ثقافة وأدب

“مظفر النواب” عند مليك مقتدر

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

رحل الشاعر العراقي “مظفر النواب” مودعاً دنياه التي قال عنها وفيها الكثير ومما قال:”يا طير البرق تأخرتفانا أوشك أن أغلق باب العمر ورائيأن أخلع من وسخ الأيام حذائي”.اليوم أغلق باب العمر، وخلع الحذاء ورحل بما له وما عليه. هو شاعر تمكن من نظم الشعر بمفردتيه الفصحى وبالعامية، واختلفت الآراء في شعره الفصيح، فقد صنفه البعض بأنه شاعر”شعبوي” اعتمد في شعره على استفزاز مشاعر فئة الشباب على وجه الخصوص، بمفردات تتناغم مع نزعة التمرد على المجتمع وقيمه، منسجماً مع ايديولوجيته الماركسية. يحسب له أنه تجرّأ على أنظمة الإستبداد وجعل من أشعاره ترانيم يرددها الشباب الرافض لهذه الانظمة. ما يؤخذ على “مظفر النواب” انه بقي أسير انتمائه المذهبي وتعصبه لهذا المذهب بالرغم من ادعائه العلمانية. لقد أساء “مظفر النواب” للعرب من خلال تعريضه بدولة بني أمية ،واتخذ من واقعة كربلاء منصة للهجوم على العرب من خلال الإساءة لبني أمية بناة الدولة العربية الإسلامية. كما يؤخذ على هذا الشاعر أنه لم يتعرّض لاحتلال بلده العراق من قبل المحتل الأمريكي، مجاملة لعملاء المحتل الامريكي الذين كانوا يقيمون في كنف النظام السوري، وكانت تربطه بهم علاقات جيدة حين كان مقيماً في دمشق آنذاك. رحل الرجل بما له وما عليه، وبقيت قصائده منها الجيد ومنها الرديء، ومنها ما سيبقى في الذاكرة إلى حين، ومنها ما طواها النسيان ودفنت قبل موت شاعرها. الشعر كلمة وموقف ،وقليل من الشعراء من انسجمت مواقفه مع ما قال في قصائده، وفي ذلك مصداقية لقول الله سبحانه وتعالى” والشعراء يتبعهم الغاوون، الم تر انهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون” صدق الله العظيم. عبود العثمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى