سياسة

على وقع العملية العسكرية التركية… “قسد” تلوح باستخدام ورقة “داعش”

باسل المحمد-مدير الأخبار

تستمر ميلشيا “قسد” باستخدام ورقة تنظيم “داعش” في سياساتها الداخلية ضمن المناطق التي تحتلها شمال شرقي سوريا، من خلال اتباع سياسة تهجير السكان العرب من قراهم ومدنهم، وعلى صعيد التضييق على الحريات وغيرها من الإجراءات القمعية التي تتم تحت حجة محاربة “داعش”.
أما على المستوى الخارجي فتتخذ “قسد” من ذريعة محاربة “داعش” وسيلة لكسب المزيد من الدعم العسكري –الأمريكي بشكل خاص- إضافة إلى الدعم الاقتصادي والسياسي من قبل بعض الأنظمة العربية كـدويلة الإمارات، كما لايخفى استخدام ورقة “داعش” عند أي تلويح أمريكي بالانسحاب من سوريا، لأن أي انسحاب أمريكي من تلك المنطقة يعني تفكك وانهيار هذه الميلشيات، التي ستنتهي بانتهاء الدور الوظيفي الذي أُوجدت من أجله.
واليوم تعاود “قسد” التلويح بعصا “داعش” على وقع إعلان أنقرة القيام بعملية عسكرية قريبة، تهدف أنقرة من خلالها إلى تحقيق هدفين: الأول يتمثل بتطهير الشريط الحدودي مع سوريا من هذه العناصر الإرهابية، إذ تتوالى هجمات “قسد” بين فترة وأخرى على النقاط العسكرية والمخافر الحدودية في تلك المنطقة، أما الهدف الثاني: فهو ما أعلنه الرئيس التركي أردوغان بشأن إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلو متر، لتأمين عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى تلك المنطقة.
على وقع هذه العملية، وكوسيلة ضغط على المجتمع الدولي -وخاصة الأمريكي- لمنع هذه العملية حذر اليوم قائد ميلشيا “قسد” المدعو مظلوم عبدي من العملية العسكرية المرتقبة لتركيا في شمال سوريا، مشيراً إلى أنها قد تؤثر سلباً على محاربة تنظيم “داعش”.
جاء ذلك في تغريدة لقائد “قسد” على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، اليوم الخميس، قال فيها: إن “أي عدوان تركي على شمال سوريا سيؤثر سلباً على العمليات العسكرية ضد تنظيم (داعش)”.

طبعاً هذا الأسلوب ليس جديد على “قسد” فهي تكرره مع كل عمل عسكري تركي ضدها، وهنا نذكر إطلاق عدد من سجناء “داعش” من أحد سجون “قسد” أثناء عملية نبع السلام، وقتها تذرعت “قسد” أنه تعرض للقصف.
وتأتي تغريدة عبدي بعد يوم من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “أنقرة تخطط لتطهير تل رفعت ومنبج في سوريا من الإرهابيين”.
من جهة أخرى أكد مراقبون أن تركيا ماضية بالقيام بالعملية العسكرية، لأن ذلك يشكل ركيزة أساسية لأمنها القومي، نظراً لما تمثله هذه الميلشيات الانفصالية من خطر على تركيا، إذ تعد “قسد” أحد فروع تنظيم حزب العمال الكردستاني “بي كي كي”، وهذا ما أكده الرئيس التركي في كلمة أمام أعضاء كتلة حزب العدالة والتنمية بالبرلمان التركي، “إن الذين يحاولون إضفاء الشرعية على تنظيم “بي كي كي” وأذرعه تحت مسميات مختلفة “لا يخدعون سوى أنفسهم”، في إشارة إلى قوات “قسد” المتهمة بصلاتها مع حزب العمال الكردستاني المصنف على لوائح الإرهاب.
ومن المتوقع أن تشمل العملية التركية عدة مواقع ذات أولوية كبيرة وتنطلق منها هجمات تسببت خلال الأشهر الماضية بمقتل وإصابة العديد من جنود الجيش التركي.
ولعل من أبرز تلك المناطق مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي ومدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، إضافة إلى بلدة تل تمر بريف الحسكة ومدينة منبج ذات الأهمية الاقتصادية، وبلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى