فنجان سياسي

الحرب الروسية اﻷوكرانية تفتح باب صراع الكنائس وتصريحات البابا تثير جدلاً في بولندا وروسيا

فراس العبيد _ رسالة بوست

مقدمة:

انتقد وزير بولندي تصريحات حول النزاع في أوكرانيا للبابا فرنسيس الذي اعتبر في مقابلة مع صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية مساء الثلاثاء الماضي، أن من أسباب النزاع في أوكرانيا هو “غضب” موسكو الذي “سهلّه استفزاز حلف شمال الأطلسي على باب روسيا”.

وقال وزير التعليم البولندي بريميسلاف تشارنيك للتلفزيون العام “بالتأكيد صعق كثيرون عندما سمعوا ما قاله البابا”.

وأضاف أنه  إذا سمحت إدارة الفاتيكان بنشر هذه الملاحظات  “حول استفزازات  الحلف الأطلسي وبعبارة أخرى عن الجناح الشرقي وبالتالي بولندا أيضًا، فإن البابا أراد ببساطة أن يقول ذلك”. وأدرف؛ “بذلك أساء إلينا نحن البولنديين”. وفق تقرير نشره موقع عربي 21

بداية الشرارة:

ومن جهتها، وبخت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البابا فرنسيس لاستخدامه _حسب وصفها_ لهجة خاطئة بعد أن حث البطريرك كيريل على ألا يصبح “خادم مذبح” الكرملين، محذرة الفاتيكان من أن مثل هذه التصريحات ستضر بالحوار بين الكنائس.

وقال فرنسيس لذات الصحيفة الإيطالية، إن كيريل، الذي دعم حرب أوكرانيا، “لا يمكن أن يصبح خادم مذبح الرئيس فلاديمير بوتين”.

وقالت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إنه من المؤسف أن يتحدث فرنسيس بهذه اللهجة بعد شهر ونصف من حواره المباشر مع كيريل، بطريرك موسكو وعموم روسيا.

وقالت بطريركية موسكو “البابا فرنسيس اختار نبرة غير صحيحة لنقل محتوى هذه المحادثة”، رغم أنها لم تذكر صراحة تعليق “خادم المذبح”.

وأضافت؛ “من غير المحتمل أن تساهم مثل هذه التصريحات في إقامة حوار بناء بين كنيسة الروم الكاثوليك والكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وهو أمر ضروري للغاية في الوقت الحاضر”.

موقف كيريل:

ويرى كيريل (75 عاما)، وهو حليف وثيق لبوتين، أن الحرب ما هي إلا حصن في مواجهة الغرب الذي يعتبره منحطًا، لأسباب على رأسها قبول “المثلية الجنسية”.

والكنيسة الأرثوذكسية الروسية هي إلى حد بعيد أكبر الكنائس في الطائفة الأرثوذكسية الشرقية، التي انفصلت عن الطوائف المسيحية الغربية في الانقسام الكبير عام 1054. واليوم لديها نحو 100 مليون من الأتباع داخل روسيا وأكثر من ذلك في الخارج.

ويوجد في أوكرانيا قرابة 30 مليون من الأرثوذكس، مقسمين بين الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو واثنتين من الكنائس الأرثوذكسية الأخرى، إحداهما الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة.

الحرب العائلية واﻷمة اﻹسلامية:

ما بين انتقاد وزير التعليم البولندي بريميسلاف تشارنيك، وتصريحات فرنسيس (الكاثوليكي)، وتوبيخ كيريل (اﻷرثوذكسي)، ملامح صراع وصدام، بين الكنيستين، ما لم يتم إحتوائها، وليس من المستبعد أن يعاد “الشرر” مرةً ثانية.

لكن بالمجمل؛ مع ضعف اﻷمة اﻹسلامية، وتحول مجاهديها إلى عصابات مشردة، ومطاردة، ومضيق عليها، فإنّ مبشرات الحرب “العائلية الثالثة” ستأتي لصالحها، وفق سنن كونية وشرعية، تهدم النظام الدولي بشكله الحالي، وبالتالي؛ بداية كسر “الحكم الجبري” والذي يتلوه “خلافة راشدة” على منهاج النبوة، إﻻ أنّ هذه اﻷخيرة تحتاج إلى اﻹعداد والرجال الثابتين الصادقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى