فنجان سياسي

النظام الدولي المتوحش والشباب الكيوت


فراس العبيد _ رسالة بوست
يأبى بعض الشباب إﻻ التخنث، حتى وإن طال شعر لحيته، فذاك رفض يوم أمس لعبة “الملاكمة، والكونغ فو والمواي تاي، والكارتية”، بذريعة أنها رياضاتٌ “عنيفة”، وقرر التوجه إلى “التايكوندو” ليصطدم بأنها لعبةُ قتالية “أشدّ عنفًا”، وجثا على ركبتيه.
اقتربت منه،… ربت على كتفه… “هون عليك”… استدار نحوي كأنما قبض على قشة النجاة… وسيخرج من الغرق… “ماذا أفعل؟”…. إلحق الجلدة أو الريشة الطائرة، وكلاهما متعب… إذا أردت “خليك كيوت… ومن دعاة اللي ماشي الحيط الحيط ويارب السترة”….
بدا منزعجًا، لكن منظري أرعبه، واكتفى بالقول؛ “لم أدخل يومًا في نزاعٍ مع أحد… أنا مسلم مسالم… أقوم بفرائضي وعملي وعلمي”…
لكن هل تأمن على نفسك أو عرضك لو دخل النصيرية إلى المحرر؟… الصفعة لم تكن مؤلمة… “أنا حيادي”… “أنت على هامش التاريخ”… “أنتو خربتوها…كنا عايشين”…
تطور الحوار إلى جدلٍ… استأذنت بعد قولي؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلّ خير”…
وما أشبه السياسيون ودعاة السلمية من اﻷحزاب التي نعرفها، بصاحبي السابق، وعلى كل اﻷحوال، فهناك من يصنع التاريخ، وعلى الطرف اﻵخر من “يساق سوقًا”، ﻻ يقبل أن يكون “حرًا”.
وليس بعيدًا عن الحوار السابق فالمؤشرات الدولية، تؤكد حدوث تغييرٍ في النظام العالمي، فالتصدع أو بوادره، كشفتها “الحرب الروسية على أوكرانيا”، إﻻ أنّ المآﻻت لا تزال على مستوى التحليلات السياسية “غامضة”.
بالمقابل؛ وهو الواجب، أننا كمسملين، علينا أن نسأل عن “دورنا” في المرحلة التاريخية القادمة، لا اﻹكتفاء بالنظر، ورفع اﻷكف والدعاء المعتاد “اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين”؛ فالمسألة إمّا حياة كون فيها، أو موتٌ نستعبد فيه، ﻻ قدر الله.
وعلى الرغم من ضعف اﻹمكانيات، إﻻ أن التكليف من الله تبارك وتعالى، واضح؛ فالإعداد بقدر المستطاع، والنصر بيد الله تعالى.
وما بين “وأعدوا لهم”، إلى “وما النصر إﻻ من عند الله”، حركةٌ تستوجب الهمة العالية، والعمل، بتخطيط مدروس، والفرصة أمام الشباب مواتية، و”حرب البرغوث” أو “العصابات” ممكنة، والضربات وإن دقّ حجمها مؤلمة، فالعبرة في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ”. أخرجه أبو يعلى والطبراني في اﻷوسط.
والمطلوب خروجٌ عن النظام الدولي، لا أن نبقى في كنفه نحوم، وندور كحمار الرحى، داخل حظيرته.
وحتى نفهم طبيعة النظام الدولي الذي نريد الخروج عنه، أنقل ما كتبه اﻷستاذ خليل المقداد، الباحث السياسي، في تغريدةٍ له؛ “ما لا يريد أن يفهمه كثير من الناس أن هناك نظام عالمي في أعلى مراحل قوته وسيطرته على قرارات الدول، ولا أحد يستطيع الخروج على إرادته”.
وأضاف؛ “حتى ترامب وهو اليهودي أكثر من اليهود، والصهيوني أكثر من الصهاينة، والمتعصب لأمريكا العظمى، عندما ظن للحظة أنه يحكم الدولة الأقوى والأولى وصاحب قرار لا يشق له غبار، فتحدى النظام الدولي في قضية كورونا، قاموا بازاحته رغم أنفه!”.
بالمقابل؛ توجد عصابات مجاهدة خرجت عن تلك المنظومة، وإن كانت طريدة الجبال، فهي عيش العزة، وتنظر وعد الله، تسعى وعينها على “القدس”، فليس بعد الحكم الجبري إﻻ خلافة راشدة، ﻻ داعشية، وﻻ جوﻻنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى