فنجان سياسي

سوريا: أتمتة المشاكل وتحوﻻت الأزمة من البونات إلى البطاقة الذكية

فراس العبيد _ رسالة بوست

قال الحارث بن عبّاد؛ “عش رجبًا ترى عجبًا”… والراجح أن الرجل عاش في “سوريا آل اﻷسد”، حتى أطلق تلك الحكمة، وليس لكونه “طلق امرأته”، كما تروي كتب التاريخ.
ولعل من عاش فترة الثمانينات وامتد بها العمر أطال الله أعماركم حتى انتقل بين حقبتي الوريث والمورث، أي “البونات والبطاقة الذكية”، رأى عجبًا.
والفارق أن “بونات حافظ اﻷسد وهي البطاقة التموينية“، لم تختلف عن “بطاقة بشار اﻷسد الذكية”، إﻻ لجهة “الحداثة، وإﻻ فإن المشكلة تمت أتمتتها.
تأجير الدعم لتأمين لقمة العيش !!
وتقول الصحف الرسمية، في أخبارها عن معيشة “المواطن المشحر”، أنّ؛ اﻷخير أجبر على تأجير الدعم “البطاقة الذكية” لتأمين لقمة العيش!!… وهي مسألة لم تحصل في عهد المورث “حافظ”، بتاتًا على رأي مدرّب “الفتوة/العسكرية”، والذي يستخدم العبارة اﻷخيرة، دﻻلةً على القوة.
ودرجت عادة تأجير بطاقات الدعم إلى مبلغ وصل إلى 300 ألف ليرة شهرياً.. فقط عليك تسليم بطاقة البنزين إلى المستأجر وقبض الإيجار. أما اليوم ومع الارتفاع الأخير لسعر مادة البنزين الأوكتان دون حل مشكلة أيام التعبئة زاد من سعر تأجير البطاقة إلى ما فوق 400 ألف ليرة..
تقرّ الصحف الموالية، بأن الذي أجبر من يملك سيارة على ركنها وتأجير البطاقة هو الفقر، والسعي لتأمين لقمة العيش بأي وسيلة كانت، وعجزه عن ركوب سيارته إذا لم تكن تأتيه مساعدات من الخارج أو لديه عمل آخر إن كان من أصحاب الدخل المنتوف أو من المتقاعدين، وهذا العمل في ميزان الحاجة مشروع لتأمين لقمة العيش، أما في ميزان الدعم وتطبيق الدستور في توزيع مقدرات البلد إلى جميع الناس بالتساوي فهناك ظلم كبير بين من يبيع الدعم بـ 400 ألف ليرة فقط لأنه يقوم بتأجير بطاقته، وبين من لا يستفيد من الدعم لأنه لا يملك سيارة، ويدفع ثمن السلع منقولة بمحروقات بالسعر الحر”.
تحرير سوق المحروقات:
وليس بعيدًا عن الكلام السابق، فالصحف المحلية، ومن خلال تمرير تلك التقارير التي تصاغ بعبارة “العدالة للفقراء”، والتسوّل على أسمائهم، وهم الطبقة التي “رفعت حكومة ميليشيا اﻷسد الدعم عنها”، فالغاية، مع قراءة التقارير بدقة، ترمي إلى “تحرير سعر المحروقات”، والتمهيد لها على أساس أنها الحل في تخفيف اﻷزمة!!
وما يهمنا بعيدً عن اﻹطالة، أن “بونات حافظ الورقية”، و”بطاقة بشار الذكية” عجزت عن توزيع الدعم بعدالة، على مدار عقود حكمها مجتمعين وعلى اﻷقل منذ الثمانينات وحتى تاريخه.
أتمتة اﻷزمة:
لكن يمكن أن نشهد للوريث الديمقراطي، بشار اﻷسد، المنقلب على الدستور الطاغوتي، تفوقه على اﻻنقلابي “المورث حافظ اﻷسد”، بأنّ اﻷول عايش الحاضرة، وطبق مقولة “التطوير والتحديث” التي أتى بها، وتمت أتمتة اﻷزمة.. بل ذهب بعيدًا وأتمتها من طوابير على “نوافذ المؤسسة اﻻستهلاكية” إلى “طوابير على المنصات اﻹلكترونية”، وغيّر اسم “المؤسسة اﻻستهلاكية” إلى “المؤسسة السورية للتجارة”، ومن وزارة التموين إلى “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”…
أكملت شرب فنجان قهوتي بنكهته المعتادة… وكالعادة قلت لزوجتي “الشغل شغلو وشغلو عجيب”… عبارةٌ سبق وقالها ياسر العظمة في إحدى لوحاته من سلسلة “مرايا / شوفوا الناس”.
والله غالب على أمره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى