تقارير

“تزوجني دون مهر”… واقع المهور في سوريا


المكتب اﻹعلامي في الداخل _ رسالة بوست
“تزوجني دون مهر”… هاشتاغ أطلقه نشطاء عبر “تويتر” عاد ليفتح الباب على واقع المهور، وعزوف الشباب عن الزواج، وارتفاع نسب “العنوسة”.
ويرى معظم الشباب، من استطلعت مراسلتنا علياء اﻷمل، رأيهم في موضوع المهور، أن القضية تتعلق ليس فقط بالمهور، بل تكاليف الزواج بشكلٍ عام، في ظل ظروف معيشية قاسية، وارتفاع نسب البطالة.
وانقسمت آراء من تناولت مراسلتنا الحديث معهم، حول تكاليف الزواج، بين مؤيدٍ ومعارض، فالبعض يؤكد أنها تجاوزت قدرات الشباب أضعافًا مضاعفة، ويصفونها بأنها “تجارة غير مربحة”، وآخرون اعتبروا أن المسألة تتعلق بحق العروس في حياة كريمة!
ويشير نشطاء إلى أنّ المهور تراجعت في فترة الحرب، وصار شغل العوائل في مرحلة ما، إمّا الخلاص من هموم بناتهم عبر تزويجهم، أو اﻻتجاه الفطري إلى معاني “وآتوا النساء صدقاتهن نحلة”، فغلب الوازع الديني، والرغبة فعليًا في اختيار الزوج الصالح، مهما كان معدمًا.
ويقول الناشط “فرات الشامي”، الجدل حول المهور وتكاليف الزواج حدثٌ متجدد، لكنه ليس أساس بناء أركان البيوت المتينة القائمة على “المحبة والود”، ويشير الشامي إلى اﻵية الكريمة في كتاب الله؛ “وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَآيَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ” الروم :٢١
ويتابع؛ “الحديث هنا عن السكن والسكينة، والمودّة والرحمة، وهي أركان وعمائد بناء الأسرة، فافتت تبارك وتعالى بأنها آية من آيات وحجج الله على اﻹنسان، وختم بالدعوة للتفكر”.
وأضاف الشامي؛ “بيتٌ قائمٌ على التفكير في الطلاق، وتحصيل المهر، أحرى به أن يشبه عش العنكبوت الوهن، وآخر قائمٌ على المودة وهي فعل يتحرك بسبب الحب، مع الرحمة التي هي من صفات الله، عز وجل، واستشعار بالسكينة والطمأنينة، أولى بالبقاء، وﻻ يعني ذلك أن نترك ما أمر به ربنا بقوله؛ “وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ”، وجاء في تفسير الطبري؛ قال أبو جعفر: يعني بذلك تعالى ذكره: وأعطوا النساء مهورهن عطيّة واجبة، وفريضة لازمة” ا.هـ. وختم الشامي؛ “النصوص الشرعية والحكمة والغاية من الزواج أولى أن تقرأ بعناية، حتى تقام المجتمعات بصورةٍ سليمة”.
وترصد مراسلتنا تكاليف الزواج، في سوريا؛ مشيرةً إلى “العوامل اﻻقتصادية” التي تعيشها البلاد، والتي أدت إلى انقسام الشارع لجهة طلب المهر إلى ثلاثة أقسام: التيسير، ترك التسجيل بالليرة السورية وطلبوا المهور بالدولار أو الذهب، وأخيرًا توسط بين طرفين.
وتقول علياء من خلال استطلاع أجرته، بعض المهور تراوحت ما بين 3000 إلى 7000 آلاف دولار، مع كمية من الذهب لا تقل عن 50 غرام وتصل أحيانًا إلى 200 غرام.
وبعضها اﻵخر؛ تراوح ما بين 400 إلى 1000 دولارًا، مع 50 غرام ذهب أو أكثر بقليل.
وأضافت مراسلتنا؛ أن هناك عوائل تخلت كليًا عن تزويج بناتها إلى شبابٍ تقيم في سوريا، سواء مناطق النظام، أو الشمال المحرر، وباتت اﻷنظار تتجه إلى المقيمين في “تركيا وأوروبا”، بذريعة أنها الخيار اﻷفضل لحياة كريمة.
مقاس “الحياة الكريمة” تحوّل إلى معيارٍ باﻷرقام، والماديات، والدوﻻر والذهب، وإذا كان “الخاطب مجاهدًا ثائرًا، فحكمه أنه ميت، وكأنّ الموت مكتوب على الثوار، مرهونًا بهم، بعيدٌ عن “القاعدين”، وقس على ذلك”… هذا فيما يسمى اليوم بـ “المحرر”.
أمّا مناطق سيطرة اﻷسد، فالهروب منها عبر “التمسك بقشة” ومن باب تزويج البنات للمقيمين في بلاد اللجوء فحدّث وﻻ حرج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى