مقالات

استعدّوا للتغيير..

حسين الهاروني

باحث سوري من الجولان المحتل.
عرض مقالات الكاتب

التفاؤل بالله أولاً، ثم بما يرتّب سبحانه من تغييرات دولية ستؤدي حتماً الى انطلاق قطار التغيير في بلداننا من جديد بإرادة الشعوب وبزخم اكبر مما كان في العقد المنصرم.

وبوجود تيار من هذه الشعوب ساخط على أنظمة سايكس بيكو وتعطيلها لدورة الحياة في بلداننا وإعدامها لفرص الحياة ولمستقبل ملايين الشباب في عالمنا العربي ويزداد هذا التيار حجما وحضوراً يوما بعد يوم.

لقد كان الربيع العربي ثم الثورة السورية وارتداداتها الدولية والإقليمية شرارة كافية لتحريك استاتيكا منطقتنا من الكوكب الثابتة منذ الحرب العالمية الثانية، الأ أنّ لعنة وجود مايسمى اسرائيل كانت سبباً ليعمل الصهاينة والماسون وكل من يدور في فلكهم من منظمات المال والسياسة الدولية والعائلات المتنفذه والمتحكمة بمراكز القرار في الغرب للتآمر على هذا الشعب وثورته العظيمة.

ثم جاءت الحرب الروسية الاوكرانية شرارة جديدة لتغيير استاتيكا كوكبنا من جديد، ولكن من داخل العالم المسيحي نفسه هذه المرة وبعيدا عن مايسمى إسرائيل ولعل مشيئة الله قدرت هذه الحرب لتفضح كل ما تبقى من زيف في العالم الذي لم تفضحه الثورة السورية ولتعيد تسيير قطار التغيير من جديد ولكن على الساحة العالمية وليس المحلية السورية فحسب.

واليوم كثير من المؤشرات تدلل على إمكانية سقوط محور الشر الروسي الايراني وهو ما أظنه لم يعد بعيدا، وكذلك بدء تغيير عميق في معادلات مؤتمر يالطا وفي مقدمتها ثقة الشعوب بتلك الاطراف الثلاثة وثقتها بالامم المتحدة ومجلس الأمن وإدراك الشعوب لعدم نزاهة هذه المؤسسات هذه الثقة التي تآكلت وبدأت تتساقط ايضاً وخصوصا بعد جرائم روسيا في اوكرانيا وهزيمتها هناك وانفضاح الدور الامريكي البريطاني في كل العالم وازدواجية معاييرهما في كل قضايا الإنسان في كوكبنا.

كذلك اليوم بدأت تهرول بعض دول الحياد وفي مقدمتها فنلندة والسويد نحو عدم الحياد من اجل سلامتها، وهذا مؤشر على تغيير عميق في القارة الاوروبية ومؤشر عميق على أنّ الاتحاد الاوروبي لم يعد يشكل قيمة كبيرة لدى أعضائه ولا مظلة حامية لهم ولم يعد يشكل اكثر من مجموعة اقتصادية من قوميات وأعراق مختلفة ودليل ذلك ايضا انسحاب بريطانيا منه نهائياُ وفتور المطالبات التركية بالإنضمام إليه.

كذا تعاظم الدور الاقليمي لتركيا في ظل نظامها السياسي الذي يعمل باتجاه استعادة الهوية الاسلامية للبلاد ودعم إرادة الشعوب الاسلامية نحو التحرر ويعمل على نهضة علمية وصناعية واقتصادية وعسكرية غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية ويضطلع بدور سياسي كبير بدأ ينافس الدول الكبرى في الحضور الدولي.

أمّا الآن فالبلاد العربية هي البلاد الاكثر حاجة للتغيير والأكثر عرضة للتغيير من داخلها بسبب انها دول بدائية غير مستقرة سياسيا ولا اقتصاديا ولا مجتمعياً، شعوب مضطهدة تحكمها الفردية والفساد وتعاني مشكلات متفاقمة نتيجة الإغلاق الذي تمارسه هذه الأنظمة على شعوبها وعلى بعضها البعض وتتحين الشعوب الفرص للانقضاض على واقعها وتغييره وهو ماقد توفره الظروف الدولية المتغيرة في أية لحظة قادمة.

خلاصة القول: عالمنا مقبل على تغيير جيوسياسي واسع وجذري وعميق على الخريطة الأساسية للعالم وعلينا أن نستعدّ ونستفيد من هذا التغيير ونكون جزءاً منه للعبور نحو مستقبل خال من الاستبداد والفساد يحترم الإنسان، ويحمي حقوقه الأساسية ويحقق الأمن والرخاء لشعوب المنطقة وحرية الحركة للإنسان والتجارة والتواصل البشري بين بلدانها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى