مختارات

امتناع “عمر” عن الصلاة بكنيسة القيامة

هند عودة _كاتبة سعودية|

يذكر الأستاذ روم لاندو في كتابه (الإسلام والعرب) امتناع عمر بن الخطاب عن الصلاة في كنيسة القيامة، قدس أقداس العالم المسيحي كما وصفها؛ خوفًا من أن يطالِب المسلمون بها بعد ذلك بوصفها مكانًا صلى فيه عمر. ويقارن بين ماقبل وما بعد الفتح العربي الإسلامي فيقول: وعلى نقيض الامبراطورية النصرانية التي حاولت أن تفرض المسيحية على جميع رعاياها فرضا، اعترف العرب بالأقليات الدينية وقبلوا بوجودها.

كان النصارى واليهود والزرادشتيون يُعرفون عندهم بأهل الذمة، أو الشعوب المتمتعة بالحماية، ولقد ضمنت حرية العبادة لهم عن طريق الجزية. وهي ضريبة على الرؤوس مالبثت أن أمست ضريبًة تدفَع بدلاً من الخدمة العسكرية.

وكانت هذه الضريبة-مضافًا إليها الخراج، أو ضريبة الأراضي- أقل في مجموعهما من الضرائب التي كانت مفروضة في ظل الحكم البيزنطي.
كانت كل فرقة من الفرق الدينية تعامَل كملة أو كطائفة نصف مستقلة استقلالاً ذاتيًا ضمن الدولة، وكل ملة تخضع لرئيسها الديني الذي كان بدوره مسئولاً عن مسلكها أمام الحكومة العربية.
في موضعٍ آخر يورد لاندو مقارنة بين مافعله الصليبيون لاحقًا حين دخلوا بيت المقدس: وفي عام ١٠٩٩ م بعد حصارٍ للمدينة دام شهرين، اقتحم النصارى بيت المقدس بمثل ابتهاج المنتصرين المتعصبين المتوقد، وأعملوا السيف في رقاب المسلمين من غير تمييز؛ رجالاً ونساء وأطفالا، سواء أكانوا في بيوتهم أم في المساجد. وواصل النصارى وهم يبكون فرحًا مجزرتهم حتى أخليت المدينة من جميع سكانها المسلمين واليهود. ومثل هذا الإفناء البشري باسم المسيح كان لابد له أن يذهل الناس. وقد عجزت القرون المتتابعة عن محو هذه الوصمة*
انتهى كلامه.

ثم يتشدق مسلمو الحداثة اليوم بالتاريخ الوحشي العنصري للمسلمين، تقليدًا وحمقا، أو عمالة وخبثا. ولو أنهم -الصنف الأول- أعملوا النظر والتأمل، ثم استمعوا إلى رأي الآخر المنصِف لعرفوا أن حال البشرية لم و لن ولا يستقيم إلا بهذا النهج القويم؛ لو أن له رجال.
زي مااتفقنا: ابصقوا عليهم أنّى ثقفتموهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى