حقوق وحريات

للتفاوض مع الصهاينة.. إيران تلجأ للقناة الخلفية النرويجية

الكاتب: بدر الدين كاشف الغطاء

أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية، أن مساعد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الايرانية، علي باقري كني، توجه يوم 31/5/2022 إلى العاصمة النرويجية أوسلو في إطار استمرار المشاورات الاقليمية والدولية.
وكتب علي باقري كني، في تغريدة له على تويتر، إن زيارته إلى النرويج تأتي في إطار مواصلة المشاورات الإقليمية والدولية، مضيفاً، نعمل خلال الزيارة على ضمان المصالح الوطنية بما في ذلك إزالة العقوبات غير القانونية ونشدد أيضًا على تطوير العلاقات الإيرانية-النرويجية.

وتأتي زيارة، باقري كني، إلى النرويج في وقت تفاقمت فيه أزمات نظام ولاية الفقيه، فالاتفاق النووي أصبح بعيد المنال، واقتصاد إيران يتدهور، وشعوب إيران تواصل انتفاضتها، يتقدم صفوفها شعب الأحواز البطل، وعملاء ولاية الفقيه في المنطقة تتوالى هزائمهم، ومخابرات الكيان الصهيوني تصول وتجول في طهران وفي المواقع النووية والعسكرية الإيرانية تخرّبها وتسرق أطنان الوثائق منها، وتغتال المشرفين عليها وضباط الحرس الثوري.

وكعادة نظام ولاية الفقيه في معاداة الحقيقة والهروب إلى الأمام، لم يسعَ للتصالح مع شعوب ايران ولا إلى التصالح مع دول الإقليم بإعلان وقف تدخله في شؤونها الداخلية، بل لجأ إلى تقديم التنازلات للغرب بأمل إنقاذه، وأرسل باقري كني إلى النرويج، القناة الخلفية للتفاوض مع الكيان الصهيوني، ليوجه من خلالها رسالة أنه مستعد لترطيب العلاقة مع “إسرائيل”والتعهد بوقف التخصيب وعدم التعرض للمصالح الأمريكية، والتعهد، وبأن يُلزم عملاءه في المنطقة بذلك، يضمن ذلك تجميد أو إلغاء قانون تجريم التطبيع الذي أصدره عملاؤه في العراق، والذي لم يكن سوى ورقة إيرانية يساوم بها الكيان الصهيوني.

واختير علي باقري كني، لهذه المهمة كونه من أقرباء المرشد علي خامنئي، وهو ليس مختصاً بالعلاقات الثنائية ولا بالعلاقات الاقتصادية، بل جيء به إلى الخارجية من المجلس الأعلى للأمن القومي لقيادة الجانب الإيراني في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، وعندما وصلت مفاوضات فيينا إلى طريق مسدود لجأ الى قناة أوسلو كونها قناة آمنة للتفاوض مع الصهاينة ومع “الشيطان الأكبر”.

هذه ليست المرة الأولى التي يستنجد بها نظام ولاية الفقيه بالكيان الصهيوني لمواجهة أزماته، فسبق أن أستنجد به خلال الحرب العراقية الإيرانية واشترى منه السلاح لقتال العراق (فضيحة إيران غيت)، كما سبق له التنسيق مع هذا الكيان ومع أمريكا في احتلال العراق عام 2003، ولم يتعظ من تجربة الشاه الذي سقط مُلكه الذي بناه على دعم أمريكا والصهاينة واحتقار شعوب ايران واضطهادها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى