تقارير

قتل الصحفية “أبو عاقلة” برعاية قادة الغرب الاستعماري

د. عثمان محمد بخاش

باحث في الفكر الإسلامي والقضايا المعاصرة
عرض مقالات الكاتب

قال الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغيل بوينو في تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، “صدمنا بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة أثناء تأديتها لعملها في تغطية التوغل الإسرائيلي في جنين”.وأضاف “نعرب عن خالص تعازينا لعائلتها وندعو إلى إجراء تحقيق مستقل وسريع لتقديم الجناة إلى العدالة”.
يسارع البعض فيشكر الاتحاد الأوروبي على مسارعته بالمطالبة بإجراء تحقيق سريع لتقديم الجناة إلى العدالة، مع إنكار كلي للمحرّض على جريمة قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، فلولا “وعد بلفور” الذي تمت “شرعنته” بإدراجه في صك الانتداب الذي منحته عصابة(أو عصبة) الأمم لبريطانيا، رأس معسكر الكفر التي مكرت الليل والنهار لتتمكن من هدم دولة الخلافة على أيدي الخونة من العرب والترك بعد الحرب العالمية الأولى، لما كان هناك من وجود للكيان الغاصب إسرائيل، ولما وقع مئات الآلاف من ضحايا الحملة الاستعمارية التي قامت بها عصابات إسرائيل عبر عقود من الزمن بتغطية تامة ودعم لا محدود من عواصم الاستعمار في أوروبا وأمريكا، دون استثناء حكومة المانيا التي بررت ضخ عشرات مليارات الدولارات لحكومات إسرائيل تحت شعار محو ذنب الهولوكوست النازي المزعوم.
فالعدالة تقتضي تحديد المجرمين، المحرّضين على الجريمة كما المنفّذين، و المتستّرين على الجرائم كالقائمين بها. وأول المحرضين هم حكومات الدول الاستعمارية في أوروبا وأمريكا.
أما هذه الجلبة الكبرى المحيطة بقتل الصحفية أبو عاقلة فهي مؤشر آخر على تآمر عواصم الاستعمار التي صمتت صمت القبور عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نواطير حظيرة سايكي بيكو، حكّام المسلمين الذين أوصلتهم المخابرات الغربية إلى الحكم، وسكت الساسة الغربيون عن جرائمهم التي لا تحصى ، وما فضيحة مجزرة حي الضامن التي نشرتها جريدة الغارديان البريطانية مؤخرا إلا غيض من فيض جرائم نظام بشار؛ هذه الجرائم الموثقة بالصوت والصورة والتي يعرف حكام الغرب تفاصيلها أكثر مما نعرفه نحن، كما كشفت عن ذلك صور قيصر الشهيرة عن ضحايا الإجرام الأسدي، دون إغفال الهجوم الكيماوي و البراميل المتفجرة، ولا نحتاج لذكر جرائم طاغية مصر السيسي سفاح رابعة فهي أشهر من نار على علم.
ولم يستح فرانك شتاينماير ، رئيس المانيا، في آب 2016 من التصريح بقوله:” يحين وقت إعادة تعمير سوريا فإن المانيا تتطلع إلى العمل يداً بيد مع روسيا للمشاركة في ذلك سواء في حلب أو تدمر أو حمص”.
فقادة الغرب، ضباع الاستعمار، لا ينظرون إلى العالم إلا من عدسة المنفعة المادية، وهي القيمة العليا في حضارتهم العفنة القائمة على المبدأ الماكيافيللي: “الغاية تبرر الوسيلة”، مهما كانت خسيسة و لا إنسانية، فقاموسهم السياسي لا يعرف إلا مصلحة الفئات الحاكمة في السلطة ومن أوصلها إلى كراسي الحكم من أرباب الأموال.
وليس هذا بجديد ولا غريب، فهذا هو نهج حضارتهم المنحطة!
ولكن الغريب المستهجن والمستنكر هو قيام ١٧ منظمة سورية عاملة في المجال الإنساني والحقوقي والمجتمع المدني بتقديم رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تطالب بمحاسبة النظام السوري عن مجزرته بحق ٤١ شخصاً على الأقل في مجزرة التضامن!
نعم صدّق أو لا تصدّق ،فلا زال هناك بعض المساطيل البلهاء، بل الخونة، الذين يصرّون على التماس العدالة من ضباع الاستعمار فيمنحون قادة الغرب المستعمر صك براءة وشهادة حسن سلوك حين يلهثون وراء حفنة من الدولارات لتمويل جيوبهم ومنظماتهم العفنة للمتاجرة بالدماء الزكية التي سفكها هؤلاء المجرمين عبر أدواتهم من الحكام الطغاة!
ولكن فليدرك هؤلاء جميعا أننا لن ننسى ولن نسامح كل من ولغ في دمائنا وساهم في تدمير بلادنا أو شارك في التغطية على المنفذين للجرائم الذين يتمتعون بدعم ضباع الاستعمار، وإن غدا لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى