مختارات

لعنة الأسد تحلّ بقصر آل نهيان

أحمد عبد الحميد |

توفي الشيخ “خليفة بن زايد آل نهيان”، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الجمعة، بحسب ما أعلنت وكالة أنباء الإمارات “وام”.

ووفق “وام”، فقد نعت وزارة شؤون الرئاسة إلى شعب دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية والعالم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الذي انتقل إلى جوار ربه الجمعة 13مايو”.

وأعلنت “وزارة شؤون الرئاسة” الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام على الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مدة 40 يوما، اعتبارا من الجمعة، وتعطيل العمل في الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص 3  أيام اعتبارًا من الجمعة.

ويبدو أن اللقاء برأس النظام أو حتى مجرد الاتصال به بات يشكِّل لعنة وشؤماً على كل من يحاول التقرب من هذا الإنسان، فالمتتبع لمصير كل من التقى أو زار أو استقبل بشار الأسد، يجد أن مصيره كان القتل أو الاستقالة أو الرمي في السجون أو حتى قيام المظاهرات ضده، فعلى رأس هذه الدول تأتي روسيا التي تعاني حرباً استنزافية في أوكرانيا وخسائر فادحة في المقدرات العسكرية والبشرية وحصاراً خانقاً مفروضاً على اقتصادها.

كما حلَّت هذه اللعنة أيضاً على إيران بعد لقاء الأسد خامنئي أمس، إذ اشتعلت مدن الأحواز بالاحتجاجات والمظاهرات بعد تفجر الوضع المدني جراء ارتفاع الأسعار وضيق المعيشية هناك، فيما كان عندما وزير خارجيتها محمد جواد ظريف قد قدّم استقالته بعد الزيارة الوحيدة التي قام بها بشار لإيران أول مرة بعد اندلاع الثورة، حيث صرَّح وقتها ظريف أن سبب استقالته يعود إلى عدم إبلاغه بزيارة رئيس النظام الأسد إلى طهران.

وطالت اللعنة أيضاً قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي قُتل بغارة أمريكية، أثناء عودته من مطار دمشق إلى مطار بغداد.

في حين أن لعنة الأسد أطلت على العاصمة بيروت، فبعد إعلان وزير خارجية لبنان وقتها جبران باسيل نيته زيارة سوريا، وهو المعروف بتأييده لبشار وكرهه للاجئين السوريين، اجتاحت لبنان موجة احتجاجات شعبية واسعة تطالب بإسقاط كل الطبقة السياسية الفاسدة، وعلى رأسهم ميشيل عون ووزير خارجيته باسيل، وقد كان باسيل وتياره أفضل حظاً من الرئيس السوداني عمر حسن البشير، الذي كان أول رئيس عربي يكسر عزلة الأسد، عندما جاء بزيارة رسمية إلى سوريا عام 2018، وهي الزيارة التي طبّل وهلَّل لها النظام الأسد وقتها، ولكن فرحة النظام لم تكتمل، إذ انطلقت ثورة شعبية ضده بعد عودته من سوريا، انتهت بإسقاطه وإيداعه في السجن.

وإذا كانت لعنة الأسد قد أدت إلى عزل البشير وسجنه، فإن وقع هذه اللعنة كان أشد وأقسى على (غينادي غاغوليا) رئيس وزراء “جمهورية أبخازيا”، الجمهورية التي لاتعترف بها سوى روسيا وبعض الجمهوريات التابعة لها، إضافة إلى نظام الأسد، فقد لاقى غاغوليا حتفه بحادث سير بعد يومين من زيارته لنظام الأسد، وتوقيعه لما سُمي ب”معاهدات صداقة بين الطرفين”.

ولم تقتصر هذه اللعنة على السياسيين، بل طالت بعض الفنانين الذين غنوا لبشار الأسد، ومنهم الفنان المصري سعد الصغير الذي غنى لبشار في حفلة رأس السنة في دمشق، إذ لم يمض كثيراً من الوقت حتى أعلن هذا الفنان عن خسارته لكل ثروته، بعد تعرض ثلاثة منازل كان يملكها للسرقة بمافيها من أموال ومجوهرات.

ونختم بموت زايد بعد أن شهدت بلاده مؤخرا زيارة للأسد، لتسجل أول دولة عربية تكسر عزلة الأسد بعد اندلاع الثورة السورية، فهل سيتحسس باقي الزعماء رقابهم أمام رغبة كثير منهم إعادة التطبيع معه؟.
وهل سيسجل التاريخ لعنات الأسد لتكون طرفة ترويها الأجيال في قادم الأيام؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى