مقالات

“الشرق الأوسط” على صفيح ساخن

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

منذ أن وضعتْ لها اتفاقية “سايكس بيكو” حدودها السياسية، وأعلنت عن قيام مكوناتها تحت مسميات “دول”، منذ ذلك الحين، أي منذ ما يزيد عن قرن من الزمان، ومنطقتنا التي يطلق عليها اليوم منطقة “الشرق الأوسط” تعيش بحالة عدم استقرار، وعلى صفيح ساخن كما يقال.
اليوم صفيحها يصل إلى درجة من السخونة، مفتعلة كانت أو واقعية، وبدوافع مصالح دولها المتعددة.
فالإسرائيليون يهددون بضرب إيران في عقر دارها، وضرب أوكار ميليشياتها في لبنان وسوريا والعراق، وهم لا يترددون بالقيام بذلك عملياً بين وقت وآخر، وها نحن نسمع بين الفينة والأخرى عن ضرب منشآت عسكرية إيرانية في الداخل الإيراني، واغتيال قادة في الحرس الثوري الإيراني، وعلماء ومختصين في صناعة الأسلحة، وتطوير البرامج النووية.
وفي سوريا، بات من المألوف والمعتاد أن نسمع ونشاهد الطيران الإسرائيلي يقوم بقصف مواقع للحرس الثوري في عموم مناطق سيطرة نظام “بشار الأسد”عميل إيران.
في الخليج، أصبحت دوله منطقة تجاذبات وصراعات، مسيطر عليها، بين الصهاينة والإيرانيين-بضبط أمريكي –
على وقع المصالح المتبادلة بين الصهيوني والأمريكي والإيراني، دون الالتفات لمصالح العرب بمكوناتهم المختلفة.
اليوم ارتفعت نبرة التحدي بين الصهاينة والإيرانيين، وأصبح التهديد باستخدام القوة الغاشمة لدى الطرفين وضرب كل منهما الآخر، أصبح خطاباً يومياً على لسان مسؤولي الجانبين.
آخر التهديدات الإسرائيلية على لسان وزير دفاعها، أن اسرائيل ستدمر أهدافاً عدة لإيران ومنها في لبنان وفي الضاحية الجنوبية معقل “حسن نصر الله” وحزبه المجرم.
في العام 2006 حين نشبت الحرب بين ميليشيات “حسن” والصهاينة فيما عرف ب”حرب تموز” ،في ذلك الوقت وقفنا نحن شعب سوريا بكل ما نملك مع “حسن وحزبه” مناصرة له ضد الصهاينة، ولكننا اليوم يقيناً أننا لن نقف إلى جانب الصهاينة، ولكننا يقيناً أيضاً أننا نتمنى أن تزيل قوات الصهاينة “حسن ” وميليشياته المجرمة وألا تبقي لهم باقية لا في لبنان وحسب، بل في سوريا والعراق وفي كل مكان يتواجد فيه هؤلاء السفلة.

أخيراً -احسبوها علي هذه المرة واعذروني- سأبتهل إلى الله بأن يوقع الواقعة بين الصهاينة وإيران، وأن يقتص الله من الظالم بسيف الظالم
وعلى مبدأ اللهم اجعل كيدهم في نحرهم، واضرب الظالم بالظالم، وألا يكون العميل”بشار الأسد” بعيداً عن هذه المعمعة، وأن ينهي الصهاينة عقد استخدامه والاستغناء عن عمالته وخيانته.
من شدة ما نحن فيه، ومن عمق مأساتنا، أصبحنا نحن شعب سوريا ننتظر الحدث الذي يقرّب لنا ساعة الخلاص، حتى ولو جاءت به الشياطين والأبالسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى