تقارير

سوريا: زيادة الراتب عشم إبليس


فريق التحرير |
مقدمة:
سجل شهر أيار/مايو الجاري، ارتفاعات قياسية في اﻷسعار، بمناطق النظام، من جهة اﻷغذية والمواد اﻷساسية كالمنظفات، مروراً برفع سعر البنزين، وأجور النقل بين المحافظات، وأجور الاتصالات، والتي وصفها الشارع بأنها “غير مبررة” حسب مراسلتنا.
الراتب من الكماليات:
وعلى عكس ما يؤكده علم اﻻقتصاد، في أن “الدخل” ركن أساسي، يقسم إلى “إنفاق جزء منه” و”ادخار” قسم ثانٍ، و”استثمار” في مشاريع صغيرة على سبيل المثال، فإن الحالة السورية، في حقبة “آل الأسد”، اختلفت، ليتحول اليوم “الراتب” إلى “كمالية من الكماليات”، بحسب من تحدثوا إلى مراسلتنا.
“كل شيء ارتفع سعره… زيادة هنا وهناك، إﻻ اﻷجور بقيت ثابتة”، هكذا تنقل مراسلتنا أقوال الشارع.
بينما يرى البعض أن “زيادة اﻷجور” يتبعها زيادة في اﻷسعار، بالتالي؛ يرفضونها ويؤكدون أن “الراتب من الكماليات”!!
استدانة:
ويجمع من استطلعت مراسلتنا رأيهم، أن “اﻻستدانة” و”شيل طربوش هاد ووضعه فوق رأس هداك”، بات هو اﻵخر، تقليدًا واعتيادًا ليمضي الشهر.
واعتبر البعض أنفسهم، من الطبقات التي تنازلت عن “أرستقراطيتها”، مجبرةً كونها تعيش بـ”اﻻستدانة”، في العاصمة دمشق، التي توصف بأنها “اﻷكثر غلاء”!
فثمن كيلو رز وكيلو سكر يعادل 8500 ل.س، وطبخات الفقراء، من الفلافل إلى البطاطا خرجت عن “الموائد”، كما لفتنا في تقارير سابقة.
مجرد إشاعة
مفادها زيادة قريبة في الراتب، دون تحديد رقم أو نسبة، بخلاف ما جرى تسريبه قبل رفع أجور الاتصالات، من أن الزيادة المطلوبة كانت 200 بالمئة، لتأتي 50 بالمئة، وتنتصر شركة الاتصالات للمواطنين! بعدم منح شركتي الاتصالات الخليوية مطلبهما ذاك!. بحسب صحف موالية.

آخر من يعلم:
وحتى نفهم آليات عمل السادة الوزراء في حكومة اﻷسد، يمكن مراجعة تقارير صدرت مؤخراً اليوم، بعد تراجع وزير التموين عن رفع أجور النقل بين المحافظات، والذي أقر أمس.
ليخرج عمرو سالم، وزير التجارة الداخلية، في حكومة اﻷسد، كالعادة، وكأنه “آخر من يعلم”، ويصدر تعميما بإلغاء التعرفة الجديدة! ويقاس على هذا باقي عمل السادة الوزراء كما يقول مواطنون لمراسلتنا.
حرف بوصلة:
والمتتبع ﻷخبار الصحف المحلية، يلمح حرف البوصلة، عن فساد النظام، وتوجيه الرأي العام إلى حالتي “الغلاء” و”زيادة الأجور”، بطريقة “فجة” وعبر “إطلاق النكتة”، التي يراها الشارع بأنها “تنفيسة”، أشبه بديوان النكتة في لوحة “الوالي سكجك” للفنان ياسر العظمة، في سلسلة مرايا.
أين تذهب زيادة اﻷجور؟
عادة ما يمتص الغلاء والزيادات اللاحقة، زيادة الرواتب واﻷجور، بحسب من استطلعت مراسلتنا رأيهم.
وعلى سبيل المثال، وبالورقة والقلم، فإن الزيادة المرتقبة والتي يفترض أن تكون نسبتها ما بين 50 وحتى 200 بالمئة، وأمام راتب الموظف في القطاع العام والذي يبلغ اليوم نحو 100 ألف ل.س، فإن تكلفة وجبة غداء واحدة يعادل بالحد الأدنى 25 ألف ليرة لعائلة مكونة من 4 أشخاص، دون أن يدخل الطبخة أي لحوم، وهذا وفق تقارير إعلامية موالية.
بالتالي؛ أي زيادة في اﻷجر، ستذهب إلى “الطعام” واﻹنفاق على أبسط اﻷمور، إن استطاع الموظف.
والملفت أن صحفيين موالين، يطالبون بالحد اﻷدنى، من التحسين في الوضع المعيشي، كنوع من المسايرة المكشوفة، وتقول إحداهنّ؛ “ما نحتاجه ببساطة ليس زيادة رواتب، بل “تعديل” رواتب أسوة بتعديل أسعار المحروقات المستمر، تعديلها لتعود وتشكل مع راتب عملنا الآخر الجزئي ضمانة لحياة خالية من الاستدانة”.
وفي إحدى لوحات مرايا، تحت عنوان “مجنون يحكي” تشرح بالتفصيل واﻷرقام أين يذهب الراتب، واللوحة مضى عليها ما يزيد عن 3 عقود!!
اﻷسد آخر من يعلم:
ويرجع بعض من استطلعنا رأيهم إلى الحديث عن بدايات التظاهرات السلمية، التي يومها كانت العبارة السائدة، “سيادة الرئيس ما عندو فكرة شو صار بدرعا”، وتلك التي تقول؛ “الحكومة هي السبب والرئيس ما بيعرف”!
لكن ماذا عن اليوم، والفضاء مفتوح والأخبار تؤكد ما يجري، في سوريا؟
يقول ابن القيم رحمه الله؛ إن كنت لا تدري فتلك مصيبة…
وإذا كانت زيادة الراتب مستحيلة، فإن تغيير سلوك رأس النظام، لن يختلف إطلاقاً، وسيكون هو اﻵخر “عشم إبليس في الجنة”، وفق مراقبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى