف الأردني فيتجلى أولاً بالسعي لعودة “آمنة” للاجئين السوريين في الأردن، أما الهدف الثاني فيكمن إيقاف تهريب شحنات المخدرات والكبتاغون التي تحاول هذه الملشيات إغراق المجتمع الأردني بها، إضافة إلى سعيها إلى تهريب هذه المواد إلى السوق الخليجية، وهذا ما دفع دولاً خليجية مثل السعودية إلى تأييد إقامة هذه المنطقة بعمق 35 كيلو متر داخل الأراضي السورية.

أخبار هذه المنطقة كشف عنها المحامي السوري المعارض “سليمان القرفان” في حديث خاص لـموقع “تجمع أحرار حوران” إذ قال: إن إنشاء منطقة آمنة على امتداد الحدود السورية- الأردنية وبعمق يصل إلى أكثر من 35 كم قد بات وشيكاً أكثر من أي وقت مضى.

وبحسب القرفان فقد تقرر إنشاء المنطقة الآمنة بموافقة الإمارات والسعودية والأردن ومصر، ومباركة أمريكية – إسرائيلية، لوضع حد للنفوذ الإيراني في الجنوب السوري.
وعن تفاصيل الاجتماع أضاف القرفان أن الاجتماع جرى في دولة الإمارات قبل أقل من شهر وحضره 10 من قادة فصائل المعارضة سابقًا من بينهم القيادي السابق “كنان العيد” الذي اغتيل أمس الأحد، وجرى خلال الاجتماع مناقشة خطورة التواجد الإيراني على الجانب الأردني، وانشغال روسيا في حربها بأوكرانيا، وانعكاس ذلك على الدول العربية عمومًا والأردن خصوصًا.

وعن إدارة هذه المنطقة ألمح “القرفان” أنها ستكون بوساطة أبناء الجنوب السوري، إذ أوضح “القرفان” أنه بالنسبة لإدارة المنطقة ولاسيّما معبر نصيب الحدودي أعتقد أن الحل الذي طرحه الروس قبل السيطرة على الجنوب سيعود، أي بسيطرة أبناء الجنوب على المنطقة، وإدارة المعبر من قبل النظام، وهذا ما اقترحه الروس أواخر العام 2017 ورفضته المعارضة حينها.

من جهته قال الخبير العسكري، العميد أسعد الزعبي، لموقع “الحل نت”، أن الحديث عن المنطقة الآمنة حديث قديم، ولكنه رُفض في ذلك الوقت على الرغم من أنها كانت تخضع لسيطرة المعارضة السورية، “اليوم هناك حديث عن هذه المنطقة، ولا بد من وضع نقاط محددة أبرزها وضع السوريين في هذه المنطقة وعلاقتهم بـ (حكومة دمشق)، ومن سيقوم بتنفيذ هذه المنطقة، وما الخدمات التي ستقدمها لحوران والجوار العربي وحجمها والموقف السياسي فيها وكيفية إدارتها”.
وأضاف الزعبي أنه “عندما تتوفر الجدية الدولية، وبشكل خاص من الولايات المتحدة، وتقييم مصلحة إسرائيل، فمن الممكن تنفيذ هذه المنطقة وبسرعة، ولا بد من اتخاذ قرار عربي ودولي بهذا الشأن، فإيران تهدف للسيطرة على كامل المنطقة، لجعلها قاعدة لاستهداف السعودية والخليج، وإيران بالفعل عملت خلال الفترة الماضية على إدخال عناصر إرهابية للأردن، ولن تتوقف، واتخاذ موقف موحد ضد إيران سيجعل منها ومن (حكومة دمشق) وحزب الله خارج معادلة المنطقة وسيتم وضع حد لكل تجاوزاتهم”.
ولكن يبدو أن إيران لها رأي آخر، وهذا ماتجللى في الأيام الماضية إذ أكدت مصادر محلية أن الميليشيات الإيرانية زجت بتعزيزات عسكرية بالقرب من قاعدة التنف وعلى طول الحدود السورية مع الأردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى