سوشال ميديا

وفاة زعيم الطريقة النقشبندية في تركيا “محمود أفندي”

أحمد عبد الحميد|

أعلنت جماعة إسماعيل آغا التركية عن وفاة إمامها الشيخ محمود أفندي (محمود أوسطه عثمان أوغلو)، شيخ الطريقة النقشبندية في تركيا، عن عمر يناهز 93 عامًا.

ووفق بيان نشرته الجماعة، اليوم، الخميس، أن الشيخ محمود أفندي، كان يخضع للعلاج من فترة بسبب مشاكل في الكلى.

ويشهد يوم غدٍ الجمعة دفن الشيخ محمود أفندي، بعد أداء صلاة الجنازة عليه في مسجد الفاتح بالطرف الأوروبي لولاية إسطنبول.

من هو الشيخ محمود؟
تعود أصول محمود أفندي (محمود أسطى عثمان أوغلو) لعائلة مسلمة عام 1929 في محافظة طرابزون التركية، حيث نشأ نشأة متدينة، حفظ القرآن الكريم وهو في السادسة، وتلقى علوم اللغة العربية والنحو والصرف واللغة الفارسية، ثم درس القراءات وعلوم القرآن على يد الشيخ محمد رشيد عاشق كوتلو أفندي، ودرس علم الكلام والتفسير والحديث والبلاغة والفقه وأصوله، وغيرها من العلوم الشرعية عند الشيخ دورسون فوزي أفندي (المدرس بالمدرسة السليمانية) الذي أجازه في العلوم النقلية والعقلية وهو في سن الـ16 من عمره.
اتجه نحو الصوفية وبالطريقة النقشبندية، كما التزم الحنفية في المذهب والفقه.

قام الشيخ بعدة جولات دعوية وتعليمية في عدة دول، منها ألمانيا والولايات المتحدة، وعيّن بعد ذلك إماما لمسجد إسماعيل آغا في إسطنبول عام 1954 كما كان يقوم بالتدريس والوعظ في إسطنبول ويجذب الكثير من الطلاب والمريدين.

صراعه مع العسكر والعلمانية
خلال مسيرته الدعوية تعرض الشيخ لمضايقات من قبل جنرالات العسكر والجمهوريين (حزب الشعب الجمهوري)، خاصة بعد انقلاب 1960 ودخول البلاد حالة الطوارئ، وحكمت عليه الإدارة العسكرية بالنفي إلى مدينة إسكي شهير (وسط تركيا)، لكن القرار لم يطبق.
اتُهم محمود أفندي في العام 1982 بالضلوع في اغتيال مفتي منطقة أسكودار الشيخ حسن علي أونال، وبعد سنتين ونصف حكمت المحكمة ببراءته من التهمة، وفي عام 1985 أحيل إلى محكمة أمن الدولة بسبب خطبة ألقاها بحجة أن خطبه ودروسه تهدد مبدأ علمانية الدولة، لكن المحكمة قضت ببراءته.

في عام 1998 قتل صهره الشيخ خضر علي مراد أوغلو غدرا في مسجده “إسماعيل آغا”، وفي عام 2006 قُتل الشيخ بيرم علي أوزتورك (من أكبر طلاب الشيخ وصهره ومعيد درسه) وهو يلقي درسه على كرسي الوعظ والإرشاد في جامع “إسماعيل آغا” أيضا، وفي عام 2007 بقرب مكان إقامته الجديدة في حي تشاووش باشا بإسطنبول أطلق على سيارة الشيخ محمود أفندي الرصاص وعلى المستشفى الذي كان فيه يتلقى العلاج، في محاولة لاغتياله لكنه لم يصب بأذى.

ونعت وسائل التواصل الاجتماعي وحسابات تركية وعربية وفاة العالم محمود، داعية للخروج في جنازته وتشييعه غدا الجمعة إلى مثواه الأخير.

الصحفي السوري، أحمد موفق زيدان، نعى العالم أفندي عبر حسابه في تويتر، ذاكرا أثره على مستوى العالم الإسلامي:

‏رحل عن دنيانا الفانية إلى دار البقاء فضيلة الشيخ الداعية التركي محمود أفندي. لقد ترك بصماته على مستوى العالم الإسلامي، لن ننساه في ‎#سوريا بدعم المشردين والأيتام،وستذكره ‎#أفغانستان و ‎#أفريقيا
عظم الله أجر أهله وأحبابه، و الملتقى بإذن الله على حوض المصطفى عليه السلام

‎#MahmudEfendi https://t.co/VcOiKpuhIk‎

المحلل السياسي التركي، حمزة تكين، وصف في تغريدة له العالم أفندي بصاحب الأيادي البيضاء:

‏وفاة العالم التركي الشيخ محمود أفندي صاحب الأيادي البيضاء بخدمة الإسلام والمسلمين لعقود طويلة من الزمن وفي أصعب الظروف.. هو أحد أبطال ملحمة 15 تموز/يوليو 2016 ضد الانقلابيين.. أحد العلماء العاملين المعتدلين الوسطيين غير المغالين.
إنا لله وإنا إليه راجعون
Mekanı Cennet olsun

https://t.co/qVGKHq2o8s‎

تمام أبو الخير، صحفي سوري، غرد عبر حسابه، مستحضرا الصراعات التي خاضها العالم أفندي لنشر دعوته في تركيا:

‏توفي اليوم الشيخ محمود أفندي عن عمر 93 عامًا، صاحب أكبر الجماعات الإسلامية في تركيا، الصوفي النقشبندي. تخلل حياته الدعوية الكثير من الصدامات مع الحكومات والمحاكم فيما مضى وتعرض لمحاولة اغتيال في 2007.
رحمه الله وغفر له
‎#
MahmutEfendiHazretleri https://t.co/lkJSKOqEBW‎

حاكم المطيري، الأمين العام لمؤتمر الأمة الكويتي، ذكر عبر تغريدة له دور العالم أفندي في الإحياء الإسلامي الجديد بتركيا:

‏ودعت ‎#تركيا اليوم أبرز دعاتها وعلمائها الشيخ المفسر السيد محمود أفندي النقشبندي رحمه الله الذي كان له دور كبير في الإحياء الإسلامي الجديد في تركيا في ظل العلمانية واللادينية كما كان له ولجماعته الدور الأبرز في أحداث ٢٠١٦ وكانوا أول من بادر للنزول للشوارع ورفض الانقلاب العسكري https://t.co/A6g3C7RCfr‎

د. علي القره داغي، الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين نعى في تغريدة له العالم أفندي واصفاً إياه بأنه “مثّل أعلى قمة في الإسلام وهي الإحسان”:

‏بقلوب تسلم بقضاء الله وقدره نعزي أنفسنا وتركيا والعالم الإسلامي بوفاة الشيخ محمود أفندي رحمه الله الذي كان المثال بعلمه وحاله للتربية والتزكية،وقدّم من جوهر صوفيته وتحقُقه أنصع البراهين وأقوى الحجج على أن التصوف الملتزم بإمارة الفقه يُمثِّل أعلى قِمّة في الإسلام وهو الإحسان. https://t.co/uvnTYwSqyZ‎

الحسن بن علي الكتاني، رئيس رابطة علماء المغرب العربي عزّى عبر حسابه الشيخ أفندي داعياً له بالمغفرة:

‏إنا لله وإنا إليه راجعون توفي اليوم عالم تركيا وشيخها محمود أفندي رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته بعد حياة حافلة بالدعوة ونشر العلم. https://t.co/JnNCJVZznv‎

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى