سكن فقراء هونغ كونغ لا يتعدى خمسة أمتار مربعة !
بقلم: ياي تشين (Yi Chen)خبير في شؤون منطقة هونغ كونغ
معاناة السكن في أغنى مدن العالم
تعتبر هونغ كونغ لؤلؤة المدن الآسيوية بمبانيها الشاهقة ،ووجهتها البراقة وأناقة طرقها ومتانة البنية التحتية لديها وللتذكير أنها المركز المالي الثالث عالمياً بعد نيويورك ولندن، إلا أنه يوجد وجه قاتم وعمق فقير يعيشه قرابة 220 ألف شخص في شقق ضيقة مقسمة إلى أجزاء ومساحات غرف صغيرة شبيهة بالأقفاص أو زنازين السجون الانفرادية وتصنف لدى قاطنيها بالمنزل.
أسباب أزمة السكن:
لسنوات عديدة، كانت أزمة الإسكان في هونغ كونغ (7,5 مليون نسمة) تعاني من شح الأراضي المتاحة للإعمار، مما أثار جدلاً حول المواقع التي يمكن تخصيصها لبناء منازل وتطوير البنية التحتية للسكن.
حاولت الحكومة منذ سنوات إيجاد حلول مناسبة وتكفلت ببناء وحدات سكنية حكومية للإيجار بأسعار رمزية للفقراء، إلا أنه تراكم الطلب عليها، وأصبح يتوجب الانتظار للحصول على شقة ست سنوات على الأقل، وخلال فترات الانتظار يرغم المواطن للعيش في وحدات رخيصة غير مرخصة أو غير قانونية ،وفي أجزاء من غرف صغيرة قُسمت من بيوت أكبر مساحة لتتسع لعدد أكبر من المستأجرين ويدر مدخول أكبر للمستأجر.
أنواع العقارات المؤقتة والصغيرة
تشتهر هذه المدينة بسوق العقارات الباهظ الثمن إلا أنه يوجد بعض مروجي بيع العقار لذوي الدخل المحدود لمن يرغب بامتلاك وحدة سكنية تسمى “شقق نانو” (Nano flat) تتراوح أسعارها قرابة نصف مليون دولار أمريكي لمساحة تقارب 24 متراً مربعاً وهي على شكل أنبوب دائري قطره 3 أمتار أو حاوية نقل فُرغَت وجهزت بغرفة نوم ومطبخ صغير وحمام بدون نوافذ، مقننة المساحة تصنفها الحكومة على أنها خيار ميسور التكلفة، سمحت الحكومة لتجربة 8,5 ألف وحدة في عام 2021. على الرغم من أن هذه الوحدات من المنازل الحديثة ذات التقنية العالية. المنزل عبارة عن هيكل خالٍ من النوافذ، يعتمد كلياً على الإضاءة الاصطناعية والتهوية الميكانيكية، مساوئها أنها تتميز بحرارة عالية صيفاً وبرودة شديدة شتاءً، ولا تستوفي أياً من المعايير التي اتبعها بناء المنازل.
النوع الثاني هو الوحدات المجزأة
تتواجد الشقق المجزأة (Subdivided Units) في مبانٍ قديمة متهالكة مملوكة لأفراد أو شركات، لكنها ليست أصغر المساكن في هونغ كونغ، وستكون تلك الغرف السكنية تسمح لشخص أو شخصين أن يسكنوها، وتتراوح إيجار الوحدة ما بين 400 إلى ألف دولار أمريكي شهرياً. بعضهم يشترك في المرافق الصحية مع غيرهم من السكان.
النوع الثالث هو كبسولات السطوح
يتم بناء غرف على شكل كانتونات سكنية على أسطح المنازل ببناء غير قانوني تتعدد تكلفة الإيجار على حسب المساحة المتاحة، تلسعها حرارة الشمس صيفاً وتدلف إليها الأمطار الغزيرة أحياناً.
النوع الرابع هو الأقفاص
انتشرت منازل الأقفاص في هونغ كونغ منذ عدة عقود. وهي حجيرات تشبه القفص داخل شبك من الأسلاك، والتي تكون كبيرة بما يكفي لاستلقاء الشخص، عادة ما تكون مكدسة وكل قفصين فوق الآخر.
تضم بعض الوحدات أكثر من عشرة أقفاص مع حمام ومطبخ مشترك. ويشتكي كل من سكنها من الازدحام ويعتبرونها سكن من الجحيم لكونها سيئة التهوية وغير صحية أبداً. تتراوح إيجاراتها من 100 إلى 300 دولار أمريكي شهرياً.
خامساً، التابوت
عبارة عن غرفة صغير بمساحة السرير، تشبه الأقفاص، وهي صناديق قائمة بذاتها ليست أكبر طاولة التنس- تكفي للفراش وممتلكات الفرد الذي ينام فيها، وتلقب أحياناً بغرفة التابوت. يوفر الباب القابل للإغلاق بعض الخصوصية من القاطنين بجواره والذين يشاركونه المناطق المشتركة من مطبخ وحما
م. تتراوح إيجاراتها من 150 دولاراً وما فوق، ويشتكي القاطنون من الظروف غير الإنسانية في بعض الأحيان لكونها تؤثر على صحتهم على وعقليتهم.
سادساً الوحدات المقسمة والمنظمة
تأتي تلك الوحدات المقسمة الأكثر شيوعاً للأسر ذات الدخل المنخفض مع مرحاض خاص ومطبخ صغير، لكنها صغيرة الحجم (14 متر مربع) بإيجار يقارب 645 دولار شهرياً. عادةً تكون بحجم زنزانة السجون.
تفيد إحصائية أجريت من قبل (Kwai Chung Subdivided Flat Residents Alliance) عام 2017 أن متوسط مساحة المعيشة للفرد كان 50 قدماً مربعاً أو 4.65 متراً مربعاً فقط أو قرابة نصف مساحة موقف سيارات. بينما يبلغ متوسط مساحة السجناء في مهاجع مشتركة نفس المساحة المربعة للفرد الواحد تقريباً، إلا أن السجناء ذوي الإجراءات الأمنية الصارمة يحصلون على مساحة أوسع من مساحة المواطنين العادييين.
حكومة هونغ كونغ تعهدت بالقضاء على إصلاح مآساة المنازل بنهاية عام 2049، كما أن حكومة هونغ كونغ بدأت بالفعل تفعيل مخططاتها وبناء البنية التحتية الضخمة لمواجهة أزمة السكن.
