منوعات

“هذه الثورة مالها حل إلا النصر”.. الساروت في ذكرى رحيله الثالثة

باسل المحمد

مدير الأخبار – رسالة بوست
عرض مقالات الكاتب

يستذكر السوريون اليوم استشهاد البطل عبد الباسط الساروت، تلك الذكرى التي تمثل الحنين إلى صفاء الثورة ونقائها، إلى صدقها وطهرها الأول، وبعدها عن كل ما اعتراها فيما بعد من تدخل وعمالة وخيانة، وسرق ونهب باسم الثورة.
نعم “الساروت” لم يكن أول شهيد في ثورة العزة والكرامة، وبكل تأكيد لن يكون الأخير، إلا أنه يحمل في طياته الثورة بكل مآلاتها وتحولاتها، من المظاهرات السلمية، إلى بدايات العسكرة بأدوات بسيطة وبدائية أحياناً، إلى حالة الحصار في أحياء حمص القديمة (البياضة وبابا عمرو)، إلى التهجير ، ومن ثم الانتقال إلى العمل العسكري الأكثر تنظيماً في ريف حماة وإدلب، التي استشهد على ثراها، إذ قضى الساروت نحبه متأثراً بإصابات بليغة في معارك ضد قوات النظام بريف حماة الشمالي، حيث كان يقاتل ضمن فصيل جيش العزة والذي انضم إلى صفوفه مطلع 2018.
من هو عبد الباسط الساروت؟
عبد الباسط ممدوح الساروت من مواليد كانون ثاني 1992، وتنحدر عائلته من الجولان المحتل.
نشأ الراحل في حي البياضة بحمص، وهو أحد نجوم كرة القدم الشباب في سوريا، ولعب حارساً لفريق شباب نادي الكرامة، ومنتخب سوريا للشباب، تحت سن 21 عاماً، وفاز بلقب ثاني أفضل حارس مرمى في قارة آسيا.
التحق الساروت بالثورة السورية منذ بدايتها في آذار 2011، وأصبح في عمر العشرين رمزاً لحركة الاحتجاج التي كانت سلمية، وحين جوبهت بالقوة حمل السلاح وخاض معارك كثيرة كان آخرها بريف حماة حيث قُتل.
خلال التظاهرات السلمية، برز عبد الباسط كمنشد يردد الهتافات الثورية تحفيزاً للمتظاهرين الذين كانوا ينادون بإسقاط نظام الأسد.
عاش الحصار في أحياء حمص لأكثر من سنتين قبل أن يخرج في 2014 إلى ريف حمص الشمالي، ثم وصل إلى الشمال السوري وانضم إلى جيش العزة في 2018، وقاتل في صفوفه حتى قتل في المواجهات مع قوات النظام.
لم يكن “الساروت” أول شهيد في العائلة، إذ قتل النظام الأسدي خلال سنوات الثورة 3 من أخواله، وأشقائه الأربعة وهم: وليد الساروت الذي قتل في تظاهرات الخالدية عام 2011 ومحمد الذي قتل أوائل عام 2013 وأحمد وعبد الله قتلا في 9 كانون الثاني 2014، ثم لحق بركبهم عبد الباسط في 8/6/ 2019.
كانت وصية الساروت أن يدفن في إدلب، تلك المدينة التي طالما صدح صوته عالياً في مظاهراتها، والتي كانت شاهدة على بطولاته في مواجهة النظام وميلشياته. وفعلاً دُفن بها بعد الصلاة عليه في أحد المساجد الكبرى بمدينة الريحانية التركية.
واليوم في ذكرى رحيله الثالثة يستذكر أبناء الثورة أغاني الساروت وبطولاته، ويتداولون مقاطعه على وسائل التواصل الاجتماعي بكل حب وحنين، مؤكدين تمسكهم بدربه، ومجددين العزم على مواصلة الطريق حتى تحقيق الحرية وإسقاط النظام، وهو صاحب المقولة الأشهر “هذه الثورة مالها حل إلا النصر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى