مقالات

فقه التزكية


أبو سعد الشامي
إن اليهود والنصارى قد غزوا أرضنا، وإبليس وجنوده غزوا قلوبنا، والله لا يعيد لهذه الأمة أرضها حتى تعود الأمة بقلبها لربها، فما دامت القلوب بحب الدنيا معتلة فما تزال الأرض محتلة؛ لأن جميع الموازين مختلة، فمن بدأ بعدو القلب قبل الأرض تربى على أربع قبل أربع:
فتنشأ فيه أربع:
تربى على الرحمة قبل الغضب
تربى على الحب في الله قبل البغض في الله
تربى على الذلة على المؤمنين قبل العزة على الكافرين
تربى على الولاء قبل البراء
إن أكثر ما يضر بالجهاد من لا يفرق بين الولاء والبراء وبين استعداء الأعداء فإن الأول دين والثاني سياسة، فتنشأ فيه أربع هن صواريخ القلوب ومغذيات الدين:
يعفو عمن ظلمه
يعطي من حرمه
يحسن إلى من أساء إليه
يمشي في الناس داعياً لا قاضياً ويضحي بمراده من الناس لمراد الناس منهم _ وهي الهداية _ فيهدي به الله من شاء من عباده.
ومن بدأ بعدو الأرض قبل القلب تربى على أربع قبل أربع فتنشأ فيه أربع:
تربى على الغضب قبل الرحمة
تربى على البغض في الله قبل الحب في الله
تربى على العزة على الكافرين قبل الذلة على المؤمنين
تربى على البراء قبل الولاء
فتنشأ فيه أربع
التفسيق
التبديع
التكفير
التفجير
فيمشي في الناس قاضيا لا داعيا فيضل به الشيطان أكثر مما يريد هو الإصلاح وأفسد من حيث أراد أن يصلح.
إن السباب والشتائم والتنابز بالألقاب التي تنهال من تعابير المتدينين عندما يردون على مخالفيهم دليل على وجود الحلقة المفقودة في بناء الإنسان الرباني ألا وهي التزكية التي قدمها البيان القرآني على العلم.
إن التربية الأخلاقية هي الملاط الذي يمسك بلبنات الجماعة من التفكك والتبعثر وأي تنظيم بدونها عرضة للانهيار والانشقاق قال تعالى:
(هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى