سياسة

“خلطة” روسية لمواجهة العملية التركية.. هل تنجح روسيا بدمج قوات الأسد مع ميلشيا “قسد”؟!

باسل المحمد-مدير الأخبار

تستمر محاولات روسيا لعرقلة العملية العسكرية التركية المرتقبة ضد ميلشيا “قسد”، فمن التصريحات السياسية الرافضة لهذه العملية، إلى التحركات العسكرية التي تحرك من خلالها روسيا قوات النظام على خطوط التماس مع الجيش الوطني في مناطق “تل رفعت” و”منبج” في ريف حلب، إلى اتخاذ تكتيك جديد يهدف إلى دمج قوات النظام مع ميلشيا “قسد”، عسى أن يؤدي ذلك بمنظور روسيا إلى عرقلة العملية التركية المرتقبة.
الخطوة الروسية المرتقبة عبَّر عنها مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، بقوله: إن موسكو تحاول إقناع الكرد بالتسوية مع النظام السوري، وإعادة وحدة الأراضي السورية، ودمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في صفوف الجيش، الأمر الذي سيمنع التطور السلبي للوضع في سوريا.

تصريح “لافرنتيف” جاء خلال حديث مع وكالة “نوفوستي” نقله موقع “RT” اليوم، الجمعة 17 من حزيران، إذ أشار لافرنتييف إلى أن عملية تركية في شمالي سوريا “قد تدفع الكرد نحو إقامة دولة، وستكون لها عواقب بعيدة المدى”.
وأعرب عن أمله في أن يمتنع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن تنفيذ العملية، محذرًا من أنها قد تتسبب في مواجهة مباشرة بين جيش النظام السوري والقوات التركية، وأن “العملية التركية ستشكّل تهديدًا لأنقرة نفسها، لأن حزب (العمال الكردستاني) و(قسد) لن يختفيا في ظل هذا السيناريو”، على حد تعبيره.
وأضاف “لافرنتييف: “قلنا لزملائنا الأتراك إن هذا قد يؤدي إلى زيادة المشاعر الانفصالية بين الكرد وتحفيزهم على إقامة دولة، وهذا ليس في مصلحة سوريا أو تركيا أو إيران أو العراق”، مؤكدًا أن “الوفد الروسي في مفاوضات (أستانة) بذل قصارى جهده لمحاولة إقناع الجانب التركي بالنتائج المضادة لهذه الخطوة”0.
من جهته أن قال “رياض درار” الرئيس المشارك في مجلس ما يسمى (مسد)، “إن قوات سوريا الديمقراطية ستقاتل إلى جانب نظام الأسد، في حال “اعتدى أحد على الحدود السورية”، في إشارة للعملية العسكرية التركية المحتملة شمال شرقي سوريا.
ولفت درار، إلى أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ستكون جزءاً من قوات النظام السوري بعد التوصل إلى حل سياسي في البلاد، لكنه نفى وجود أي حوارات مع النظام الآن، وأضاف: “هذا تصورنا ولذلك نداءاتنا دائماً موجودة كمبدأ واستراتيجية، وليست تكتيكاً”.

وسبق أن اعتبر “رياض درار”، أن من يحكم دمشق يمثل سوريا، مشدداً أنه على المكونات الكردية التصرف “بواقعية”، والتفاوض بشكل مباشر مع الأسد، وأعرب عن كامل الجهوزية والاستعداد للحوار مع النظام إن رغبت دمشق بذلك.
وسبق أن دعا قائد “قسد”، مظلوم عبدي، في تصريحات صحفية، في 5 من حزيران الحالي، النظام السوري إلى استخدام أنظمة الدفاع الجوي، وذلك لمواجهة تهديدات أنقرة بشن عملية عسكرية في الشمال السوري، مؤكدًا في تصريح لوكالة “رويترز“، أن قواته “منفتحة” على العمل مع قوات النظام للتصدي لتركيا، لكنه أكد أن لا حاجة لإرسال قوات إضافية.
وتأتي هذه التصريحات والتحركات عقب تزايد الحديث عن معركة عسكرية تركية مقبلة شمال شرقي سوريا، إذ عزز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الحديث عن هذه المعركة، في 23 من أيار الماضي، قائلًا إن بلاده تعتزم شن عمليات عسكرية عند حدودها الجنوبية مع سوريا.
فيا ترى هل تستطيع روسيا أن تدمج ميلشيا “أسد” التي تدعمها وتمولها منذ عشر سنوات، مع ميلشيا “قسد” المدعومة والموجهة أمريكياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى