تقارير

سوريا: ألبسة العيد تكسر خاطر وجيب السوريين


علياء اﻷمل|
“يلي ما عندو جديد ما إلو عيد”… بتلك العبارة افتتحت “أم شام” حديثها تشكو، ارتفاع أسعار ملابس العيد، مؤكدة أنها غير مندهشة بل على العكس هذا واقع البلاد، في ظل الفساد الذي تديره حكومة اﻷسد.
حركة دون بركة:
ومع اقتراب ايام عيد اﻷضحى، تؤكد مراسلتنا أن دمشق تكتظ أسواقها، وتتحضر المحال التجارية المختصة ببيع الملابس، بعرض بضائعها الخاصة على الواجهات.
وتنقل مراسلتنا عن أحد الباعة قوله؛ “الحركة نشطة في السوق، لكن ﻻ توجد بركة، فحالة الناس متردية ماليًا، وقلة هم من يدخلون للشراء”.
لا تنزيلات هذا الموسم:
وعلى عكس المواسم الماضية، بدت المحال خالية من العروض والتنزيلات التي توضع على الواجهات، واﻷسعار ثابتة على حالها.
ويرى بعض الباعة الذين تناولت مراسلتنا أطراف الحديث معهم، أن موسم التنزيلات تم تأجيله، فالخسائر هذا العام كانت كبيرة ومتتالية.
ويشير الباعة أن يتحملون نفقاتٍ كبيرة، من رسوم وضرائب، وتكاليف معيشية كغيرهم، ومن الطبيعي والمنطقي أن يتم تحميلها على الزبون.
ورغم اختلاف اﻷسعار من سوقٍ إلى آخر في دمشق، إﻻ أن العنوان اﻷبرز هو “تسجيل أرقام قياسية” والقاسم المشترك “غياب التخفيضات”.
كساد كبير:
ويؤكد تجار ألبسة لمراسلتنا، أن هناك تراجعًا في المبيعات في موسم عيد الفطر، واﻷمر مشابه بعد مضي يومين من شهر ذي الحجة”.
وأردف بحسرة؛ “الزبائن مصدومة من اﻷسعار، شريحة قليلة من تدخل للشراء والضروري فقط، أما البقية فتغادر سريعًا، بعد عبارات اللوم والسؤال، والعتب وغيرها من الشكوى واﻻنتقاد”.
وأضاف؛ “ما كان يباع في يوم واحد خلال هذه المواسم، بات يباع في عامٍ كامل”.
اﻷسباب خلف اﻻرتفاع:
ويجمع باحثون اقتصاديون، أن هناك مجموعة عوامل أسهمت في ارتفاع اﻷسعار، بالنسبة لسوق الملابس، في مقدمتها؛ “فقدان البضاعة والأقمشة، ارتفاع مصاريف التشغيل من كهرباء وبنزين ونقل وأجور المحلات في الأسواق، وارتفاع التكليف الضريبي، احتكار وحصر المواد الأولية لدى تجار محسوبين على النظام، وكذلك ارتفاع أجور اليد العاملة”.
خروج أصحاب الدخل المحدود:
ويرى عدد من الباعة الذين تحدثوا لمراسلتنا أن أصحاب الدخل المحدود، خرجوا من السوق، رافضين تحمّل اﻷسعار المرتفعة، والتفضيل دائمًا للقمة العيش، وهي شريحة واسعة كان التجار يعتمدون عليها.
أسعار خيالية:
وبلغت تكلفة شراء حذاء وبلوزة وبنطال رجالي ما يزيد عن 255 ألف ل.س، بواقع أسعار كالتالي: حذاء الجلد الرجالي 130 ألف ليرة سورية، مرتفعا 40 ألف ليرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، بنطال الجينز ما بين 75 ألف ليرة إلى 100 ألف ليرة، أما البلوزة الرجالية 50 ألف ليرة”.
وﻻ يختلف اﻷمر بالنسبة للملابس النسائية، فالحذاء 75 ألف ليرة، وبنطال الجينز 75 ألف ليرة، البلوزة النسائية 75 ألف ليرة حسب النوعية والجودة وبالمحصلة المجموع 255 ألف ل.س أيضًا.
وبالنسبة ﻷسعار ملابس اﻷطفال؛ فأرقامها هي اﻷخرى خيالية، حيث بلغ سعر الفستان البناتي 125 ألف ليرة، والطقم الولادي 75 ألف ليرة، وأحذية الصغار تنافس أحذية الكبار.
يشار إلى أن راتب الموظف في القطاع العام ﻻ يزيد عن 92 ألف ليرة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى