مختارات

المتحكم في الاقتصاد الأعلى صوتاً

هند عودة _كاتبة سعودية|

موضوع “القايمة” المتداول حاليًا بين الإخوة المصريين، ذكرني بأسطر قديمة كتبتها منذ سنوات، قلت فيها:

” نصيحة لك أيها الرجل: لاتقبل نقودًا من امرأة أبداً!
تركيبة روح المرأة لم تُخلق للإنفاق والبذل المادي، صدقني ستُـذِلّك ماحييت بأي دراهم تنفقها عليك أو على منزلك، أو حتى على أبنائكما! وإن كنتَ لابد فاعل، فاجعل مشاركتها مقتصرة على أغراضها الشخصية. أمّا مايخصك، ويخص منزلك، فاحذر… احذر أن يكون من نقودها أو حتى بمساهمةٍ منها. أقسم لك ستعيّرك طال الزمن أو قصر، وحتى وإن لم تفعل -وأشك في ذلك- فإنها في داخلها ستزهد فيك وتستصغرك. ستظل تتابعك وأنت تستخدم ذلك التلفاز الذي ابتاعته بمالها، تراقب أصابعك وأنت تقلّب جهاز التحكم، ثم تحدّث نفسها حين تراك تضع قناةً لاتريدها: التلفزيون بفلوسي وهو اللي بيتحكم في القنوات… إفـف!
المرأة ليست مثلك…. تذكّر ذلك.لقد خلِقتَ للإنفاق، للقوامة، لتحمّل مسؤليتها وأولادك. لذا فأنت تدفع و تنفق دون أن يستوقفك مايستوقفها من تحسّر ومنّ وضيق!

لطالما كان المُتحكّم في الاقتصاد هو صاحب الصوت الأعلى، واليد الطولى، والكلمة الفصل. ومتى ما خُولفت هذه الفطرة، فتحمّلت المرأة مسؤلية السعي والإنفاق بدلاً من الرجل، كان ذلك إيذانًا بانقلاب الموازين، وتدمير هيبة الرجولة، بل وضياع أخصّ خصائص الأنوثة من رقةٍ وحياء!
والحديث لا يناقض الإيمان بحرية المرأة في اختيار عمل يناسبها، وأن يكون لها دخلها المستقل عن الرجل، لكن الواقع والمُلاحظ أن المرأة تنفق بسعادة ورضا في كل ماتعلم يقينًا أنه من لوازم الرفاهية والترف، وما أن يصل الأمر لأساسيات الحياة المتعارف عليها، حتى ينتابها الضيق، ويعلو صوت خفيّ بداخلها يذكّرها بأنها أنثى، وبأن هذا الدور لا يناسبها، وبأن من يشاركها الحياة هو ربّان السفينة، الذي منحته ثقتها وولاءها، كي يتحمل هو عناء القيادة ! “.

تأبى الفطرة السوية استيعاب قبول الرجل لأن تؤثث امرأة بيته !!! والله لايستقيم الأمر ولايُعقل .
سبحان الله، كم هي مقيتة تلك القوانين الوضعية !
مقيتة ومدروسة بعناية كي تسحق كل أثر للرجولة، وكل رائحة للحياء والأنوثة.
لقد كان من أهم غايات “اظفر بذات الدين تربت يداك” هو الحفاظ على الرجولة.
ذات الدين لن تقبل إلا بشرع الله الذي أقر لها المهر.
ذات الدين لن تقبل إلا بالزوج الصالح الذي تحقق معه مراد الله في الاستخلاف والعبادة.
ذات الدين تميز جيدا بين مفهوم الحياة الفانية والباقية.
إن أردت الحفاظ على رجولتك فـ عـفّ نفسك بهذه الزوجة، وإلا فـاقبل طوقًا آخر ترسف به في عبوديةٍ جديدة، تضاف إلى عبودية الوظيفة، وإملاءات الحكومة، وقوانين الإذلال التي تجلد ظهرك طوال ركضك اليومي، حتى إذا ما ولجت عرينك، استقبلك إذلالٌ في أرقى حالاته صامت: عفشي….سريري….ملاياتي….صحوني!

لقد خسرت أيها المنهزم القلعة الأخيرة المتبقية لك. وتستحق ذلك، فأنت لست أهلاً لأن تكون قائدًا أو لتُـعِد أبطالا.

تنبيه لابد منه: الحديث أعلاه لايشمل الزوجين المتعاونين تحت ظل المودة والرحمة، وعلى أرض السكينة والانسجام….وقليلٌ ماهم، بل نادر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى