فنجان سياسي

سوريا بين حفرة التضان ونظام اﻷسد والكلاب الضالة في دمشق ومشاهد جسر الرئيس


فراس العبيد _ رسالة بوست
السلام عليكم أيها السادة أمدكم الله بالهناء والسعادة… ومما ينبغي اﻹشارة إليه هو سر تلك القرارات التي يتخذها النظام السوري، وتتحفنا حكومته الرشيدة بها، وآخرها تسجيل “الكلاب”، وانشغال اﻹعلام الموالي بالحديث عنها، وكأنّ هموم السوريين ولت إلى غير رجعة، وبقي أمامهم تسجيل كلابهم!
ومنذ ما ﻻيقل عن شهر، واﻹعلام الموالي، يمرر ويتحدث عن “تسجيل الكلاب” وتكاليفها، ويخرج المحللون بالنظريات، والفوائد، والعقبات والغايات، وأخيرًا، يطل علينا بجدل حول آلية التسجيل “هل هي كتابية موجهة للمحافظ، أم إلى إحدى الدوائر المعنية في المحافظة”!!!
ويقول الخبر الذي أوردته الصحف الموالية أن مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق، شادي خلوف، نفى ما أشيع عن ضرورة تقدم مالك تسجيل الكلاب الخاصة بطلب إلى مبنى المحافظة على الإطلاق.
وبحسب خلوف؛ “فإن الطلب يقدم بصورة مرنة وإجراءات بسيطة في مديرية الشؤون الصحية بمنطقة كفرسوسة”.
وقال خلوف إن صيغة الطلب لا توجه على الإطلاق إلى السيد المحافظ أو المحافظة، والطلب موجه إلى مديرية الشؤون الصحية، لمنح بطاقة تسجيل كلب خاص، ويبلغ الرسم السنوي ١٥ الف ليرة؛ و٥ آلاف كلفة البطاقة إضافة الى رسوم الطوابع المالية.
وثمة مؤشر اقتصادي في الكلام السابق ينبغي عدم إغفاله؛ فالنظام المفلس لم يترك بابًا للتسول لرفد الخزينة العامة إﻻ “طرقه”، وباب “الكلاب وتسجيلها أحدها”!
وما يهمنا في المسألة؛ التوقيت الذي ظهر فيه الحاجة إلى تسجيل الكلاب في ظل واقع معيشي متردٍ تشهده البلاد، وكأن الغاية لا تخرج عن مقولة؛ “الرفاهية التي يعيشها الناس في زريبة اﻷسد ومعتقلاته”.
ثم من هي الفئة التي تمتلك اليوم في سوريا مجرد “قطة ضالة”، تتكفل في إطعامها؟
وبالمجمل؛ إن الحال الذي آلت إليه سوريا، مترابط يمكن فهمه بعد تركيب المدماك، من بداية مشهد “حفرة التضامن” التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، ووحشية مرتزقة اﻷسد، مرورًا، بمشاهد اﻹذلال تحت جسر الرئيس وسط العاصمة دمشق، بانتظار “كذبة العفو” التي خرج منها من ليس لهم علاقة بـ”الحراك الثوري”، إلى طوابير الخبز والغاز والمحروقات والغذاء وغيرها وانتهاءً عند “ترخيص الكلاب”… كل ما سبق مؤشرات لحفرة “يدفن فيها السوريون” الذين ينتظرون “الموت” ولكن بـ”برخصةٍ دولية”، تتاجر بقضيتهم، وتخرج “التسريبات” على هواها، وتغض الطرف عن أبشع جريمةٍ في وضح النهار ترتكب جهارًا.
وحتى لا أسهب، فالشاهد أن سوريا ما بين حفرة التضامن والتسويات والطوابير ومشاهد جسر الرئيس، وملف “سجن صيدنايا وتدمر”، إلى تسجيل الكلاب في المحافظة! مقبلة على مزيدٍ من التنكيل، ما لم يتحرك ويصحو الشارع وينتفض.
تركت فنجان قهوتي، وأخفيت قطتي الدمشقية، ومحوت خربشاتها، ثم أدركت أننا في شبه المحرر، وقلت أنتِ آمنة لا تخافي إﻻ غدرت ناكس البيعتين، الجوﻻني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى