مقالات

لا يشبهنا ولا نشبهه!

أنور الغربي

الأمين العام لمجلس جينيف للعلاقات الدولية والتنمية
مستشار سابق في رئاسة الجمهورية
عرض مقالات الكاتب

لايشبهنا ولا نشبهه وإذا سلك طريقا فسنسلك طريقًا غيره – قضي الامر الذي فيه تستفتيان، ردي على شباب لهم حرقة على بلادهم تونس، وهم يعيشون في المهجر ويسمعون ما يؤلمهم ويجرح شعورهم بخصوص سمعة تونس في الخارج. هؤلاء يتساءلون عن سبل الرد عن تندر أبناء جيلهم من بعض السلوكات الغبية لسياسيين ومسؤولين في الدولة ويتساءلون عن السبيل للخروج و يلحون على ضرورة الستر و” دارنا تستر عارنا ولا نشمت الأعداء فينا”.قلت صبرنا سنتين أي ما يزيد عن 700 يوم بلياليها ،ونحن نبين ونوضح عبر القنوات الرسمية وعبر الكتابات والرسائل العلنية أحيانا لأننا أدركنا منذ الأيام الأولى أننا وقعنا في ورطة وكنت نشرت رسالة مفتوحة خلال الأيام الاولى من تولي قيس سعيد منصب الرئاسة للتذكير بالأولويات.بعد أشهر وبعد أن تبين لي أن طريقة التسيير صبيانية وغير جدية ولامجدية بل قد تكون كارثية أحيانًا، سعيت لتقريب بعض الشخصيات إليه لمساعدته، وتبين لي لاحقًا أنهم هم أيضا اصبحوا جزءًا رئيسًا من العبث والدمار بعدما كان الأمل أن يكونوا جزءًا في الإصلاح والتوجيه إلى منطق العقل والحكمة في تسيير الدولة.بعد الانقلاب أصبح الأمر في غاية الوضوح للجميع ،وأصبح يتعين علينا أن نبين الطريق الذي يجب أن نسلكه و علينا أن نتمايز بوضوح لا ريبة فيه ونبين من نحن ومن هم وإلا سينظر إلينا على أننا سواء أو أننا رضينا بسعيد سيدًا علينا أو مخلّصًا ومبعوثا للبشرية لإصلاح ما فسد من سلوكها كما يدعي هو وأتباعه، أو أننا مشاركون في مسار التيهان والعبث والفوضى في التسيير وغياب التدبير والعقل الموجه .نحن لنا تاريخنا ولا تاريخ لهم وحاضرنا يشهد لنا وبنوعية علاقاتنا المبنية على الثبات والصدق والوضوح والسعي للبناء لا التدمير وتقديم الخدمات لشعبنا بما نستطيع وأخلاقنا وثقافتنا وتربيتنا لا تسمح لنا بخذلان من يعرفوننا.حاضرهم ماثل بين أيديكم وهو على ما ترون وجزء من جهدنا ينصب باتجاه توجيه الدعوات لأدواته ورجاله حتى يتحدثوا ،ويعرف الناس في الخارج طبيعة طرحهم و زيف ما يدعون ليقيننا بانهم يرددون أكاذيب سرعان ما يتبين طبيعة العقل الذي يقف خلفها .في أول خروج له أقدم على تقبيل أكتاف من يمثل منظومة الاستعمار في إهانة واضحة لنا ولتاريخنا ولأرواح شهدائنا وفيه استعداء لابناء الجالية المسلمة التي يقع استهدافها بسعي وتوجيه من صاحب الاكتاف .سافر للقاهرة في زيارة مشبوهة دامت 3 أيام سيكشف القضاء يومًا خفاياها وتبعاتها على مسار الاستقرار في تونس والمنطقة برمتها. أفسد خلال الزيارة علاقات تاريخية ممتدة لعقود مع الأصدقاء الأفارقة واستعدى مجانًا من قدّم لبلادنا يد العون خلال الأيام الأولى من جائحة كورونا. نحن نرى اليوم التنسيق الكامل بين أثيوبيا والجزائر في الملفات الاستراتيجية وهو ما زال يردد شعارات بلا معنى ولا أمل له في تنزيلها للواقع .سافر لبروكسل ولم يحظ باستقبال الرؤساء وأهانته – كشخص باعتباره لا يحظى بدعم شعبي ولا يستند لمؤسسات – رئيسة المفوضية الأوروبية وصار يتسول بروتوكوله لقاء أو صورة مع رئيس دولة نيجيريا والتفاصيل نشرتها حينها في مقال مفصّل .تحدث بعدها أمام لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف وكانت كلمته بالكامل خارج المواضيع المتفق حولها، وتحدث بمفاهيم وطلاسم لم يفهمها المتحدثون بالعربية وعجز عن ترجمتها المترجمون لغياب الفكرة وغرابة الطرح.ردد أكاذيب وروايات من خياله وتأليف محيطه جعلتنا مصدر تهكم وتندر غير مسبوق ،فضلا على أن بعضها تسبب في أزمات ديبلوماسية كبيرة مع ليبيا وتركيا .ردد وزيره للخارجية سردية رواية تصحيح المسار، ولما عجز عن الاقناع صار يتحدث عن مقاربات جديدة ولما بدا له أنها ذاهبة نحو الأفول أصبح يتدثر بالوطنية وهو كان وزيرًا في نظام بن علي ومن المشاركين الرئيسيين في تدمير المسار الديمقراطي لبلادنا اليوم، كما أنه متابع لدى القضاء سواء المدني – قضية الاستيلاء على ملك الغير أو العسكري – في قضية التخابر مع جهات أجنبية.حضرت رئيسة حكومة مراسيمه إلى منتدى دافس ولم يكن اسمها مدرجًا على قائمة المشاركين ولا الضيوف والى اليوم لا ندري من دعاها ومن دفع لها أو بها كي تشارك خاصة أنه لم يقع التعامل معها كرئيسة حكومة أو حتى مسؤولة رسمية في دولة بل شاركت في ندوة فرعية ولم تكن مداخلتها مقنعة ولا معطياتها دقيقة.لا ثقافتنا ولا أخلاقنا ولا تربيتنا ولا تكويننا ولا علاقاتنا تسمح لنا بأن نكون مثل هؤلاء لذا ليس أمامنا إلا أن نبين للناس أجمعين من نحن حتى لا يظن أحد بأننا نحن وهم واحد.

نحن لسنا مثلهم ولا يمثلوننا ولن نتركهم يدمروا بلادنا وقيمنا وثقافتنا التي تؤكد على الصدق والتسامح والأخلاق والاحترام للذات وللتعهدات والاتفاقات سواء تجاه الأفراد أو المؤسسات والهيئات والدول .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى