فنجان سياسي

فنجان قهوة عشق وبوحٌ فراتي ﻷنثى وعاصمة

فراس العبيد _ رسالة بوست

فنجان قهوتي الصباحي بنكهة الحب، وهال الشوق، ﻻ سياسة وﻻ شيء إﻻ تراكمٌ من “الكلمات”، التي تحتضر على سرير “موتٍ”، أفزعتني، أنا الذي لا يهاب “الموت”، لكنه يخشى “الرحيل” و”الفراق”.

كلّ شيءٍ حولي، يوحي بموعدٍ مع “الخير”، ونوافذ “الأمل” مع “الحب” تتفتح كـ”جوريةٍ حمراء”، في “بستانٍ” أعرفه…!!

ربما بل حتمًا أردت أن أنثر حروف شوقٍ في فضاءاتٍ بعيدة، تبقى خالدةً، تتوج ذاكرة ما أكتب، وترسخ أني “عاشق” أو كما يقول أستاذي صالح “المجاهد العاشق”… فما بين القلم والبندقية تناغمٌ لا يعرفه إﻻ من ذاق لذته، وتناول من ينابيعه بحظٍّ وافر…

بل قطعًا لا أكتب عن “نفسي”، وإنما حتمًا أصوغ الحروف عن أولئك المرابطين، العشاق للشام، ولتلك الأنثى التي تقف ملوحةً مناديةً، هلموا.

لم يمنعني انشغالي بثغري عن ذاك الطيف… تلك اﻷنثى السمراء… بعيني بلادي، بل أصغيت لنبضها بينما كنتُ أعانقها في حلمٍ…. كأنما أعانق الدنيا بجمالها… أسمع لذيد حروفها… وللصمت معانٍ كما لدمع العين رسائل، ودروب الشوق إلى الوجنتين يقودني للمزيد من البوح… أنا الذي يخشى “إفشاء الحب” في “زمن الخوف”… ويتستر بعباءة الكلمات السياسية، ويناور برصاصاتٍ للدفاع عن “معتقده”….

احتضنت الحروف ودورتها في فمي كـ”سكرة”… حروف اسمها… وخارطة كفها وتلك التلافيف كالطرقات الضيقة في أحياء الشام العتيقة، حيث تركت ذاكرتي، وحقيبة عطري “وبعض الحروف” على جدران اﻷموي وحي ساروجا والعمارة… يومها كنت عبرت الفرات على جسر دير الزور الذي يروي والدي أنّ جديّ بناه…

مازلت أعشق الجسور مثل “حياة”، و”خالد بن طوبال”، ربما لهذا السبب أعشق كوني جسرًا للعشق والهيام… تطؤوه تلك المرأة وهي تنظر إلى وجهي وأداعبها بابتسامةٍ لا أملك غيرها تلك “السويعات”.

ألقيت القلم والورقة على الطاولة الخشبية، بهدوءٍ لا أريد إيقاظ المزيد من الحروف الهائمة اليوم، وإنمّا أتركها تبحر حتى آخر الطريق إلى الشوق، في عوالم الحب… ما بين أنثى وأنثى… كأنما تطوف بين طرقاتٍ دمشقية وتسقيها من غزير مياهٍ فراتية….

ربما كما تقول أمي، التي تقرأ اﻵن كلماتي؛ “وسط اﻷلم فيك روح ومنك تنبت الحياة من جديد”…. ففي تلك اللحظات كتبت بين ألمين، وشوقين، كثنائيةٍ صاخبة هادئة في آنٍ واحد، مررت فيها كل المعاني… واستسلمت فيها لنبض قلبي لا صوت آخر غيره… يرغمني الألم على الكتابة… ربما نعيًّا… حتمًا شوقًا، لتلك المعارك وذاك الأزيز الذي تنبت في أرضه العزّة والكرامة…. لا خوف يومها… أو حتى هلع… على عكس ما يصوّر لكم… إنما تراتيل وعناق مستمرٌ…. وانتقالٌ على جسرٍ إلى حيث الحبيب والأحبة… ألا ليت شعري متى نلتقي؟

ووجدتني أبوح وأبوح بعيدًا عن كل ما يدور حولي، رغم الصراع الذي عشته، بين فكرتين متكاملتين، تطفو إحداهما تارة على الأخرى… كلهم بهذه الروح، ولعلي مثلهم… جميعهم “عشاق” ولعلي من بينهم… أهمس لكِ ولها بسحرٍ من حروفي… بقطرات دمع العين التي تحنّ على وجنتين… وبين أحضان مدني الخرافية.

يلوم العقل قلبي .. ليس يدري

بأن الحب سِحرٌ يعتريه …

أنا الدمع المسافر .. لست أدري

متى تحنو الدروب فألتقيه …

لنبني فوق ذاك الغيم قصرا

ونحتضن الغرام ونستقيه…

سأحفظ حبه بين الحنايا

وأرقب طيفه كي أحتويه …

نداء عقولنا يعلوه ريبٌ

ونبض قلوبنا لاريب فيه ..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الله كلمات وحروف انسجام وتناغم وموسيقا الحنين والألم تطفو على الكلمات بوركت الانامل وأبدع الفكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى