“الله أكبر” على لسان القتلة والمرتزقة والزنادقة!
هذه الكلمة الرائعة أول من نطق بها هو النبي الرسول “محمد” (صلى الله عليه وسلم) منذ بدء مسيرة تبليغ الرسالة، قالها بتكليف من الله، وكما جاء في القرآن الكريم “وربّك فكبّر”، وقالها في معاركه وحربه على المشركين، حتى أصبحت فيما بعد شعاراً وصرخة نصر لجيوش المسلمين.
رددها المسلمون في معركة بدر، وقالها القادة الأوائل “خالد بن الوليد” في معاركه مع الروم، و”سعد بن ابي وقاص” في معاركه مع الفرس.
هذه العبارة العظيمة أصبحت اليوم شعاراً للمجرمين والقتلة الذين يدّعون الجهاد في سبيل الله، وباسمها يرتكبون الجرائم والمجازر ويخونون بلادهم وأمتهم، بل يصبحون مرتزقة مأجورين لدى الطغاة وأنظمة الاستبداد!
سمعناها يرددها “المتطرّفون ” من ذوي الفهم القاصر للدين، وهم يجزّون رقاب عباد الله بحجة حفاظهم على الدين من الكفرة والملحدين!
وسمعناها من المأجورين والمرتزقة أمثال الحوثيين في اليمن وحزب الله والميليشيات الإيرانية- وهم يرتكبون المجازر بحق أبناء الشعب السوري بحجة الإنتقام من قتلة “الحسين “ونصرة “آل البيت”!
وها نحن نسمعها اليوم من الميليشيات “الشيشانية” المنخرطين في جيش “بوتين الروسي” وهم يجتاحون “أوكرانيا” ومن قبلها وهم يجتاحون المدن السورية!
بيت القصيد من هذا المقال هو:
بالرجوع إلى صفحات التاريخ، نجد أن “الشيشان” الشعب القوقازي المسلم، والذي كانت بلاده من ضمن مناطق السلطنة العثمانية، إلى أن استطاع القياصرة الروس احتلالها وضمّها لأراضي الإمبراطورية الروسية منذ العام 1870، لتبدأ معاناة هذا الشعب المسلم تحت وطأة حكم القياصرة الغاشم، ولتستمر المعاناة حتى بعد سقوط الإمبراطورية على يد “البلاشفة” وقيام الاتحاد السوفييتي في عشرينيات القرن الماضي، ولتبلغ هذه المعاناة ذروتها في عهد السفّاح “ستالين”، إلى أن سقطت دولة السوفييت في العام 1991.
وتفكّكت جمهورياته لتنال استقلالها بعيداً عن الحاكم الروسي، لكن هذا الحاكم المستبد لم يسمح للشيشان بالاستقلال، فكانت حرب الشيشان الأولى-من العام 1994 إلى العام 1996 استطاع من خلالها الشيشانيون أن ينالوا حكماً مستقلاً واقعياً ولبس دولياً.
لكن الروسي لم يقبل حتى بهذه الصيغة، ليعلن الحرب على جمهورية الشيشان والتي امتدت طيلة عشرة سنوات- من العام1999 إلى العام 2009 إلى أن تم احتلال الروس للارض الشيشانية، وتدمير العاصمة “غروزني”، وارتكاب أفظع الجرائم بحق المدنيين، من قتل وتدمير وتهجير و”اغتصاب للنساء المسلمات”، وهنا من الضروري أن نتوقف، لنقول:
لم تمضِ على مذابح الروس في الشيشان اكثر من ثلاثة عشر عاماً، ومن المفترض أن المرتزقة الشيشان اليوم هم من ضحايا جرائم الجيش الروسي حين احتل بلادهم، فكيف استطاع المحتل وبهذه السرعة أن يمحو من ذاكرة هؤلاء المرتزقة ذكريات الأمس القريب؟
ألم يشاهدوا بأم أعينهم كيف قُتل آباؤهم وانتُهكت أعراض أخواتهم وأمهاتهم؟
ألم ينشؤوا نشأة المشردين والمعدمين؟ فكيف يتحوّلون بعد كل ذلك إلى مرتزقة وأداة قتل في يد قاتلهم الروسي، ويشكّلون الكتائب والألوية العسكرية لتكون رأس حربة لجيشه في احتلاله للأرض السورية والأوكرانية!!
إنه لأمر في غاية العجب!
ولكن لا عجب في ذلك إذا ما عرفنا أنّ من لم يعد لديه رادع خلقي، ونشأ في المدرسة “الروسية البوتينية” التي تقتصر مناهجها على تعليم فنون القتل والسلب والنهب والهمجية واللاإنسانية، فلا غرابة في تصرفاته، وهو لا ولن يتورع عن ممارسة كل الموبقات والرذائل تحت راية “المجد لبوتين”، ومع ذلك يردد: الله أكبر!!