فنجان سياسي

تحسبهم جميعًا: روسيا تغرد خارج السرب

فراس العبيد _ رسالة بوست

تحمل تصريحات المسؤولين الروس أبعادًا واضحة الدﻻلة، على تصدّع النظام الدولي _الطاغوتي_ الحالي، وانقسامه إلى معسكرين، لكن هذه المرة، على أسس عقدية _ دينية، من الواضح أنها ستدير الصراع الكاثوليكي _ اﻷرثذوكسي.

لافروف بدأها:

وعلى خلاف عادة السياسيين في المواربة، واﻻحتواء، واﻻستقطاب، أشعل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، “النار على الجمر الموقد أساسًا”، بعد تشبيهه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ”الزعيم النازي أدولف هتلر”، ما يعني مزيدًا من التوتر بين “روسيا” و”إسرائيل”، وهو اﻷمر الذي تحدثت عنه قناة “12” العبرية، ووفته بـ”ذروة تدحرج العلاقات المركبة جداً بين موسكو وتل أبيب”.

ويذكر أن لافروف قال خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مع قناة “ريته 4” الإيطالية؛ “إن الأصول اليهودية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لا تقوض موقف بوتين، فإن زيلينسكي قد يكون يهودياً بالفعل”، وأضاف؛ “قد أكون مخطئاً، لكن أدولف هتلر كان لديه دم يهودي أيضا، والشعب اليهودي الحكيم يقول إنّ أكثر المعادين للسامية حماسةً، كقاعدة عامة، هم يهود”.

زلة لسان وكشف المستور؟

بالمجمل؛ ليست تصريحات لافروف “زلة لسان” على اﻹطلاق، وإنما هي انتكاسة في عموم الدبلوماسية الغربية _الصليبية_ التي بدأت تتشكل مؤخرًا، مع اﻻنتفاخة في بلون القوة الوهمي، وما قاله الرجل، إظهار خفايا ما يدار في المطبخ السياسي الروسي، وهي حالة تأكد نفسيًا فقدان السيطرة على التحكم بالعواطف، وسيكون لها تبعات خطيرة قادم اﻷيام، والتوصيف الدقيق لها، أنها “من مكر الله تعالى بأعداء الدين وهو عزّوجل خير الماكرين”.

لن تغفر له:

ويشار إلى أن الإعلام العبري نقل تصريحاً لوزير الخارجية الإسرائيلي “يائير لابيد” قال فيه؛ “إن تصريحات لافروف فاضحة ولا تغتفر، وخطأ تاريخي فظيع”، ووفقاً لما نقلته صحيفة “هآرتس” العبرية فإن “لابيد” شدد على أن “إسرائيل تنتظر اعتذاراً” على خلفية تلك التصريحات، فيما أفادت قناة “12” العبرية بأن “التقدير في إسرائيل أن لافروف لن يعتذر عن تصريحاته”.

شاهد ملك:

ليشعل فيما بعد “السجال” عبر موجة من التصريحات اﻹسرائيلية، التي يمكن اعتبارها “شاهد ملك” على حقيقة “التحالف الصليبي _ اليهودي”، المعروف بالنسبة ﻷولي البصيرة من المسلمين، حيث أدان رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي “نفتالي بينيت” تصريحات لافروف قائلاً؛ “كلماته غير صحيحة ونواياه خاطئة، والهدف من وراء هذه الأكاذيب هو اتهام اليهود أنفسهم بارتكاب أفظع الجرائم في التاريخ”، واعتبر أن تصريحات لافروف بشأن أصول هتلر “في غاية الخطورة، ولا تعكس الحقيقة”، وأضاف أنها؛ “أكاذيب هدفها إلقاء اللوم على اليهود”، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

تموضع جديد للصراع:

وبالمحصلة؛ يبدو أن الكيان الصهيوني، مستمر في الانتقال من سياسة استيعاب روسيا، إلى تقارب وتموضع إلى جانب الغرب في هذا الصراع.

وبالتالي؛ مؤشرات “حرب نووية” تعززها الكثير من الشواهد، ولعلي أنقل ما كتبه د. أكرم حجازي – مدير مركز المراقب للدراسات والأبحاث، في تغريدة له يقول؛ “فما الذي يجري إذن!!!؟ الحديث المتكرر عن حرب نووية أو حرب عالمية الثالثة تعني بالضبط أنه: لا الأمريكيون ولا الغرب قادر على تحمل هزيمة في أوكرانيا، ولا الروس قادرون على تحمل الهزيمة أيضًا”.

وأضاف الدكتور أكرم حجازي؛ “في المحصلة؛ حتى الآن لم يكشف الأمريكيون ولا الروس عن أهدافهم فيما لو انتصر هذا أو ذاك!!!”.

خارج السرب:

معظم المؤشرات، تنحو باتجاه تغيير جذري في النظام الدولي الحالي، وأحد ركائز انهياره، تغريد روسيا خارج السرب، وبذور الصراع على المصالح والنفوذ بين قوى النظام الدولي تزداد… قال تبارك وتعالى؛ “بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعًا ووقلوبهم شتى ذلك بأنهم قومٌ ﻻ يعقلون” الحشر: 14

ما دور اﻷمة اﻹسلامية؟

حقيقةً؛ وللأسف، اﻷمة لا تزال في طور “اﻻستضعاف”، وخيارها في الجهاد “عصابات” من “النزاع من القبائل”، فهي إنشائيًا حتى تقوم الساعة قادرة وستنهض؛ أمّا عمليًّا؛ فهي مكبلة ﻷنها لا تزال تقاتل “الحجر” في الطريق، وتتغافل عن “واضع تلك العقبة”، قال تعالى؛ “فاضربوا فوق اﻷعناق واضربوا منهم كل بنان” اﻷنفال: 21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى