مقالات

“سفير فوق العادة” لمن؟ للبحرين.. وأين؟ في دمشق!!

جهاد الأسمر

كاتب ومحامٍ سوري.
عرض مقالات الكاتب

البحرين إمارة صغيرة في قلب الخليج العربي لا تتعدى مساحتها 760 كم مربع، ولبنان على صغرهِ مساحته يعادل إثنتي عشرة مرة من البحرين، هذا يعني أن وزير خارجيتها السابق لو أنه تمدّد فيها لاجتاحها.!!

فمنذ مجيء أميرها “حمد بن عيسى” خلفا لأبيه الشيخ عيسى بن خليفة لم تعجبه، ولم ترُق للأمير كلمة الإمارة، فقام بإصدار أمره وجعلها مملكة في عام 2002 بعد تعديلات دستورية، ولم تنقضِ فترة أخرى ليتبين له أن كلمة جلالة الملك لم تعد تتسع له ولها، ورأى بأنها صغيرة هي الأخرى، ففكّر وقدّر،ثم فكرَ وقدّر أن يضيف إلى ألقابه وصفاته لقبا آخر لعله يرتقي أسباب السماء بكلمة “معظم” لعله يرضي نفسيته وغروره.

ما يشغل بال جلالة المعظم ليس الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد، وتراجع في كل شيء فيها من خدمات صحية، وتعليمية وغياب تام للحريات الأساسية في مملكته ما يشغل باله أكبر فهو في مختبره يجري البحوث عن ألقاب وعن صفات عظمته وعظمة البحرين.

طبعا صاحب الجلالة المعظم لا يليق بعظمته أن يسمي مجرد سفراء فقط لمملكته في الدول التي يعينهم فيها فهذا لايليق به وبجلالته وبعظمته، فهو يرى أن مايليق به هو أن يكون سفرائه سفراء مفوضون فوق العادة؟ فصاحب الجلالة الملك المعظم” الفوق العادة” قد عين سفيرا له في دمشق وأسماه بسفير فوق العادة ليكون سفيرا له في دولة هي الأخرى فوق العادة.

جلالة الملك المعظم ولدى زيارته في شباط من عام 2016 لموسكو كان أن أهدى فلاديمير بوتين سيفا دمشقيّا أسماه “سيف النصر” وقد قال وهو يقدم السيف لبوتين: ” لقد صُنع بأمرِنا وهو حاد جدا، مثل الموس سميناه سيف النصر المذهّب، وسيكون حليفه النصر إن شاء الله”.

فالنصر الذي تمنّاه صاحب الجلالة المعظم لبوتين جاء بمناسبة مرور خمس أشهر وقتذاك على التدخل العسكري الروسي في سوريا، وما النصر الذي تمناه صاحب الجلالة المعظم لبوتين سوى أن ينتصر على الشعب السوري، الشعب الذي وقف بوجه المخططات الإيرانية الذي يدعي عظمته أن إيران تهدد بلاده وتريد احتلالها!.
كثيرون اعتبروا أن الهدية السيف الدمشقي الحاد الذي أهداه لبوتين جاء ليكون دعما وتأييدا للعمليات العسكرية التي خاضتها ضد الشعب السوري منذ ذلك الوقت وما زالت.

فما يشغل بال جلالة الملك المعظم الأمور التي يرى بأنها فوق العادة ليعين لها سفيرا فوق العادة، أما ماجرى للسوريين للسوريين من كوارث ومجازر ومذابح وتدمير للمدن على مدار 12 عاما واستقواء النظام بدول الأرض وميليشياتها لقتل السوريين وقيام النظام بتشريد أكثر من نصف الشعب السوري توزعوا بين مشارق الأرض ومغاربها وشمالها وجنوبها كل هذا لم يرَ صاحب العظمة أنها فوق العادة، بل مارآه أن كل ما حدث للسوريين ويحدث مما جرت العادة عليه، فالعادة وما فوقها التي عليه ممارستها هي دعمه لمن يقتل شعبه وإهداء السيوف الدمشقية الحادة التي صُنعت بأمره لإهدائها لمن يقتل السوريين ويبطش بهم.

الغريب في صاحب العظمة أنه يساند ويدعم من يقتل السوريين من الميليشيات الإيرانية التي تحاول التدخل بشؤون مملكته، وإثارة النعرات الطائفية فيها، وتحاول احتلالها، وقد صرحت إيران غير مرة أنها ستعمد إلى ذلك، ومع هذا فإنه وبمساندته للنظام ولروسيا فإنه يساند إيران الذي لايفتىء يقول أنها مصدر قلق دائم له ولاستقرار مملكته.

الشعب السوري المكلوم لا يستحق منه اهتماما فوق العادة بقضيته، وبما آل إليه وضعه، فاهتمام صاحب الجلالة اهتمام ما فوق العادة لديه أن يقوم بافتتاح سفارة لمملكته المعظمة ويعين وحيد “مبارك ساير” في دمشق كسفير مفوض فوق العادة، ولاهتمامه بما هو فوق العادة فإنه يعمل كذلك دون كلل أو ملل لإعادة النظام إلى جامعة الدول العربية واستعادة النظام لمقعد سوريا فيها وجلوسه على جماجم السوريين في جامعة ماتسمى الجامعة العربية.

صدق شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء أبو العلاء المعري، عندما وصف أمثال هؤلاء من السياسيين ورأى كيف يسوسون الأمور عندما قال:”
يسوسونَ الأمورَ بغيرِ عقلٍ
فينفذُ أمرهم ويقالُ ساسهْ
فأفٍّ من الحياة وأفٍّ مني
ومن زمنٍ رياستهُ خساسهْ..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. في 6 فبراير 2016 ، قام أداة الاستعمار الفرعوني الغربي هذا بزيارة روسيا و أهدى بوتين سيفًا دمشقيًا “مصنوعٌ مقبضه من معادن ثمينة بينما السيف من الفولاذ الدمشقي “، وكُتب على السيف عبارةٌ تقول “سميَناهُ سيف النصر والنصر سيكون حليفك” يقصد على غالبية شعب سوريا التي بدأ جيش الروسي الهمجي بالعدوان عليها قبل خمسة أشهر من ذلك التاريخ . لم يعجز بوتين عن الردَ على دلالة الهدية بهدية لها دلالة (( أعمق )) حيث أن لديه مستشارون متخصصون بالشؤون العربية و يتقنون اللغة العربية أكثر مما لدى أمريكا و دول أوروبا . كانت هدية بوتين للأداة حصاناً حيث يعلم المستشارون بقول الله تعالى في الآية الكريمة (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) فالاستعمال الأول للحصان هو للركوب ، و أنت و أمثالك مركوبون من الاستعمار الفرعوني كما يركب الفارس حصانه يوجهَكم كيف يشاء ، و ربَما يعلم بعض المستشارين ببيت شعر المتنبي الذي يجمع فيه الخيل مع السيف ” ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي ** وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ ” بل ربما أن بعضهم يعلمون بأغنية المطرب الراحل “فهد بلَان” التي تبدأ بمقطع ” ركبنا ع الحصان نتفسح سوا .. وعدني بالحنان وعدته بالهوا ” !! فالسياسة مليئة بخبث التلميحات لكن الأدوات لا يفهمونا إلا إذا قام سيَدهم بتفسيرها لهم . السيَد الفرعون يقول للأدوات ” أقيموا علاقات مكشوفة مع عبدي بشار” فيقيمون أو “اجَلوا كشف العلاقات” فيؤجلون و حتى لو أمرهم أن يغوروا فسيغورون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى